مسودة اتفاق القاهرة 2008 المشروع الوطني الفلسطيني

TT

مسودة المشروع الوطني الفلسطيني الذي وضعتها القاهرة بعد التشاور مع جميع الفصائل الفلسطينية خلال الشهرين الماضيين وسلمتها الى الاطراف المعنية الليلة قبل الماضية. ويفترض أن تكون هذه المسودة اساسا للحوار الشامل الذي يفترض ان يبدأ في القاهرة في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وفي ما يلي نص المسودة التي حصلت «الشرق الاوسط» على نسخة منها:

وفاءُ لدماء شهدائنا الأبرار، وإجلالاُ لمعاناة أسرانا البواسل وإيمانا بعدالة قضيتنا الوطنية، وتأكيداُ على استمرار نضالنا من أجل نيل حقوقنا المشروعة بما فيها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وتأكيد حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم، ويقيناُ بأن تضحيات شعبنا الفلسطيني الصامد على مدار عقود مضت لا يجب أن تهدرها خلافات حزبية ضيقة.

وانطلاقاُ من التحديات الجسام، والمخاطر العظام، التي تحيط بالقضية الفلسطينية، في مرحلة تحسبها جميعاُ من أهم وأخطر مراحل تاريخنا الفلسطيني المعاصر، ومفترق طرق لا بد أن يقودنا إلى استعادة حقوقنا المشروعة وحمايتها من الضياع، مستندين الى وحدة شعبنا وتعبئة إمكانياته وطاقاته العظيمة نحو تحقيق أهدافه الاستراتيجية.

وقناعة من الجميع بأن استمرار الوضع الحالي يتجه بنا نحو مزيد من تكريس الانقسام الفلسطيني والجغرافي والنفسي الذي يكاد يعصف بآمال وطموحات شعبنا وقضيتنا العادلة، ويتلاشى منطقنا في الدفاع عنها، وتتضاءل حججنا في أن نفرضها على العالم ونضعه أمام مسؤولياته والتزاماته في ظل متغيرات إقليمية ودولية نعلم جميعاُ طبيعتها ومقتضياتها.

  وفي ضوء المسؤولية التاريخية التي تفرض علينا جميعاُ تنحية خلافاتنا التنظيمية أيا كانت طبيعة هذه الخلافات، وأن نتوجه بكل ما نملكه من إيمان والتزام نحو إعلاء حقيقي للمصلحة الوطنية العليا، فقد جاء الوقت الذي يجب أن نحول فيه وحدتنا الوطنية من مجرد شعارات براقة نطرحها إلى قناعات حقيقية ننفذها.

واستشرافا بمستقبل لا بد أن نصنعه بأنفسنا، وتحدد ملامحه بأيدينا، ونبلور معالمه بإرادتنا، ونتحرك فيه بعزيمة قوية وإصرار لا يلين، من اجل إعادة اللحمة إلي البيت الفلسطيني، والاتفاق على مشروع وطني نخاطب من خلاله المجتمع الدولي، ونثبت به حقنا في ان نحيا في امن وسلام ورخاء مثلنا مثل باقي شعوب العالم.

وارتباطاً بالمحادثات الثنائية الفعالة التي عقدتها التنظيمات الفلسطينية مع القيادة المصرية خلال الفترة من 25/8/2008 وحتى 8/10/2008 والتي أظهرت توافقا غير مسبوق حول ضرورة إنهاء الانقسام والأسس المطلوبة لمعالجته، فقد اجتمعت الفصائل والقوى الفلسطينية في القاهرة يوم 9/10/2008 واتفقت على مشروعها الوطني على النحو التالي:

 

* أولا: مبادئ عامة : 1- المصلحة الوطنية تسمو وتعلو فوق المصالح الحزبية والتنظيمية.

2- وحدة الأراضي الفلسطينية جغرافيا وسياسيا وعدم القبول بتجزئتها تحت أية ظروف.

3- الحوار هو الوسيلة الوحيدة لإنهاء أية خلافات داخلية.

4- حرمة الدم الفلسطيني، وتجريم الاقتتال الداخلي، ووقف التحريض، ونبذ العنف وكل ما يمكن ان يؤدي إليه من وسائل وإجراءات.

5- الديمقراطية هي الخيار الوحيد لمبدأ تداول السلطة في إطار احترام سيادة القانون والنظام واحترام الشرعية، وان دعم الديمقراطية يتطلب أن تكون هناك مشاركة سياسية من الجميع بعيدا عن مبدأ المحاصصة.

