الانتخابات الأميركية ـ الكوبيون «الأوفياء» للحزب الجمهوري يكبرون في السن.. وأولادهم يميلون لـ«التغيير»

أوباما وماكين يبذلان جهودا جبارة في فلوريدا لاستقطاب الصوت اللاتيني الذي كان يوما كوبيا فقط

أميركا غوميز فتاة من الهسبانيك تلف نفسها بالعلم الأميركي في دنفر بولاية كولورادو (أ.ب)
TT

حيطان متحف خليج الخنازير في «هافانا الصغيرة»، مطلية بمئات الوجوه. وجوه عابسة ووجوه مبتسمة، مصفوفة الى جانب بعضها في خطوط متوازية. وجوه تروي قصص أصحابها. قصص 1511 مقاتلا كوبيا في اللواء 2506 من الذين نفذوا معركة خليج الخنازير في العام 1962 ضد النظام الكوبي.

«لأجل الذين قاتلوا، ويستمرون بالقتال، لتحقيق حرية كوبا»، كان المتحف. أقيم في ما أصبح يعرف اليوم بـ«هافانا الصغيرة»، التي تقع في ميامي في ولاية فلوريدا. اليوم وبعد أكثر من 45 عاما على المعركة الفاشلة التي حاكتها اجهزة الاستخبارات الاميركية، ونفذها كوبيون من المعارضين لنظام فيديل كاسترو في عهد الرئيس جون كينيدي، لا يزال الكوبيون الاميركيون الذين عايشوا تلك الفترة، غير قادرين على مسامحة كينيدي ولا الحزب الذي ينتمي اليه، لعدم دعمه اللواء الكوبي في العملية العسكرية التي ادت الى مقتل المئات وأسر اكثر من 1100 منهم... قصة معركة خليج الخنازير، والاحباط الذي أصيبوا فيه بعد تراجع كينيدي عن الخطة الاصلية بمساندة اللواء الكوبي بقوة أميركية جوية، خوفا من تفجير الوضع أكثر مع الشيوعية، لا تفارق أذهان الكوبيين الاميركيين الذين عايشوا تلك الفترة، وهم يشرحون أسباب مساندتهم للمرشح الجمهوري جون ماكين.

برناردو كارياتشو، رجل كوبي كبير في السن يتكأ على عصا ووجهه مليء بالتجاعيد. لا يعرف كم يبلغ من العمر تحديدا. ترك كوبا في العام 1961 بعد عامين من تسلم فيديل كاسترو الحكم وجاء الى فلوريدا. بعد 47 عاما قضاها في الولايات المتحدة، لا يزال لا يتكلم الا الاسبانية. يقول انه لم يفوت انتخابات أميركية من دون المشاركة. «طوال حياتي أصوت للحزب الجمهوري... بوش لم يكن رئيسا جيدا ولكن لا يهم! هذا لن يغير رأيي ويجعلني أصوت لغير مرشح الجمهوريين»، يقول برناردو بالاسبانية وهو يهز ذراع رفاييل، رجل خمسيني جره من داخل دكان محاذ، ليترجم كلامه. رفاييل قال ان عمر برناندو يفوق الثمانين عاما. توقف عن ترجمة حديث برناندو، وتابع بكلماته: «الكوبيون كلهم هنا يؤيدون الحزب الجمهوري، فهم لم يسامحوا كينيدي على ما فعله بهم. وهم يكرهون فيديل كاسترو، وعندما يسمعون باراك اوباما يقول انه يريد ان يفتح محادثات معه، يخيفهم الامر أكثر».

في «هافانا الصغيرة»، المنطقة التي أخذت اسمها من العاصمة الكوبية بسبب عدد الكوبيين الكبير الذين انتقلوا اليها بعد ثورة كاسترو، يتوزع الرجال المسنون امام الدكاكين والمطاعم الكوبية الصغيرة، يتسامرون مع بعضهم بلغتهم. معظمهم لا يتحدث الانجليزية. دانييلو، كان يجلس على كرسي صغير أمام كاراج لتصليح السيارات، ترك كوبا عندما كان يبلغ من العمر 28 عاما وهو اليوم في السابعة والستين من عمره. يقول هو أيضا، أن الكوبيين لا يحبون الحزب الديمقراطي، وسيصوتون لماكين. دانييلو الذي يعمل سائق شاحنة، بانجليزية مكسرة، لا ينكر ان الوضع الاقتصادي سيء ويؤثر على عمله، ولكنه يؤكد ان ذلك لن يجعله يغير رأيه ويصوت لغير المرشح الجمهوري. كوبا تأتي أولا.

