الخرطوم تشهد حملة دبلوماسية لحل أزمة دارفور.. وقضية محكمة الجنائية الدولية

الرئيس مبارك يلتقي إسماعيل في القاهرة .. وموسى وأبو الغيط في العاصمة السودانية الأسبوع المقبل

TT

تشهد العاصمة السودانية الخرطوم حاليا حملة دبلوماسية، بوصول وفود عربية وافريقية، بهدف تكثيف الجهود لحل ازمة دارفور، وقضية المحكمة الجنائية الدولية، التي يطالب مدعيها العام بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير، لاتهامه بارتكاب جرائم حرب.. وجرائم ضد الانسانية في الاقليم السوداني المضطرب. ويوجد الان في الخرطوم، وفد من الجامعة العربية برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، الى جانب الوسيط الافريقي لسلام دارفور جبريل باسولي، فيما ينتظر ان يصلها خلال الاسبوع المقبل الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ووزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط، كل على رأس وفد منفصل. وقال الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السوداني: ان الخرطوم تنسق خطواتها مع مصر، بشأن معالجة أزمة دارفور، وقضية المحكمة الجنائية الدولية، موضحا أن هناك رؤية تتبناها الحكومة والقوى السودانية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، لمعالجة الأزمتين.

وقال اسماعيل بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك، أمس في القاهرة، إن الخرطوم ستشهد اعتبارا من الاسبوع المقبل مجموعة فعاليات، من بينها إطلاق «مبادرة أهل السودان» التي طرحها الرئيس البشير على القوى السياسية وقادة الأحزاب السودانية، لمعالجة قضية دارفور، وعقد مؤتمر حوار دارفوري، ترعاه الأمم المتحدة يخص أبناء دارفور، للخروج برؤية موحدة للحل. مؤكدا أن كل هذه التحركات تصب في التكامل والتنسيق مع المبادرة العربية بقيادة قطر.

وأشار إسماعيل إلى أنه قدم لمبارك شرحا حول تطورات ومبادرات حل قضية دارفور، موضحا أن الرئيس المصري أكد له أهمية دعم السودان في هذا الاتجاه، وأن يكون هناك تنسيق بين الدبلوماسية المصرية والسودانية من أجل التوصل إلى حل لقضية دارفور. وقال ان «الأيام المقبلة ستشهد زيارات لمجموعة من الوزراء المصريين إلى السودان، من بينهم وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، ووزير الزراعة أمين أباظة ووزير الاستثمار الدكتور محمود محي الدين، في إطار دعم مصر لمبادرة أهل السودان. وبدوره قال أبو الغيط في تصريحات له عقب لقاء مبارك للوزير السوداني، «إن الرئيس تسلم رسالة من نظيره السوداني عمر البشير خلال اللقاء تضمنت الرؤية السودانية لكيفية تعامل الخرطوم مع قضية دارفور ومساعي الحكومة السودانية لتجاوز الأزمة وكذلك دعم العلاقات الثنائية بين مصر والسودان». من جهة أخرى، أعلن عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أنه سيزور السودان يومي 15 و16 أكتوبر (تشرين الاول) الجاري، عقب الاجتماع الطارئ لوزراء العدل العرب المقرر عقده غدا بالقاهرة. وقال موسى لـ«الشرق الأوسط» ان الهدف من هذه الزيارة هو التشاور مع المسؤولين في الحكومة السودانية حول مذكرة التوقيف التي طالب رئيس الادعاء العام في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو باصدارها بحق الرئيس عمر البشير في يوليو (تموز) الماضي ووقف تداعيات هذه الأزمة.

ويرأس وفد اللجنة الوزارية العربية لحل أزمة دارفور إلى الخرطوم، وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية أحمد عبد الله آل محمود، واحمد بن حلي مساعد الامين العام للجامعة العربية، وسمير حسني مدير الادارة الافريقية في الجامعة العربية، واخرون من الدول المكونة للجنة العربية.

وأبدى المبعوث حليمة تفاؤله بنجاح المبادرة بعد التحركات التي تمت والتي تجري الآن على مستوى المنطقة. وحول مدى استجابة الحركات المسلحة في دارفور للمبادرة، قال: «هذا الدور يقوم به الوسيط الافريقي لسلام دارفور جبريل باسولي.. وحسب علمنا انه على اتصال مستمر مع الحركات في سبيل تأطير رؤيتها النهائية حيال المبادرة».

ووصل الخرطوم، الوسيط الافريقي لسلام دارفور جبريل باسولي، لينضم الى الوفد. وكشف في تصريحات له انه جاء الى الخرطوم لتوضيح الاتصالات التي اجراها في الفترة الماضية مع قيادات الحركات المسلحة في دارفور بشأن سلام دارفور على ضوء المباردة العربية القطرية. وحول رفض زعيم حركة تحرير السودان المسلحة عبد الواحد محمد نور المقيم في فرنسا للمبادرة، قال باسولي ان «نور لم يرفض المبادرة انما لديه جملة اسئلة وجهها لي ولديه افكار وقد شرحت له كما استمعت اليه».