وزير الخارجية السوداني لـ«الشرق الأوسط»: من حق جيش الجنوب التسلح وفقا لاتفاق السلام

دينق ألور اعتبر أن مبادرة «أهل السودان» أساس لحل أزمة دارفور

دينق ألور
TT

قال وزير الخارجية السوداني دينق ألور إن من حق جيش جنوب السودان التسلح والتدريب، حتى عام 2011 موعد الاستفتاء على مصير الحنوب، وفق نصوص اتفاقية السلام مع الحكومة السودانية، الموقعة عام 2005، في اشارة الى شحنات السلاح التي تم الكشف عنها أخيرا، وقيل انها تتبع لحكومة جنوب السودان. وأكد ألور، وهو من قادة الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب، دخول شحنة أسلحة إثيوبية إلى مدينة جوبا عاصمة الجنوب، ولكن بغرض اقامة معرض للسلاح. وأفاد في حوار مع «الشرق الأوسط» بأن «الآمال معقودة في ايجاد حل لأزمة دارفور»، مشيرا الى وجود رؤية واضحة لحل الازمة من خلال مبادرة الحكومة التي أطلقتها أمس والمعروفة باسم «مبادرة أهل السودان». وأضاف ان هذه المبادرة «تتكامل مع المبادرات الأخرى العربية الأفريقية والأممية». وأكد ألور أن وجود رؤية واضحة وجدية لدى الحكومة يدفع الدول الغربية للضغط على حركات التمرد للتفاوض والوصول الى حل شامل لدارفور. وانتقد المعارضة السودانية، وقال ان هدفها دائما هو إسقاط الحكومة، وشدد على أهمية عدم إقصاء أحد من أطراف الحل.

وفيما يلي نص الحوار:

* ماذا يميز مبادرة أهل السودان عن غيرها من المبادرات العربية والافريقية والاممية؟ ـ الجديد في هذه المبادرة أنها تنتقل بالجميع إلى حوار مباشر وجاد حول بنود المبادرة نفسها، بعد أن أعلنها الرئيس البشير.. وستكون هناك لجان مختلفة تعمل على مدار أيام لتكوين آراء ومقترحات وتوصيات نهائية لهذه المبادرة، من بينها إبداء حسن النية تجاه عملية السلام. وتهدف المبادرة السودانية لخلق أساس للحوار ويمكن للمبادرات العربية الأفريقية والأممية استخدام هذا الأساس.. ونستطيع القول بأنها تتكامل مع جميع المبادرات.

* ما هو حجم التوقعات التي يمكن ان يخرج بها المشاركون بعد انتهاء أعمال هذا المؤتمر؟ ـ تكفي الإشارة إلى ثقل المشاركين في المؤتمر.. فهم يمثلون أحزابا مختلفة في حكومة الوحدة الوطنية والمعارضة. فالجميع يتحركون بما فيهم الحركة الشعبية، للخروج بكلمة واحدة وحل يرضي الجميع من كل أهل السودان ومن ثم يبدأ التحرك لتسويق هذه الفكرة وإقناع حركات دارفور بالانضمام إلى السلام.

* هل تتوقع توجيه مذكرة توقيف دولية ضد الرئيس البشير خلال ثلاثة أشهر؟ ـ اذا تم حل مشكلة دارفور خلال الفترة المقبلة، بما يضمن قبول كل أطراف وأهل دارفور، سيكون له انعكاس ايجابي على المحكمة الجنائية الدولية.

* أجريتم حوارات مع أميركا وفرنسا ودول غربية أخرى خلال الفترة الماضية.. ما هي النتائج؟ ـ كل اهتمامهم كان ينصب على ضرورة حل مشكلة دارفور.

* وماذا تقول عن دعمهم لحركات التمرد؟ ـ سوف تضغط حكومات أميركا وفرنسا والغرب على حركات التمرد للحل إذا كانت هناك مبادرة لها معالم واضحة، أي مبادرة من حكومة الوحدة الوطنية السودانية. وبعد ذلك سيقومون بالضغط على عبد الواحد نور (زعيم فصيل مساح) وغيره.