6- المقاومة في إطار التوافق الوطني هي حق مشروع للشعب الفلسطيني ما دام الاحتلال قائماً.

7- الاعتماد على المرجعيات الرئيسة السابقة (اتفاق القاهرة مارس 2005 ـ وثيقة الوفاق الوطني مايو 2006 ـ اتفاق مكة فبراير 2007 – مبادرة الرئيس محمود عباس للحوار الشامل «يونيو 2008» قرارات القمة العربية المتعلقة بإنهاء حالة الانقسام.

* ثانياً: اتفق المجتمعون الذين يمثلون جميع الفصائل والقيادات السياسية الفلسطينية لإنهاء حالة الانقسام من خلال الموافقة على حل القضايا الرئيسة كالأتي:

  8-الحكومة: تشكيل حكومة توافق وطني ذات مهام محددة تتمثل في رفع الحصار وتسيير الحياة اليومية للشعب الفلسطيني، والإعداد لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة، والإشراف على إعادة بناء الأجهزة الأمنية.

  9- الأجهزة الأمنية: إعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أسس مهنية ووطنية بعيدا عن الفصائيلية، لتكون وحدها هي المخولة بمهمة الدفاع عن الوطن والمواطنين وما يتطلبه ذلك من تقديم المساعدة العربية اللازمة لإنجاز عملية البناء والإصلاح.   10 ـ الانتخابات: إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة في توقيت متفق عليه، ومراجعة قانون الانتخابات وفقا لما تقتضيه مصلحة الوطن.

  11ـ منظمة التحرير: تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني طبقا لاتفاق القاهرة «مارس 2005»، بحيث تضم جميع القوى والفصائل، والحفاظ على المنظمة إطارا وطنيا جامعا ومرجعية سياسية عليا للفلسطينيين، وانتخاب مجلس وطني جديد في الداخل والخارج حيثما أمكن.

 

* ثالثا: وافقت جميع الفصائل وطوائف الشعب الفلسطيني على الالتزام بمتطلبات المرحلة القادمة كالآتي:   12ـ الحفاظ على التهدئة في الإطار الذي توافقت عليه كافة الفصائل والقوى الفلسطينية خلال اجتماعاتها بالقاهرة يومي 29 و30/4/2008. 13ـ توفير المناخ الداخلي الملائم من اجل إنجاح مرحلة ما بعد الحوار الشامل والتنفيذ الكامل لمقتضيات هذه المرحلة، وما تفرضه من حتمية وقف وإنهاء أية أعمال أو إجراءات داخلية من شأنها الإضرار بالجهد المبذول لإنهاء حالة الانقسام، وضرورة التفاعل بايجابية مع متطلبات المصالحات الداخلية.

14-الاتفاق على تشكيل اللجان التي تتولى مهمة بحث التفصيلات المطلوبة وآليات عملها، لوضع ما يتم التوصل إليه موضوع التنفيذ. وذلك في إطار معالجة كافة قضايا الحوار والمصالحة (لجنة الحكومة – لجنة الانتخابات – لجنة الأمن – لجنة منظمة التحرير – لجنة المصالحات الداخلية) على أن تبدأ هذه اللجان عملها بعد انتهاء اجتماعات الحوار الشامل مباشرة، ولا مانع من مشاركة عربية في أي من هذه اللجان إذا ما طلبت التنظيمات ذلك.   

* رابعا:

15 ـ اتفقت جميع الفصائل وقوى الشعب الفلسطيني على أن إدارة المفاوضات السياسية هي من صلاحية منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الفلسطينية والمبنية على قاعدة التمسك بالأهداف الوطنية، على أن يتم عرض أي اتفاق بهذا الشأن على المجلس الوطني للتصديق عليه أو إجراء استفتاء حيثما أمكن.  

* خامساً:

اتفق المجتمعون على أن المشروع الوطني بما يحمله من آفاق واضحة وتطلعات مشروعة، وطموحات ليست بمنأى عن إمكانية التحقيق، يتطلب أن تتحول النوايا الحسنة والإرادات الصادقة الى برنامج عمل يتم تنفيذه في إطار من المسؤولية والقناعة والالتزام أمام أجيال سوف تحاسبنا على المسؤولية التي تحملناها، وأجيال من حقها أن تحيا في استقرار ورخاء في ظل دولتها المستقلة.