المطالبة بكشف مصير 10 آلاف طفل مغربي اختفوا خلال الحرب الأهلية الإسبانية

«مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل المغربي» يتبنى القضية

نبيلة بن عمر، عضو مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل المغربي، تتوسط خلال المؤتمر الصحافي، عبد السلام بوطيب (يسار)، رئيس المركز، ومحمد عياد نائبه (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

دعا مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل المغربي (منظمة غير حكومية)، السلطات الاسبانية إلى الكشف عن مصير 10 آلاف طفل مغربي، اختفوا في الحرب الاهلية الاسبانية بين 1936 و1939، مشيرا الى أن الاطفال استعملوا حسب وثائق لمؤرخين مغاربة وإسبان، كدروع بشرية من قبل الجنرال فرانسيسكو فرانكو.

وقال عبد السلام بوطيب، رئيس مركز الذاكرة والمستقبل المغربي، إن المركز يشتغل على الذاكرة المشتركة في أبعادها الحقوقية والسياسية والتنموية، مشيراً إلى أنه بلور خطة عمل ذات منهجية علمية، تروم تحقيق العدالة الانتقالية، والكشف عن ماضي الانتهاكات الجسيمة التي وقعت في اسبانيا، وكان ضحيتها مئات الآلاف من المغاربة، الذين أرغموا على المشاركة في الحرب الأهلية، سواء الذين دعموا الجنرال فرانكو أو المناوئون له.

وأوضح بوطيب، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي، عقد امس بالرباط، أن المركز واكب مستجدات الوضع السياسي الذي تمر منه اسبانيا حاليا، والمرتبط بمطالبة القاضي الاسباني غارثون بالتسار، من مؤسسات الدولة الاسبانية والأحزاب السياسية، والاتحادات العمالية، بفتح أرشيفها للكشف عن مصير آلاف المفقودين في الحرب الاهلية التي جرت بين 1936 و1939، وحقبة الدكتاتورية الفرانكاوية. وأعلن بوطيب أن المركز قرر تبني هذا الملف الحقوقي التاريخي لبحث مصير اختفاء مغاربة يقدر عدد القاصرين منهم بـ 10 آلاف، يتحدرون من شمال المغرب والمناطق الصحراوية، وذلك وفق ما ورد في غالبية الدراسات التاريخية الجادة، وكذا كشف مصير عدد من المسلمين واليهود والماسونيين المغاربة، الذين تعرضوا للقمع والتعذيب الوحشي، إثر خوضهم تمردا في الجيش الإسباني ضد الجنرال فرانكو، وذلك طيلة الفترة الاستعمارية في شمال المغرب وجنوبه، واصفا ما حصل بأنه «جرائم ضد الإنسانية».

وقال بوطيب إن المركز راسل عباس الفاسي، رئيس وزراء المغرب، وعقد لقاء مع أكبر معاونيه، حيث ناقشوا الموضوع بعمق، وتلقوا الدعم الكلي، كما وجهت رسائل مماثلة الى الاحزاب السياسية والاتحادات العمالية المغربية، وكذا الى خوصي لويس ثاباتيرو، رئيس الحكومة الاسبانية، وغارثون بالتسار، القاضي الاسباني بالمحكمة الوطنية، والى المنظمات الحقوقية الاسبانية، وجمعيات المجتمع المدني التي تشتغل على الذاكرة المشتركة بين المغرب واسبانيا، ضمنها جمعية ضحايا الريف التي تطالب بفتح تحقيق حول تعرض سكان الريف للقصف الجوي بالغازات السامة اثناء حرب 1921 التي خاضها المقاوم محمد بن عبد الكريم الخطابي ضد الاستعمار الاسباني، وجمعية ضحايا سكان سيدي افني (جنوب المغرب).

وأكد بوطيب أن المركز ناشد الدولة المغربية والحكومة والقضاء الاسباني، بدعم المبادرة الحقوقية، وتبني ملف المختفين المغاربة إبان الحرب الاهلية الاسبانية وفترة الحكم الاستعماري في شمال المغرب وجنوبه ضمن المسطرة (الاجراءات) القضائية التي سيتبعها القضاء الاسباني بعد ان أعلن يوم 11 من الشهر الحالي تخصصه في هذا الملف، مضيفا أن منظمته راسلت ايضا الضحايا الاسبان، وأكدت دعمها لهم.

وبشأن اطلاع منظمته على أرشيف وزارة الدفاع الاسبانية، قال بوطيب إن المركز لم يطرق بعد باب وزارة الدفاع الاسبانية، للإطلاع على ارشيفها، كما لم يطرق باب ارشيف دول أخرى يعج بحقائق مثيرة عن فترة الحرب الاهلية؛ في إشارة الى أميركا، التي لديها وثائق تصنف في خانة «الهامة»، وفق ما أوردته مصادر متطابقة تعمل في مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل المغربي.