* ما هي معايير هذا الوضوح؟ ـ الجدية في الحل.

* هل تعتبر أن مؤتمر أهل السودان سيكون دفعة إلى الأمام؟ ـ أتمنى أن يكون هناك دافع للحل لأنه سيحول المبادرة من الناحية النظرية إلى العملية.

* هل تتوقع النجاح لمبادرة أهل السودان في ظل مقاطعة معظم الأحزاب لها؟ ـ لم تقاطع معظم الأحزاب وإنما هناك أحزاب في المعارضة أبدت عدم قبولها لهذه المبادرة، والسبب بسيط وهو أن الرؤية غير واضحة واليوم هناك اتصالات مع كل الفصائل.

* عبد الواحد نور غير مقتنع بالمبادرة ويسعى لإسقاط الحكومة؟ ـ كل أهداف المعارضة هي إسقاط الحكومة، وعندما كنت في المعارضة في الحركة الشعبية كان هدفي إسقاط الحكومة، واليوم هدفي إقناع المعارضة.

* هل للجنوب طرح معين لمعالجة الأزمة الراهنة؟

ـ الحركة الشعبية لديها لجنة تعمل في دارفور ستكون هذه اللجنة جزءا من اللجنة القومية الكبرى.

* هل تعتقد أن المبادرة العربية والأفريقية برئاسة قطر قادرة على الحل في الدوحة؟ ـ هناك عدة مبادرات، مبادرة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي تحت رعاية وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسولى، والمبادرة العربية القطرية، هذه المبادرات سيكون بينها تنسيق ولن تعمل أي مبادرة بمفردها. وستكون مبادرة أهل السودان هي الأساس ومن ثم ستتعامل مع المبادرة الأممية والمبادرة العربية الأفريقية.

* ما هي عناصر المبادرة الأممية؟ ـ جبريل باسولى يقوم باتصالات مع حركات التمرد لإقناعهم بالسلام في دارفور، ولكن لم تتبلور فكرة معينة، وكلها مجرد مساع لتحريك السلام والحل، ولم يدل باسولى عن نتائج لتحركه بعد.

* كيف ترى عدم تجاوب حركات التمرد لأي مبادرة، خاصة في ظل كثرة الجهود وتعدد المبادرات، وما هو السبب الذي يدفع الحركات لرفض كل المبادرات؟ ـ رؤية الحكومة للحل لم تكن واضحة.. اقصد إذا كانت الرؤية واحدة.. ويوجد إجماع سوداني (الحكومة والمعارضة) حولها، سيكون لها تأثير ايجابي على الفصائل في دارفور.

* ماذا عن شحنات الأسلحة التي تصل لجنوب السودان من إثيوبيا؟ ما هو الهدف من ذلك هل هذا يدعم فكرة فصل الجنوب؟. ـ هذا السؤال من الأفضل أن يوجه للذين يثيرون هذا الموضوع.. لكن أريد التوضيح بأن الأسلحة التي جاءت على السفينة الأوكرانية لا تخص الحركة.. اما الاسلحة التي وصلت بالطائرة الاثيوبية الى جوبا فقد اعترفت بوصولها حكومة الجنوب، وقالت إنها في إطار معرض إثيوبي للاسلحة الصغيرة تقيمه في جوبا لأن لديهم مصانع هناك. ثم ان اتفاق السلام المبرم مع الحكومة عام 2005 كان واضحا وصريحا.. وأعطى الحق للجيشين الحكومي والجنوبي في التدريب والتسلح حتى عام 2011 موعد الاستفتاء على مصير الحنوب .

* ما هي الجهود العربية لتنمية الجنوب؟ ـ مصر لديها مشاريع واضحة في كل المجالات.