واختيار الحزب الديمقراطي لاوباما، سيناتور لا خبرة واسعة لديه في العلاقات الخارجية، ساعد الكوبيين هنا على التمسك أكثر بالحزب الجمهوري ومرشحه الواسع الخبرة. فيليكس رودريغز، رئيس متحف خليج الخنازير ومن ممثلي المجتمع الكوبي في فلوريدا، يعتبر اوباما «ساذجا». يقول وهو يجلس على أريكة في مكتبه مرميّ عليها صور لجون ماكين، أنه اجتمع بأوباما، ووجد أن لديه قدرة كبيرة على التعبير عن أفكاره بشكل جيد. ولكن هذا الامر، رغم أنه أثر به، لم يغير رأيه. «فيديل كاسترو كان متحدثا جيدا جدا، وأنظري ماذا فعل»، يقول: جورج بوش لم يكن الرئيس الافضل، برأي فيليكس، ولكنه يعتقد انه يحمل أكثر مما يستحق. ويذكر بان الولايات المتحدة لم تتعرض لاعتداءات ارهابية بعد 11 سبتمبر (أيلول). «الوقت كفيل باظهار الحق»، يقول: يؤيد القائلين بضرورة التغيير، ولكنه واثق بأن اوباما ليس الرجل المناسب. مواقف اوباما تبدو ضعيفة بالنسبة اليه، «لا يمكن الموافقة على محاورة اشخاص مثل كاسترو». يذكر بقضية الرهائن الاميركيين في ايران، ويقول انه لو لم يكن الرئيس جيمي كارتر (ديمقراطي) ضعيفا، لم يكن الحادث ليحصل. ويضيف انه «عندما تسلم رونالد ريغان (جمهوري) السلطة، اطلق الرهائن لان الايرانيين عرفوا انهم لا يمكنهم اللعب معه». (اطلاق الرهائن في ذلك الوقت بعد دقائق من اداء ريغان لقسم اليمين، جاء بعد مفاوضات قادها كارتر حتى بعد خسارته، وكانت هناك آراء تقول ان مؤامرة انتخابية حيكت لتأخير اطلاق سراحهم لغاية انتخاب رئيس جديد). بالنسبة الى فيليكس، جون كينيدي حاول ان يعوض الكوبيين عن غلطته معهم في خليج الخنازير، ولذلك خطط لعدة عمليات لاغتيال فيديل كاسترو خلال ولايته. وحتى أنه يعتقد ان لكوبا يدا باغتيال كينيدي. ولكن هذا ايضا لن يغير رأيه. المعركة التي بدأ التخطيط لها على عهد الرئيس الجمهوري دوايت أيزنهاور، ونفذت على عهد كينيدي بشكل مشوه، أزهقت الكثير من ارواح الكوبيين المعارضين الذين يعلق فيليكس صورهم في متحفه. والمتحف كان كي لا ينسى الكوبيون المعركة. هو بالتأكيد لن ينسى... ولكن بالنسبة الى الجيل الجديد منهم يبدو ان الذكرى هي مجرد ذكرى. توبياس، في العشرينات من العمر، يعمل ميكانيكيا. والداه كوبيان ولكن هو ولد في ميامي. همّه الاول الوضع الاقتصادي. كوبا؟ لا يعرفها. لم يزرها بحياته. يعرف ان والداه وجدّاه عاشا هناك ولا يحبان النظام. هو أيضا لا يحبه، ولكن كوبا لن تكون في اولويات الاسباب التي سيختار على اساسها التصويت لمرشح دون الآخر. هنا، في فلوريدا، المعادلة بدأت تتغير. في هذه الولاية، يشكل الاميركيون اللاتين 20 في المائة من مجموع الناخبين، 30 في المائة منهم هم من الكوبيين. وتعتبر منطقة «ساوث فلوريدا»، وهي المنطقة التي كانت السبب في تأخير اعلان نتائج الانتخابات في العام 2000 بين جورج بوش وآل غور بسبب جدل على احتساب او الغاء بعض اوراق الاقتراع، عرّينا للكوبيين الاميركيين الذين يعتبرهم الحزب الجمهوري من الناخبين «الاوفياء» له. وتكتسب أصوات هذه الفئة من الناخبين، أو اصوات اللاتين بصورة أكبر، أهمية قصوى قد تكون حاسمة في الانتخابات الرئاسية، في حال كانت النتائج متقاربة جدا كما حصل في العام 2000 حين فاز جورج بوش بفلوريدا بفارق 500 صوت، وأخرج آل غور من السباق الى البيت الابيض. وفي هذه الحالة، يقول البروفسور تيري ماكوي، استاذ في الدراسات الاميركية اللاتينية في جامعة فلوريدا، إنه يمكن لأي مجموعة ان تلعب الدور الحاسم بترجيح اسم الفائز.

