حل البرلمان الأوكراني مقدمة لأزمات جديدة بين رفاق «الثورة البرتقالية»

ثالث انتخابات طارئة خلال 3 أعوام تؤجل التقدم تجاه «الناتو»

الرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو يلتقط صوراً عند كنيسة سان صوفية في روما امس (رويترز)
TT

حاول الرئيس الاوكراني فيكتور يوشينكو تهدئة مخاوف شعبه من تبعات الأزمة السياسية القائمة في البلاد أمس، قائلاً: إن السابع من ديسمبر (كانون الاول) الذي حدده موعدا لاجراء انتخابات برلمانية مبكرة لا يشكل «أي مأساة». وحث يوشنكو الناخبين على أن ينظروا الى ثالث انتخابات من نوعها خلال ثلاث سنوات على أنها جزء حيوي للديمقراطية. وحدد يوشينكو يوم الانتخابات بينما كان في زيارة الى ايطاليا بعد يوم من خطابه للاوكرانيين، الذي قال فيه إنه تخلى عن مساعي تشكيل تحالف قادر على الاستمرار في البرلمان.

وقرار يوشينكو حل مجلس «الرادا» بعد انهيار الائتلاف البرلماني بين رفاق «الثورة البرتقالية» في الثالث من سبتمبر (ايلول) الماضي وفشل الكتل البرلمانية في تشكيل البديل في غضون فترة الشهر التي حددها الدستور. ووقع يوشينكو مرسوماً يدعو لانتخابات برلمانية جديدة هي الثالثة في سلسلة الانتخابات الاستثنائية خلال اقل من ثلاثة اعوام، في محاولة للاطاحة بغريمته يوليا تيموشينكو رئيسة الحكومة التي كشفت عن نياتها تجاه خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. وكان يوشينكو سبق واتهمها بالخيانة وموالاة روسيا في الوقت الذي اتهمته فيه بتهديد امن اوكرانيا والاضرار بقدراتها الدفاعية، في اشارة الى قراره حول تسليح جورجيا. وذلك يعني ضمنا ان الرئيس الاوكراني يبدو مدعوا الى البحث عن نقاط اتفاق مع غريمه التاريخي فيكتور يانوكوفيتش زعيم «حزب الاقاليم» كبديل لتيموشينكو التي تظل القوى الموالية لها الاكثر قبولا في الساحة السياسية بما يقترب من عدد الموالين لـ«حزب الاقاليم». وتبدو موسكو المستفيد الاكبر من الازمات السياسية التي تتوالى طول السنوات الاخيرة في اوكرانيا بما قد يؤجل حسم رغبتها في الانضمام الى حلف شمال الاطلسي «الناتو» والاتحاد الاوروبي، وهما يعتبران الاستقرار السياسي عنصرا مهما في الانضمام اليهما. واشار الى ذلك صراحة الكسندر كفاسنيفسكي الرئيس البولندي السابق الذي قال ان الانتخابات المبكرة في اوكرانيا تعني تأجيل اية احاديث جدية حول موضوع الانضمام الى الناتو والاتحاد الاوروبي فيما يمكن ان تكون مقدمة لهزيمة فادحة قد يمنى بها الرئيس يوشينكو. وألقى يوشينكو باللوم على رئيسة الوزراء يوليا تيموشينكو حليفته القديمة منذ «الثورة البرتقالية» عام 2004، وحملها مسؤولية انهيار تحالف تشكل من تلك الانتفاضة المؤيدة للغرب والتي جاءت به الى السلطة. وفي حديثه للصحافيين في روما، قال يوشينكو ان أوكرانيا كانت ستواجه «فوضى» لو فشل في اتخاذ اجراء لمواجهة الازمة السياسية في البلاد. وأوضح: «ترك كل شيء في حالة من عدم اليقين كان سيدفع حقا مؤسسة مثل البرلمان نحو فوضى»، مضيفاً: «لا أود أن ينظر ملايين الاوكرانيين الى تلك الانتخابات المبكرة على أنها نوع من المأساة. اننا نعيش في بلد ديمقراطي والديمقراطية مثل امرأة لديها رد على اي سؤال. ليس لديها أسلحة ولا مدافع ولا دبابات لكن دائما ما تصل الى اجابة». وتابع أن حكومة تيموشينكو ستبقى، موضحاً: «لا أعتقد أن هناك أي حاجة لأي تعديلات».