خادم الحرمين: أبشر الأخوات بوضع حجر الأساس للجامعة الأربعاء المقبل

خلال تسلمه الدكتوراه الفخرية من جامعة الملك سعود

خادم الحرمين الشريفين لدى تسلمه شهادة الدكتوراه الفخرية من وزير التعليم العالي في الرياض أمس (واس)
TT

تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز شهادة الدكتوراه الفخرية الممنوحة له من جامعة الملك سعود خلال استقباله الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي، والدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود، ووكلاء الجامعة وعمداء وعميدات الكليات والأكاديميات اللاتي حضرن المناسبة ضمن وفد جامعة الملك سعود، في مكتبه أمس.

وعقب مراسم تسلمه الدكتوراه الفخرية، قال خادم الحرمين الشريفين «يا إخوان، أنا ما أستحق هذا كله، يستحقه غيري عمل واجتهد، أما أنا فعملت ما أقدر عليه، وأتمنى لكم التوفيق وأنا في انتظار تقنية النانو، كل يوم أقول إن شاء الله يأتيني خبر.

أما الأخوات فأبشرهن إن شاء الله أننا سنضع حجر الأساس للجامعة يوم الأربعاء بعد القادم. أتمنى لكم التوفيق والسداد دائماً وأبداً، وأرجو أن تكون لديكم الثقة الأكيدة إن شاء الله، وبإرادة الله، أن بلادكم تسير بهدوء وسكينة وأبشركم أن كل أيامكم المقبلة سعادة وهناء، بإرادة الرب عز وجل».

وقال الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي ورئيس مجلس إدارة الجامعة: أن «شواهد اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالتعليم العالي ودعم مؤسساته قائمة وواضحة للعيان، وتتحدث عن ذاتها في شتى أنحاء مملكتنا الحبيبة، والجامعات والكليات الجامعية في عهدكم الميمون منتشرة في كل أرجاء المملكة، وتتيح لأبناء الوطن الغالي وبناته فرص التعلم والتخصص وبناء أنفسهم والإسهام في خطط التنمية ورفعة الوطن وإعلاء شأنه ومسيرة النهضة عامة».

وقال «كما أن برنامج الابتعاث الخارجي المعنون باسمكم، حفظكم الله، يشهد وثبة غير مسبوقة تتيح لعدد كبير من أبنائنا وبناتنا أن ينهلوا من معارف الأمم في كل مكان من العالم، ليعودوا بإذن الله أعضاء نافعين لأنفسهم ووطنهم وقيادتهم السامية الرشيدة».

ورأى الوزير العنقري أن المستقبل السعودي ستتحقق خلاله جملة من الغايات الوطنية الهادفة لتعزيز التميز في الجامعات وتشجيع الانخراط في التخصصات النادرة، مرجعاً الأمر «إلى ما أنشأتم رعاكم الله جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية لكي تكون منارة عالمية للعطاء العلمي والتقني وقدمتم الدعم إلى معاهد وكراسي بحثية في موضوعات مختلفة تشمل حقولا متقدمة (تقنيات النانو) في الجامعات السعودية المختلفة، وشمل دعمكم الكريم للجامعات السعودية حوافز لأعضاء هيئة التدريس الذين هم العنصر الأكثر قدرة على التأثير في التطور والتقدم المنشود».

وثمّن وزير التعليم العالي اهتمام ودعم خادم الحرمين الشريفين للجامعات ومؤسسات التعليم العالي وما نالته من حظ وافر من الدعم السخي، مضيفاً «عندما تقدر جامعة الملك سعود لكم حفظكم الله هذا الاهتمام وهذا الدعم بمنح مقامكم السامي الكريم درجة الدكتوراه الفخرية وتفضلكم حفظكم الله بقبولها من هذه الجامعة العريقة فإن ذلك يأتي تجسيداً لاهتمامكم السامي الكريم بمسيرة التعليم عامة في هذا الوطن المبارك وازدهارها وتقديراً لعطاءاتكم غير المحدودة لدعم الجامعات السعودية وتجهيزاتها التقنية وأبحاثها العلمية المتطورة».

وأضاف «وموافقتكم السامية على إنشاء معهد الملك عبد الله لأبحاث النانو في الجامعة ودعم إنشاء مجموعة كراسي بحثية عديدة تضاف إلى لبنات البناء في عهدكم الميمون، ما مكن الجامعة من إطلاق برامج تطويرية وأبحاث راقية ومشروعات معرفية غير مسبوقة ستقودها إلى مصاف الجامعات العالمية المتقدمة».

