نتنياهو يحاول إجهاض جهود ليفني لتشكيل حكومة

يحاول إغراء زعيم «شاس» لرفض المشاركة بالموقف السياسي والدعم المالي

TT

اثر البوادر الايجابية في جهود تشكيل حكومة جديدة في اسرائيل برئاسة وزيرة الخارجية رئيسة حزب «كديما»، تسيبي ليفني، وضع رئيس حزب الليكود اليميني المعارض، بنيامين نتنياهو، خطة لإجهاض هذه الجهود. وبادر الى عقد اجتماع عاجل مع رئيس حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين، ايلي يشاي لثنيه عن الانضمام الى مثل هذه الحكومة.

وعرض نتنياهو، على يشاي عدة اقتراحات مغرية، قائلا انه في حالة اجراء انتخابات جدية وفوز الليكود، فإنه سيبدأ المفاوضات الائتلافية أولا مع حزب «شاس»، قبل أي حزب آخر، وأبدى استعدادا للتجاوب مع مطالب هذا الحزب السياسية والاقتصادية. وقال له، وفق مصدر مقرب من «شاس»: الليكود هو الضمان الوحيد لحزبكم حول مصير القدس فنحن مثلكم نعارض اعادة تقسيمها أو تحويل أي حي عربي فيها الى الدولة الفلسطينية العتيدة. ونحن مستعدون للتجاوب مع معظم طلباتكم المالية خصوصا في رفع مخصصات تأمين الاطفال، «فالأوضاع الاقتصادية للدولة جيدة اليوم بعد نجاح الخطة الاقتصادية التي وضعتها عندما كنت وزيرا للمالية في حكومة أرييل شارون ولا توجد مشكلة في تقديم بعض أرباح الدولة للعائلات كثيرة الأولاد».

يذكر ان حزب «شاس» يعاني من صراعات داخلية حول مسألة الانضمام الى الائتلاف الحكومي الحالي. فرئيس الحزب، ايلي يشاي، يشعر بأن رئيس الحزب السابق، أريه درعي، يستعد للعودة الى السياسة وانه سيطالب بالعودة الى مكانته السابقة كرئيس حزب، بعد أن اضطر الى تركها بسبب ادانته بتهمة الفساد وسرقة أموال الجمهور قبل عشر سنوات. وهو لا يستطيع العودة إلا بعد تسعة شهور عندما تنتهي مدة سبع سنوات من خروجه من السجن (حسب قرار المحكمة عليه أن يبتعد عن السياسة مدة سبع سنوات من خروجه من السجن حتى تزاح عن جبينه وصمة العار). ويعتقد يشاي ان التوجه الى الانتخابات الآن هو الضمان الوحيد له للبقاء رئيسا للحزب، وعندها سيظل رئيسا طيلة أربع سنوات حتى نهاية دورة الحكومة. ولكن في حالة دخوله الائتلاف، واجراء الانتخابات في موعدها بعد سنتين، فإن درعي سيهدد مكانته ليعود الى رئاسة الحزب. ولذلك فإنه معني بتقديم موعد الانتخابات. ويحاول نتانياهو استغلال ضائقة يشاي هذه والسعي لاجهاض محاولات ليفني، باعتبارها مصلحة مشتركة لكليهما.

ولقي نتنياهو، ويشاي «دعما» غير مباشر في توجههما هذا من الجنرال شاؤول موفاز، الذي خسر في المنافسة مع ليفني على رئاسة حزب «كديما». فقد أعلن انه يعارض في تشكيل حكومة تقتصر على أحزاب الائتلاف الحالي أو تتخلى عن حزب «شاس» لأنها في حالة كهذه ستكون حكومة يسارية. وهو يريد حكومة موسعة تضم عددا من أحزاب اليمين بما في ذلك «شاس». يذكر ان موفاز كان قد أعلن الخروج في اجازة طويلة من السياسة بعد فشله في انتخابات «كديما»، في 17 سبتمبر (ايلول) الماضي، احتجاجا على ما اعتبره تلاعبا في التصويت وتزويرا للنتائج الحقيقية، ولكنه عاد الى ممارسة عمله في الحكومة بعد أسبوعين، محتقنا بالغضب وروح الانتقام. وتحاول ليفني من جهتها استرضاءه، فعرضت عليه أن يكون قائما بأعمال رئيس الحكومة ووزيرا للخارجية، ومع ذلك فإنه يواصل توجيه الانتقادات اليها، ورجالها يتهمونه بالتخريب على جهودها ٌلإبقاء حزب «كديما» في الحكم. وكانت ليفني قد أبلغت معسكرها بأن جهودها لتشكيل الحكومة قد بدأت تتكلل بالنجاح. وقالت ان رئيس حزب العمل، ايهود باراك، يبدي توجها ايجابيا خصوصا بعد أزمة البورصة العالمية «مما يتطلب حكومة مستقرة وثابتة في أسرع وقت». كما أشارت الى توجه ايجابي من حزب «شاس» ومن حزبين آخرين في المعارضة هما: «ميرتس» اليساري، و«يهدوت هتوراة» لليهود الاشكناز المتدينين. وحظيت هذه الأجواء بأرضية مناسبة في وسائل الاعلام الاسرائيلية، التي أجمعت على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة، حتى تتم مواجهة الأزمة الاقتصادية بالشكل الصحيح. ومع ان نتنياهو، يحاول الظهور بمظهر القائد السياسي المسؤول الذي يضع القضية الاقتصادية في رأس سلم الاهتمام، إلا انه أمام المصلحة الشخصية في تولي رئاسة الحكومة، يسمح لنفسه بإدارة معركة حادة لإجهاض جهود ليفني في تشكيل الحكومة.