المؤتمرالإسلامي : الجدل بشأن الرسوم الكاريكاتورية كان درسا للجميع

TT

اسطنبول ـ (د ب ا): قال أمين عام منظمة المؤتمر الاسلامي اول من امس انه منذ الجدل الذي أثير بشأن الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية للنبي محمد اصبح السياسيون الاوروبيون اكثر حذرا في تصريحاتهم بشأن الاسلام. وصرح اكمل الدين احسان اوغلي لوكالة الانباء الالمانية في اسطنبول بان الجدل الذي اثارته الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد التي نشرتها صحيفة دنماركية في عام 2005 كان بمثابة درس للجميع. وقال احسان اوغلي «قضية الرسوم الكاريكاتورية كانت اول مشكلة بين اوروبا والعالم الاسلامي وكانت هذه الرسوم اساءة موجهة الى النبي محمد وكان هناك الكثير من الامثلة الاخرى». ويشير احسان اوغلي الى فيلم «فتنة» المعادي للاسلام الذي بث من هولندا، والذي قام باعداده البرلماني الهولندي المتطرف خيرت فيلدرز ونشر على شبكة الانترنت، كمثال على ذلك. واضاف اوغلي، الامين العام التاسع الذي تولي منصبه في شهر يناير (كانون الثاني) عام 2005 «عندما تنظر الى الطريقة التي تتعامل بها الحكومات الاوروبية الان مع هذه القضايا، فانك تلاحظ ان شيئا قد تغير (منذ ازمة الرسوم الكاريكاتورية)». وانحى ايضا باللائمة على عاتق بعض الوعاظ لانتهاجهم سلوكا غير مسؤول من خلال اصدار «فتاوي منافية للعقل». وقال احسان اوغلي «قمنا باصلاح الاكاديمية (التابعة لمنظمة المؤتمر الاسلامي) المسؤولة عن الشؤون الدينية لوضع نهاية لذلك. وكان لهؤلاء العلماء نفوذ ضئيل للغاية، واليوم لهم جمهور عريض من المستمعين لهم». وأدى العدد المتزايد من القنوات الفضائية في العالم العربي الى ظهور الكثير من الوعاظ المسلمين الذين يصدرون فتاوى يوميا. واضاف «ان هذه اساءة استخدام لحرية التعبير» متابعا «اننا في منظمة المؤتمر الاسلامي لنا هدفان هما اننا نريد الاعتدال والتحديث في العالم الاسلامي. لا يتعين ان نصبح رهينة للمتطرفين».

وقال احسان اوغلي ان تخفيف حدة الخلافات بين المسلمين السنة والشيعة يدخل ضمن مسؤوليات منظمة المؤتمر الاسلامي. ويعتقد ان اجتماع المصالحة بين رجال الدين السنة والشيعة العراقيين الذي استضافته مكة المكرمة في عام 2006 ساعد على تحسين الوضع الامني. وعندما سئل عما اذا كان من الضروري طرح مبادرة مماثلة لتخفيف التوترات بين الشيعة والسنة في لبنان، اجاب بقوله «ان هذا يمكن أن يكون مفيدا». ويذكر ان منظمة المؤتمر الاسلامي هي ثاني اكبر منظمة حكومية بعد الامم المتحدة ويبلغ عدد الدول الاعضاء بها 57 دولة تنتشر في اربع قارات. وتهدف المنظمة الى حماية مصالح العالم الاسلامي انطلاقا من تشجيع السلام الدولي وتحقيق الانسجام بين مختلف شعوب العالم. وانشئت المنظمة بناء على قرار اتخذ في قمة عقدت في شهر سبتمبر (ايلول) عام 1969 في الرباط. وعقد اول اجتماع لوزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي في جدة في عام 1970.