من جانبه، تحدث الدكتور عبد الله العثمان، مدير جامعة الملك سعود في الرياض، عن أن منح الجامعة درجة الدكتوراه لخادم الحرمين الشريفين يأتي تقديراً لدعمه الكبير للتعليم العالي.

وقال الدكتور العثمان «إن هذا الدعم تجلى في صور شتى منها التوسع الكبير في التعليم الجامعي حتى شمل جميع مناطق المملكة ومحافظاتها الرئيسية، وكذلك تشجيع البحث العلمي وتطبيقاته الحديثة في مجال النانو، إضافة إلى تفضلكم يحفظكم الله بمنح عدد من أعضاء هيئة التدريس الحاصلين على براءات اختراع وسام الملك عبد العزيز من درجتيه الممتازة والأولى، إلى جانب إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وتخصيص قرابة 11 مليار ريال سعودي، لبناء المدينة الجامعية للبنات بجامعة الملك سعود، وتحويل المستشفيات الجامعية بالجامعة إلى مدينة طبية متكاملة وغير ذلك من الإنجازات العديدة وأوجه الدعم المادية والمعنوية».

واعتبر مدير جامعة الملك سعود قبول العاهل السعودي درجة الدكتوراه بمثابة التشريف للجامعة، «وتكليفاً في الوقت ذاته بضرورة مضاعفة الجهود العلمية والمشروعات البحثية الرامية نحو الارتقاء العلمي وتحقيق أعلى المراتب في سلم الريادة، لأن الجامعة تدرك إدراكاً جيداً حجم المسؤولية المترتبة على ذلك القبول الكريم، لذلك فهي لن تتوقف لحظة في مضمار الريادة بل ستظل تبذل كل الجهد لتحقيق أفضل الإنجازات حتى تظهر بالصورة المشرفة التي ترتضونها ولتكون في مستوى رفيع يليق بشخصيتكم الكبيرة، وهو أقل ما يمكن أن تقدمه الجامعة لشخصية كبرى جعلت التعليم العالي في رأس هرم الأولويات وظلت تقدم له كل الدعم والتيسير».

وأوضح الدكتور العثمان أن جامعة الملك سعود وضعت رؤية لتحقيق ريادة عالمية من خلال شراكة مجتمعية لبناء مجتمع المعرفة والجامعة اليوم، من خلال المبادرات التطويرية التي أطلقتها لتنفيذ هذه الرؤية تشترك مع الجامعات العالمية المرموقة في عدد من الخصائص.

وبيّن الدكتور العثمان تلك الخصائص قائلا: «تشترك جامعة الملك سعود مع الجامعات العالمية في اهتمامها بأبحاث التقنيات المتقدمة، خصوصاً تقنية النانو التي يتوقع أن تصل مبيعاتها بحلول عام 2015، إلى أكثر من 3000 مليار دولار، ولهذا الغرض حظيت الجامعة بموافقتكم السامية الكريمة بتأسيس معهد الملك عبد الله لأبحاث النانو، حيث يشترك في عضوية المجلس العلمي العالمي للمعهد أربعة من العلماء الحائزين جائزة نوبل».

وأفاد في الخاصية الثانية شراكة الجامعة مع أكثر من 90 جامعة عالمية مرموقة ومراكز بحوث رائدة في أكثر من 13 دولة من مصاف الدول المتقدمة، «ويقوم الباحثون والباحثات في الجامعة اليوم بالمشاركة في أكثر من 75 بحثاً مشتركاً مع علماء عالميين بارزين في عدة تخصصات تتفق مع التوجهات الاستراتيجية للاقتصاد الوطني، كما قامت الجامعة بإنشاء معامل خارجية لها (ستالايت لاب) في خمس دول متقدمة. وثالثاً: تشترك الجامعة مع الجامعات العالمية في استقطاب العلماء والباحثين المتميزين وذلك ضمن برنامج الاستقطاب الذي نجح حتى الآن في استقطاب نحو أربعة عشر عالماً من الحائزين جائزة نوبل».