الصحافي روبن نافاريت، كتب منذ بضعة أسابيع أن التكتيك الجديد الذي يعتمده المرشحان جون ماكين وباراك أوباما، هو «حرب هواء باللغة الاسبانية»، تعليقا على الاعلانات التلفزيونية المتبادلة والناطقة باللغة الاسبانية. فالحزب الجمهوري يبث اعلانات بالاسبانية تذكر الناخبين الكوبيين والفنزوليين بأن اوباما يريد ان يجري مفاوضات مع الاخوين كاسترو وهوغو شافيز، واوباما يبث اعلانات يصوّر فيها ماكين معاد للمهاجرين. وحتى انه ربطه في احد الاعلانات بمقدم البرامج اليميني المتطرف، روش ليمبا، الذي وصف المكسيكيين مرة خلال برنامجه بأنهم «حمقى». كلاهما، اوباما وماكين، يعرفان أهمية الصوت اللاتيني في فلوريدا التي تعتبر من الولايات المتأرجحة، وتحمل صيدا ثمينا للفائز بها كونها تضمن 27 مقعدا في الجمعية الانتخابية من أصل 170 يجب جمعها للفوز بالانتخابات. وكلاهما يبذلان مجهودا خارقا للفوز بالنسبة الاكبر. الميزانية التي خصصتها حملة اوباما والحزب الديمقراطي، لاستهداف الناخبين اللاتين، وصلت الى 20 مليون دولار، وهو رقم قياسي لم يخصص مثله مرشح من قبل لاستهداف هذه الشريحة. أما حملة ماكين، فهي على الرغم من أنها لم تعلن عن المبلغ المخصص للتواصل مع الناخبين اللاتين، الا ان الرقم هو أقل بكثير من المبلغ الذي خصصه خصمه. ليس لان ماكين لا يدرك أهمية أصوات الناخبين اللاتين، بل بسبب ميزانية حملته التي هي أقل بكثير من ميزانية حملة خصمه. وعلى الرغم من ان الناخبين من أصول كوبية كانوا يعتبرون المحرك الرئيسي للصوت اللاتيني في هذه الولاية طوال العقود الماضية، الا ان هذا الواقع بدأ يتغير مع ولادة جيل جديد من الكوبيين اهتماماتهم مختلفة عن اهتمامات آبائهم وأجدادهم، ومع انتقال لاتين من أصول غير كوبية الى فلوريدا، يميلون عموما الى الحزب الديمقراطي. ففي العام 2000، كان الاميركيون الكوبيون يشكلون 70 في المائة من مجموع اللاتين في فلوريدا، واليوم لم تعد تتعدى نسبتهم الـ 30 في المائة. وهكذا، أصبح الاميركيون اللاتين من اصول غير كوبية، يشكلون للمرة الاولى أغلبية اللاتين في فلوريدا. الا ان عددا كبيرا من القادمين الجدد، لم يحصلوا بعد على الجنسية الاميركية وبالتالي حق الاقتراع. جورج دياز، ولد في كوبا ولكنه غادرها مع أهله في العام 1961 عندما كان عمره أربع سنوات. يعمل اليوم ككاتب في صحيفة «اورلاندو سانتينل» في فلوريدا، ويقول ان معادلة الصوت الكوبي لم تعد كما كانت في الماضي. «الكوبيون الذين يعتبرون من الاوفياء للحزب الجمهوري أصبحوا كبارا في السن، والكثير منهم توفي. والدي مثلا توفي ووالدتي مصابة بمرض «الزهايمر»، يقول جورج. الاجيال الجديدة من الكوبيين الذين ولدوا في الولايات المتحدة او غادروا كوبا عندما كانوا صغارا في السن، اهتماماتهم مختلفة. فالاقتصاد اليوم أصبح همهم الاول، كما كل الاميركيين، وليس كوبا. بالنسبة اليه، كوبا هي المكان الذي ولد فيه، ولكن الولايات المتحدة هي بلاده، وهو مواطن أميركي. لا يشعر جورج الذي يؤيد الحزب الديمقراطي، أنه يخون والديه، ولكن ببساطة نظرته الى الامور مختلفة عن نظرتهم. يقول إنه لا يتذكر الكثير عن كوبا لانه غادرها صغيرا، ولكن عندما ينظر في عيني والديه، ومن هم من جيلهم، يشعر بآلامهم، ويعرف مدى أهمية القضية بالنسبة اليهم. يقول جورج بشيء من الاسف: «ربما لو كان قلبي وروحي أكثر مع كوبا.. لربما كانت الامور لتكون مختلفة. والديّ خسرا الكثير وعانا الكثير واعرف انهما لن ينسيا».

