جمعية حاملي السلاح الأميركية النافذة تعلن دعمها لماكين وتشن حملة ضد أوباما

تصاعد حرب الإعلانات بين المرشحين

TT

أعلنت «جمعية السلاح الاميركية»، وهي من الجمعيات النافذة في الولايات المتحدة، تأييدها للمرشح الجمهوري جون ماكين في سباق الانتخابات. وقالت الجمعية إنها تؤيد ماكين على الرغم من الخلافات معه، حول بعض قواعد تنظيم حمل السلاح. وكان لوبي حمل السلاح الفردي أحد الأسباب الأساسية في هزيمة المرشح الديمقراطي آل غور عام 2000 في مواجهة الرئيس جورج بوش. ويقوم واين لابير نائب رئيس الجمعية ورئيس لجنة العمل السياسي في الجمعية، بجولة تشمل ولايات بنسلفانيا وميسوري وكولورادو ونيفادا لبحث هذه الخطوة مع أعضاء الجمعية. وكانت الجمعية قد أنفقت مبلغ 2.3 مليون دولار على حملات إعلانية ضد المرشح الديمقرايطي باراك اوباما، واعلنت ان إنفاقها على هذه الحملة المناهضة على اوباما سيضاعف ثماني مرات يوم الاقتراع 4 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، كما ستسعى الى اقناع الاميركيين الذين يملكون اسلحة فردية للتصويت ضد اوباما.

ونشرت الجمعية اعلاناً امس في صحيفة «يو.إس.توداي» تتهم فيه اوباما بأنه يتحدث بلغة غير مفهومة حول موضوع حمل السلاح، حيث يقول إنه يؤيد حق امتلاك السلاح وفي الوقت نفسه يؤيد حظر حمل السلاح الفردي. وكان اوباما قال إنه يحترم التعديل الثاني للدستور الاميركي الذي ينص على حق المواطن بحمل السلاح، لكنه يرى ان ذلك التعديل «لا يحول دون ان يؤدي الى إطلاق النار على أطفال في شوارع مدن مثل شيكاغو». وقال لابير إن الجمعية ستواصل الحملة الاعلانية ضد اوباما، ونوه في الوقت نفسه بالمرشحة لمنصب نائب الرئيس ساره بالين التي تساند الجمعية السلاح الاميركية.

وجرت العادة ان تنأى هذه الجمعية بنفسها عن الخوض في الانتخابات الرئاسية، لذلك رفضت دعم المرشح بوب دول عام 1996، كما رفضت دعم جورج بوش الأب عام 1992، لكنها ساندت الرئيس الحالي ضد آل غور. ويحظى اوباما بمساندة «الجمعية الاميركية للصيادين والقناصة» التي تعتبر نفسها بانها معنية بالصيد فقط وتدعم امتلاك آمن للأسلحة الفردية.

وفي إطار حملة الاعلانات التي ارتفعت وتيرتها قبل ثلاثة اسابيع من يوم الاقتراع، أطلقت حملة ماكين اعلاناً على الانترنت مدته دقيقة ونصف يصور اوباما كصديق للارهابيين، في إشارة الى عضويته في جمعية كانت تضم بيل آيرز، الذي كان أحد قادة منظمة ارهابية تسمى «الطقس تحت الارض» نفذت عدة انفجارات في اميركا خلال مطلع الستينات من القرن الماضي.

ويقول الاعلان: «باراك اوباما وبيل آيرز أصدقاء، لقد عملا مع بعضهما بعضاً لسنوات، لكن اوباما يحاول إخفاء ذلك، لماذا يا ترى؟». ويمضي الاعلان قائلاً: «بدأت مسيرة اوباما السياسية في غرفة آيرز، إن الاثنين كانا يتولان إدارة جمعية تعليمية معا، بل إنهما كتبا قوانينها الداخلية.. وعندما تحولت علاقاتهما الى قضية، كان جواب اوباما هذا الشخص كان يسكن في الجوار فقط.. نحن نعرف ان وليان آيرز كان يدير منظمة يسارية تعتمد العنف تسمى «الطقس تحت الارض» وضعت قنابل في مباني الكابيتول (مقر الكونغرس) والبنتاغون.. ونحن نعرف ان وليان آيرز قال «لست آسفاً على وضع قنابل، وأشعر انني لم أقم بما فيه الكفاية» ونحن نعرف ان زوجته كانت من بين أكثر عشرة أشخاص على لائحة المطلوبين من طرف مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي)». وينتهي الإعلان بالقول: «اوباما خطر جداً على الأميركيين».

ويشار إلى أن أوباما ينفق حالياً مبالغ أكبر بكثير من ماكين في حملاته الاعلانية.. وكانت حملة أوباما أنفقت 3.3 مليون دولار في بداية الاسبوع على اعلانات تلفزيونية، ومن المتوقع ان تنفق الحملة مبلغ 90 مليون دولار يوم الاقتراع، وهو مبلغ يفوق كل المبالغ التي يفترض ان ينفقها ماكين على حملته الإعلانية. وهذا الفارق الكبير في الانفاق يجعل اوباما يقوم بحملة مزدوجة، وترويج نفسه وسط الناخبين، وفي الوقت نفسه توجيه انتقادات مستمرة ضد منافسه الجمهوري.

ومن جهة أخرى، شكل الرئيس الاميركي جورج بوش امس فريقا انتقاليا لمساعدة الرئيس الجديد وحكومته خلال استعدادهما لدخول البيت الابيض. وقالت دانا بيرينو الناطقة باسم البيت الابيض إن الامر الرئاسي يهدف الى ضمان حدوث «انتقال رئاسي سلس تماما» من خلال تشكيل «مجلس تنسيق الانتقال الرئاسي» الذي سيرأسه كبير موظفي البيت الابيض جوش بولتون ويضم مسؤولين من البيت الابيض يعملون في مجالات الامن القومي ومكافحة الارهاب والسياسة الاقتصادية. وينص الامر الرئاسي على ان فريق الانتقال سيساعد مرشحي الحزبين الرئيسيين الديمقراطي باراك اوباما، والجمهوري جون ماكين، ثم الفائز منهما، وهذا تقليد متبع منذ سنوات لمساعدة الرئيس المقبل.