وبين أن «الجامعة تشترك مع الجامعات العالمية في تسجيل براءات اختراع عالمية، حيث سجلت الجامعة عدداً من براءات الاختراع في أميركا معظمها في قطاعي الغاز والبترول وسجلت تلك الإنجازات في المحافل العالمية باسم الوطن، كما احتلت الجامعة بفضل دعمكم الكريم المرتبة الأولى بين الجامعات العربية».

وأضاف «كما حققت المرتبة الأولى بين جامعات المملكة في تكريمكم يحفظكم الله لعلمائها بوسام الملك عبد العزيز من الدرجتين الممتازة والأولى. والخاصية الخامسة تتمثل في شراكة الجامعة مع الجامعات العالمية في الحدائق العلمية بإنشاء وادي الرياض للتقنية الذي سيكون بمشيئة الله بوابة المملكة نحو اقتصاد المعرفة الذي يمثل اليوم حوالي 57 في المائة من الاقتصاد العالمي».

وتحدث الدكتور العثمان عن شراكة الجامعة مع الجامعات العالمية في إنشاء كراسي البحث العلمي، معتبراً مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالتبرع بكرسي مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي في الجانبين المعماري والاجتماعي أساساً في نجاح برنامج كراسي البحث، حيث مكنت الجامعة من الحصول على أكثر من 65 كرسي بحث، بقيمة إجمالية تزيد على 350 مليون ريال.

وأضاف: «وتشترك الجامعة مع الجامعات العالمية في تأسيس أوقاف لها، لضمان استقرار مواردها المالية، وقد استطاعت الجامعة حتى هذه اللحظة جمع أكثر من 600 مليون ريال لهذا المشروع، وقد تبرع المواطن محمد بن حسين العمودي ببناء برج استثماري تبلغ تكلفة إنشائه وتجهيزه أكثر من 200 مليون ريال، ولا شك أن مشروع أوقاف الجامعة سوف يحظى بدعم كريم سخي من الدولة».

وقال في الخاصية الثامنة والأخيرة التي تعتمدها الجامعة في شراكتها وأهدافها الاستراتيجية بعيدة المدى «إن جامعة الملك سعود تشترك مع الجامعات العالمية المرموقة في الاكتشافات الطبية التي تخدم الإنسانية، فقد حققت الجامعة عدداً من الاكتشافات الطبية، كان آخرها تمكن فريق علمي من اكتشاف البصمة الوراثية الحيوية لمرض سرطان الرئة وهذا الإنجاز سوف يسجل في المحافل العالمية باسم مملكة الإنسانية المملكة العربية السعودية».

وفي ختام كلمته، قال الدكتور العثمان «إن الدعم المقدم من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والقائمين على التعليم العالي مكن الجامعة من تنفيذ برامجها التطويرية السابقة، ما أدى إلى تحقيقها المركز الأول عربياً وإسلامياً وشرق أوسطي وأفريقياً، والمرتبة 28 آسيويا، و380 عالمياً وفق التصنيف العالمي الإسباني الشهير، كما حصلت الجامعة على المرتبة الأولى عربياً، 27 آسيويا، وفق التصنيف العالمي الأسترالي».

وأضاف: «كما حققت الجامعة المرتبة الأولى في عدد براءات الاختراع التي تم تسجيلها في أميركا وكل هذه النتائج مؤشر على مستقبل مشرق لهذه الجامعة، جامعة الوطن، جامعة الملك سعود».

تلت ذلك بداية مراسم تقديم شهادة الدكتوراه الفخرية لخادم الحرمين الشريفين، حيث تشرف وزير التعليم العالي رئيس مجلس جامعة الملك سعود ومدير جامعة الملك سعود بتقديم رداء الجامعة وميدالية الجامعة ووشاح الجامعة للملك عبد الله بن عبد العزيز. كما تشرفا بتقديم شهادة الدكتوراه الفخرية لخادم الحرمين الشريفين، بعد ذلك قدما له هدية، وهي عبارة عن لوحة كريستال بشهادة الدكتوراه الفخرية ودرع التصنيف العالمي للجامعة.

ثم قدمت الدكتورة أمل جميل فطاني المشرفة على مركز أقسام العلوم والدراسات الطبية بتقديم كتيب يحمل مشاعر منسوبي جامعة الملك سعود لخادم الحرمين الشريفين بهذه المناسبة، كما قدمت كل من الدكتورة الجازي الشبيكي والدكتورة فاطمة جمجوم لوحتين من إعداد طالبات الجامعة متضمنة عبارات عفوية بهذه المناسبة لخادم الحرمين الشريفين.