يزعجه في الحملات الانتخابية استعمال شعار «ضد النظام الكوبي» لكسب اصوات الكوبيين الاميركيين، ويقول: «يظنون انهم اذا لوحوا بشعار انهم ضد النظام في كوبا هذا كاف للحصول على اصواتنا». ولكن بالنسبة له، وللكوبيين الاميركيين الذين هم من جيله، معالجة الامور تتم بطريقة مختلفة. يقول: «لا أعتقد أن الحظر المفروض على كوبا يساعد على حل الامور. الحظر والعقوبات المفروضة على كوبا، لم تحجم كاسترو بل زادت من قوته». برأيه، الاخوان كاسترو يتذرعان بالعقوبات الاميركية لتبرير فشل النظام، ويعتقد ان اعتماد سياسة الدبلوماسية والحوار الحذر، والغاء العقوبات خصوصا التي لها علاقة بحقوق الانسان، قد يحاصر الاخوين ويلغي السبب الذي يتذرعون فيه، وقد يؤدي ذلك الى سقوطهما في النهاية. جورج والاجيال الجديدة من الكوبيين الاميركيين، يميلون عموما الى الحزب الديمقراطي. ويقول تيري ماكوي استاذ الدراسات الاميركية اللاتينية في جامعة فلوريدا، إن الكوبيين الذين كانوا يصوتون بشكل كبير لمرشح الحزب الجمهوري، سيشاركون هذه المرة أيضا، ولكن ليس بالشكل نفسه. ويضيف ان هناك عاملين قد يلعبان دورا لصالح المرشح الديمقراطي في هذه الانتخابات، أولا، الكوبيون الشباب الذين تختلف اهتماماتهم عن اهتمامات أهاليهم، وارتباطهم بكوبا أقل، وثانيا اللاتين من غير الكوبيين، من بورتو ريكو وكولومبيا ونيكاراغوا، وهؤلاء يميلون أكثر الى اوباما. الا انه على الرغم من ذلك، فهناك عامل آخر قد لا يلعب لصالح المرشح الجمهوري. ولكن هذا العامل، هو بمثابة «خانة رمادية» غير واضحة بعد. هذا العامل هو العنصرية. جورج دياز يقول ان العنصرية بين الناخبين اللاتين ليست مختلفة عن تلك الموجودة بين الناخبين الاميركيين البيض، فهي واقع موجود، ولكن ما ليس معروفا هو حجمها والى اي مدى قد تعلب دورا في الانتخابات. فبين اللاتين والسود في الولايات المتحدة، توترات سببها الاساسي ما يمكن وضعه في خانة «خلاف الاقليات». فكلاهما يتنافسان على الفرص نفسها والحقوق نفسها. السود مثلا، ينظرون الى اللاتين على انهم جاءوا وأخذوا وظائفهم، واللاتين قد يظنون بأنهم أفضل من السود بسبب نجاحهم في التأقلم مع المجتمع الاميركي. ويقول البعض ايضا ان التنافس بين العصابات يؤجج التوترات العرقية بين الفئتين، خصوصا بين العصابات المكسيكية والسود. ولكن البروفسور تيري