كوريا الشمالية تمنع دخول المفتشين الدوليين لمواقعها النووية

واشنطن تحذر بيونغ يانغ من تصعيد التوتر.. وتعتزم شطبها من القائمة السوداء

TT

صعدت حكومة بيونغ يانغ من المواجهة مع المجتمع الدولي، وذلك بفرض حظر شامل يمنع المفتشين الدوليين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية من الاقتراب أو دخول مجمعها النووي. وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، ان مراقبيها الثلاثة الذين لا يزالون في مجمع يونغبيون الكوري الشمالي لم يعودوا قادرين على دخول منشآته النووية التي تعهدت كوريا الشمالية بتفكيكها. ووزعت وكالة الطاقة الذرية، بياناً صحافيا مقتضباً، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، افاد بأن حكومة كوريا الشمالية قد طلبت من فريق التفتيش عدم الاقتراب من أي موقع من مواقع المفاعل بكامله. فيما يشير ذات التقرير الصحافي ان المفتشيين ما يزالون موجودين على الاراضي الكورية الشمالية، داخل المجمع المخصص لاستضافتهم، انتظارا لمعلومات جديدة .

والجدير بالذكر أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت قد تسلمت بتاريخ 23 سبتمبر (ايلول) الماضي، طلبا من كوريا الشمالية بإزالة كل كاميرات المراقبة والاختام والشمع الأحمر الذي سبق للوكالة ان ثبتته على المعدات والمواد والوثائق بالمفاعل النووية، بموجب الاتفاق الذي وافقت عليه كوريا الشمالية فبراير (شباط) 2007 بعد محادثات مضنية عقدتها ومندوبين عن حكومة الولايات المتحدة وروسيا وكوريا الجنوبية والصين واليابان.   وكانت سلطات كوريا الشمالية قالت في سبتمبر (ايلول) انها تخلت عن عملية تفكيك مجمع يونغبيون النووي لأن الولايات المتحدة ترفض شطب اسمها في لائحتها السوداء للدول التي تعتبرها داعمة للارهاب.

وبعد ساعات من الاعلان، قال البيت الأبيض، انه لا يزال يأمل في سحب كوريا الشمالية من قائمة الدول التي تتهمها واشنطن بمساندة «الارهاب» شرط قبولها بروتوكول التحقق من تفكيك منشآتها النووية. وقالت الناطقة باسم الرئاسة دانا بيرينو «ما قلناه وما لم يتغير ان بروتوكول التحقق اساسي حتى يمكن عدم ادراج» كوريا الشمالية على القائمة. واضافت انه «تم اعتماد بروتوكول مناسب للتحقق، سنكون قادرين على الوفاء بالتزامنا بموجب العقد»، في اشارة الى المفاوضات التي تجريها الدول الست لتفكيك منشآت كوريا الشمالية النووية.

ولكن في الوقت نفسه، اعتبرت واشنطن منع مراقبي الامم المتحدة من دخول مجمع يونغبيون، امراً «مؤسفاً». وقال غوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الابيض: «مناقشاتنا مع الكوريين الشماليين ومع اعضاء آخرين في المحادثات السداسية تهدف الى وجود عملية تحقق قوية. هذه المحادثات ستستمر لأننا نتوقع من كل الاطراف ان تفي بما التزمت به في اتفاقات الاطراف السداسية الراهنة».

من جهة اخرى، قالت صحيفة كورية جنوبية امس، ان كوريا الشمالية نشرت أكثر من 10 صواريخ على ساحلها الغربي لما يبدو انه اطلاق وشيك، وذلك بعد يومين من اطلاقها صاروخين قصيري المدى فوق البحر الاصفر.

وستكون تجربة لم يسبق لها مثيل اذا اطلقت كوريا الشمالية كل تلك الصواريخ لكن صحيفة «تشوصن ايبو» نقلت عن مصادر استخبارات قولها انها تعتقد ان بيونغ يانغ ربما تطلق خمسة الى سبعة صواريخ. وأبلغ مصدر استخبارات الصحيفة أن كوريا الشمالية أصدرت أمرا يحظر على السفن الابحار في منطقة في البحر الاصفر حتى 15 اكتوبر (تشرين الأول) الحالي استعدادا لاطلاق الصواريخ.

وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي اول امس، ان كوريا الشمالية أطلقت صاروخين قصيري المدى يوم الثلاثاء الماضي في اطار تدريبات عسكرية روتينية.