البشير يطلق مبادرة من 6 نقاط للحل في دارفور.. وموسى يحذر من تفويت الفرصة

دعوة إلى الحوار وإلقاء السلاح والفيدرالية وعودة النازحين.. والمهدي يتحدث عن «السبع المنجيات»

TT

بآيات من القرآن والإنجيل.. افتتح أمس في الخرطوم مؤتمر أهل السودان، بمشاركة عربية واسعة، واستهل الرئيس السوداني عمر حسن البشير المؤتمر بالحديث عن الوفاق الوطني الشامل. وأطلق على المؤتمر اسم «ملتقى أهل السودان»، الذي ستتمخض عنه أجندة السودان الوطنية لإقرار السلام في دارفور وإطلاق التنمية. وعبر المشهد بقاعة الصداقة بالخرطوم عن وفاق وطني، إذ جلس في المنصة الرئيس البشير وبجواره نائبه الاول الجنوبي سلفا كير ومساعده لشؤون دارفور مني مناوي، الى جانب الرئيس السوداني الأسبق عبد الرحمن سوار الذهب ثم رئيس حزب الأمة المعارض الصادق المهدي، وممثل عن محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي المعارض الموجود بالمنفى الاختياري.

وقاطعت المؤتمر قوى معارضة اخرى على رأسها احزاب: المؤتمر الشعبي بزعامة الدكتور حسن عبد الله الترابي، والشيوعي بزعامة محمد ابراهيم نقد، واحزاب البعث السوداني. كما قاطعت الحركات المسلحة في دارفور المؤتمر. وحظي انطلاق المبادرة بحضور اقليمي كثيف، حيث شارك في المؤتمر كل من: عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية، وجان بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، وجبريل باسولي الوسيط الافريقي، واحمد ابو الغيط وزير خارجية مصر، والدكتور علي التريكي امين امانة شؤون الاتحاد الافريقي بالخارجية الليبية، واحمد بن عبد الله آل محمود وزير الدولة بالخارجية القطرية، ويماني غبراب مسؤول الشؤون السياسية بالجبهة الشعبية الاريترية. وستستمر الاجتماعات لمدة 3 أيام، لتتبلور عنها ملامح المبادرة الشاملة. وطرح الرئيس البشير أفكاراً من ست نقاط اعتبرها المرتكزات الأساسية التي يجب وضعها في خيارات الحل النهائي لقضية دارفور، وهي: اعتماد الحوار وسيلة وحيدة لحل القضايا، «فالحرب مهما طالت لن تفضى الى السلام»، والتأكيد على وحدة السودان وسيادته وصون ترابه، وتثبيت الحكم الفيدرالي، واعتماده إطاراً لحسن الإدارة وتلبية حاجات المواطن، والتأمين على كل الاتفاقيات التي أبرمتها الدولة والأخذ بالنجاحات ومعالجة السلبيات، وأن تكون المصالح الأساسية للسودان والسودانيين جميعاً محط النظر بما يضمن إنفاذ الحلول ونجاحها في إطار وطني قومي جامع وضامن لمصالح الجميع. والتركيز على القضايا الجوهرية دون الوقوف عند المسائل الهامشية والاعتبارات الآنية والموقوتة. وتعهد الرئيس السوداني بأنه لن يألو جهدا في تمكين النازحين واللاجئين في دارفور من العودة الطوعية في أفضل الظروف الممكنة. واعلن الرئيس عمر البشير انه وجه أجهزة حكومته العدلية بقبول البلاغات حول جرائم الحرب في دارفور وإكمال الاجراءات القانونية حولها وتقديمها لمحاكمات «عادلة وشفافة»، في كلمة مطولة القاها في المؤتمر امس وتعهد بان حكومته مصممة، هذه المرة، على حل الأزمة في دارفور حلا شاملا نهائيا. واعلن موسى، دعم العرب لمبادرة أهل السودان. واعتبر ان انعقاد منتدى أهل السودان بداية لعمل سياسي سوداني. ودعا لعدم تفويت الفرصة الراهنة لإيجاد الحل النهائي للأزمة، والحفاظ على احترام أهل السودان وحقوق الإنسان وتحقيق العدالة وناشد الجميع الاحتكام لمبدأ الحوار والبعد عن السلاح.

من جانبه، دعا الفريق سوار الذهب باعتباره رئيس «هيئة جمع الصف» التي تشكلت منذ عامين للوصول إلى حل يتوافق عليه الجميع، وقال إن «أزمة دارفور حولت أجزاء الوطن إلى مرتع للفوضى والاقتتال». واقترح سوار الذهب بعض العناصر التي يراها مناسبة فى أجندة الحل وتتمثل فى خمس نقاط وهي إشراك كل مكونات أهل دارفور بالتعاون مع وسيط محايد، وإعلان وقف إطلاق النار تشرف عليه هيئة محايدة وفتح الطريق للإغاثة، والوعد بعفو رئاسي عام لكل حاملي السلاح بدارفور، واستيعاب كل المبادرات السابقة، وإعطاء الاعتبار للبعد الإقليمي.

ووصف مناوى أزمة دارفور بـ«المؤلمة والمحزنة». وأعلن موافقته على مبادرة أهل السودان ورحب بمبادرة قطر وطالب بتفعيل دور الصندوق العربي لتنمية دارفور. وتحدث سلفاكير باسم الحركة الشعبية أعلن خلالها عن ترحيبه بمبادرة أهل السودان. وشدد على أهمية الفرصة مطالبا ألا تكون مبادرة للعلاقات العامة أو مبادرة للجالسين داخل القاعة. وطالب بوضوح الرؤية التي تؤدي إلى سلام. ودعا القوات المسلحة السودانية والحكومة والحركات المعارضة لوقف إطلاق النار والتهدئة للوصول إلى حوار شامل ينهي أزمات السودان. ودعا سلفاكير إلى توحيد كل المبادرات العربية والأفريقية والدولية وإشراك دول الجوار في الحوار. ودعا الحركات المسلحة الاستماع لنداء السلام. وايد الصادق المهدي رئيس حزب الامة في كلمته امام المؤتمر تقديم مجرمي دارفور الى المحكمة الجنائية الدولية، عبر قرار مجلس الامن رقم 1593، وقال «نحن نقر بوقوع جرائم وتجاوزات في دارفور، ونرفض الإفلات من العقوبة ونؤيد قرار مجلس الامن رقم 1593، ولكننا نرفض الابتزاز السياسي ونرى توقيف رأس الدولة يطيح بالحلول السلمية». واقترح المهدي في هذا الخصوص 7 نقاط اطلق عليها المنجيات في المسألة الوطنية. وأكد الوزير القطري بن عبد الله آل محمود قناعته الكاملة بضرورة الوصول إلى حل سلمي ومشاركة الجميع في مؤتمر الدوحة، وأكد تعهد بلاده لبذل كل الجهد لتحقيق الوفاق الوطني. وتحدث وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عن حزمة الحل الكاملة سياسياً وامنياً وإنسانياً ودور مصر في قوات حفظ السلام في دارفور.