ماكوي، رغم أنه لا ينفي وجود التوترات العنصرية بين السود واللاتين، يرى ان اللاتين الذين يبدو انهم يميلون الى اوباما بشكل كبير، قد يستفيدون من انتخاب رئيس أسود لانه يعد بحقبة جديدة من التاريخ الاميركي، يعد بـ«أميركا ما بعد حقبة العنصرية». فكلاهما من الاقليات، وكلاهما يعانيان من التمييز العنصري. وما يخيفهم في رئيس جمهوري أكثر من الذي يخيفهم في رئيس ديمقراطي، يقول ماكوي: فجون ماكين رغم أن مواقفه من المهاجرين غير الشرعيين كان أكثر اعتدالا من مواقف الحزب الديمقراطي عموما الذي يؤيد قوانين صارمة ضد المهاجرين غير الشرعيين، الا انه بدأ يظهر آراء أكثر تشددا أخيرا. والعامل الاكبر، الذي لا يخيف الناخبين اللاتين فقط بل كل الاميركيين، يقول ماكوي، هو الوضع الاقتصادي الذي أصبح في طليعة اهتمامات مجمل الناخبين. ولان الاميركيين اللاتين هم عموما من الطبقة العاملة، فانهم سيفضلون التصويت للحزب الديمقراطي ومرشحه. ويضيف ماكوي ان المعاملة المميزة التي يحظى بها الكوبيين، والقوانين المخففة عنهم، منحهم الاقامة فور وصولهم الى الولايات المتحدة ثم منحهم حق اللجوء والجنسية، لا يساعد الجمهوريين كثيرا مع باقي الناخبين اللاتين. خوان مثلا، شاب من بورتو ريكو، وصل الى فلوريدا قبل خمس سنوات، ولكنه لم يحصل على اوراق الاقامة الا أخيرا. لا يحب الكوبيين. يقول انه ليس عليهم ان يجهدوا للحصول على اوراقهم، عليهم فقط ان يكونوا كوبيين، بينما الباقين يعانون كثيرا لايجاد وظيفة ولتثبيت وضعهم. خوان يؤيد الحزب الديمقراطي، ولكن مثله مثل الكثيرين من القادمين الجدد الذين لم يقسموا يمين الولاء للولايات المتحدة بعد، لا يمكنه التصويت.

قد تكون الصور المعلقة في متحف خليج الخنازير لم تعد تعني الكثير لجورج دياز الذي غادر كوبا عندما كان في الرابعة من عمره، ولا لتوبياس الشاب الكوبي الذي ولد في فلوريدا، وقد يكون الجيل الجديد من الكوبيين يريد التغيير الذي يدعو اليه اوباما، ولكن قدرتهم على تحقيق هذا التغيير غير موثوق فيها. فالكوبيون الجمهوريون، يصوتون كتلة واحدة. ولا يتخلفون عن الموعد. أما اللاتين من مؤيدي الحزب الديمقراطي، فلهم قصة أخرى. جزء لا يحق له الاقتراع. وجزء قد تكون حماسته غير كافية لدرجة ان تجره الى مركز الاقتراع يوم الانتخابات... وهذا ما يشكل القلق الاكبر للحزب الديمقراطي.