واشنطن تطالب إثيوبيا وكينيا وأوغندا بالعمل على التمديد للسلطة الانتقالية الصومالية

المعارضة تدعو العرب للانتباه لمخططات التقسيم وتتوقع فشل مؤتمر نيروبي

TT

بينما يسود الغموض مصير «ترويكا» السلطة الانتقالية في الصومال (الرئيس والحكومة والبرلمان) وسط تكهنات بأن المؤتمر الذي سيعقد في العاصمة الكينية نيروبي منتصف الأسبوع المقبل برعاية منظمة الإيقاد سيقرر إعادة تشكيلها، انضمت الولايات المتحدة إلى الجهات الداعية للتمديد «للترويكا» التي ستنتهي فترة ولايتها في غضون الشهور الستة المقبلة.

ونقل مسؤولون صوماليون لـ«الشرق الأوسط» عن «جينادى فريزر» مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية، مطالبتها لقادة كل من إثيوبيا وكينيا وأوغندا بالعمل على التمديد للرئيس الصومالي الانتقالي عبد الله يوسف لتفادي تدهور الأوضاع في الصومال إلى الأسوأ في ظل غياب آليات حاكمة لانتقال السلطة بطريقة سلمية.

وقالت «فريزر»: «نريد أن نمنع انهيار السلطة الانتقالية في الصومال حتى لا تتفاقم الأوضاع هناك».

وتعتبر هذه التصريحات أول موقف علني لإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش يتبنى صراحة استمرار بقاء رؤساء «الترويكا» الثلاثة في مناصبهم داخل السلطة الانتقالية إلى حين تحسن الأوضاع السياسية والأمنية بما يسمح بانتخاب رئيس جديد للبلاد. ويوجد في العاصمة الكينية نيروبي حاليا أكثر من 150 من أعضاء البرلمان البالغ إجمالي مقاعده 270 مقعدا بينما سيصل لاحقا الرئيس الانتقالي عبد الله يوسف ورئيس حكومته العقيد نور حسن حسين (عدى).

وراجت أمس تكهنات بأن مؤتمر نيروبي الذي ستشارك فيه كل الأطراف المعنية بالأزمة الصومالية سيقرر الإطاحة برئيس الحكومة الانتقالية العقيد نور عدى من منصبه وتعيين يوسف إسماعيل باريبرى مبعوث الصومال لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف بدلا منه.

لكن باريبرى نفى هذه المعلومات أمس لـ«الشرق الأوسط» وشدد على أنه ليس مرشحا لخلافة عدى وتشكك في إمكانية إقالته من منصبه.

وكان رئيس الحكومة قد سعى لاحتواء عمدة العاصمة الصومالية مقديشو السابق محمد عمر ديري الذي اعتاد توجيه انتقادات لاذعة لعدى واتهامه بالفشل في تأهيل البلاد للمرحلة التالية وإعادة فرض الاستقرار والأمن في مقديشو.

ووفقا لمصادر صومالية، فقد عقد نور وديرى اجتماعا سريا للمصالحة بينهما، علما أن رئيس الحكومة قد أقال العمدة السابق من منصبه وسط احتدام للخلافات بينه وبين الرئيس الانتقالي عبد الله يوسف لم تحسم رغم محاولة رئيس الحكومة الإثيوبية ملس زيناوي التدخل لتقريب وجهات النظر بينهما.

من جهة أخرى، استبق تحالف المعارضة الصومالية الذي يتخذ من العاصمة الإريترية مقرا له مؤتمر نيروبي بتوجيه انتقادات عنيفة إلى الجهات المنظمة له وتوقع فشله في التوصل إلى أي تسوية للأزمة الصومالية.

وقال التحالف في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن جدول أعمال هذا المؤتمر ما زال سراً حتى هذه اللحظة، مشيرا إلى أن السلطات الإثيوبية وعبر رئيس وزرائها تعمدت الإعلان عن أنها هي التي فرضت عقد هذا المؤتمر.

ولفت إلى أن «رئيس النظام المؤقت في الصومال قد فشل في أداء واجبه وتحقيقه أي إنجاز في جميع المجالات، كما لم ينجح في إدارة قوات الأمن التي دربتها له إثيوبيا». واعتبر التحالف أن مؤتمر نيروبي يمثل قمة الاستخفاف بالشعب الصومالي والازدراء بوجوده، متسائلا: «كيف يمكن لخمسة أشخاص بعضهم على درجة الموظفين أن يقرروا مصير أمة في عدة ساعات في قارة نائية وهي تعيش أصعب الحروب الأفريقية في الوقت الحاضر».

وذكر البيان أن «الزمرة التي خططت لهذا المؤتمر ترسم خارطة جديدة لتعميق الويلات التي يعاني منها شعبنا على يدها، ولا يحق لها أخلاقيا وقانونيا أن تكون وصية على شعبنا تقرر له مصيره ومستقبله».

واتهم البيان السلطة الانتقالية التي يقودها عبد الله يوسف بأنها «ارتضت أن تكون مخلب قط للتدخل الإثيوبي لخرق سيادة الوطن واستقلاله»، مضيفا أن «إثيوبيا هي مصدر القلاقل وعدم الاستقرار ومؤججة الحروب الأهلية والفتن في بلدنا لا يمكن أن تساعدنا لا في إعادة السلام ولا في إعادة بناء الدولة».