الطبقة العاملة البيضاء في صراع بين أفكارها المحافظة.. ومدخراتها

هجرت الحزب الديمقراطي بعد أن تقدمت في السلم الاجتماعي وعاقبته على ليبراليته المفرطة

جو السباك الذي اشتهر بعد المناظرة الأخيرة بين ماكين وأوباما وأصبح رمزا للطبقة العاملة البيضاء في الولايات المتحدة (أ.ب)
TT

كان ماثيو يجلس القرفصاء أمام هيكل سيارة صغيرة صممت في بداية القرن العشرين، يحمل بيدٍ قطعة حديد سوداء، وبيده الاخرى كان يحاول رفع الهيكل وتثبيت القطعة، ليعيد تشكيل صورة واحدة من اولى السيارات التي صممها هنري فورد، أمام مجموعة من زوار متحف فورد للسيارات في ديربورن. ماثيو الذي عمل طوال 36 عاما في صناعة نماذج سيارات فورد، انتقل قبل ثلاثة أعوام الى المتحف ليعمل بدوام جزئي، محاطا بتاريخ أحيى ولاية بكاملها.. بات يبعث في نفسه الحزن والحنين.

في هذه الغرفة الشاسعة تنتشر عشرات السيارات، من السيارة الاولى التي صممها هنري فورد في عام 1908 «فورد موديل تي» والتي أهداها الى الرئيس ليندون جونسون آنذاك، الى سيارات الرؤساء فرانكلين روزفيلت التي صممت خصيصا له لكي يتمكن من قيادتها بنفسه، وسيارة جون كينيدي التي قتل فيها في مدينة دالاس، ورونالد ريغان...

هنا، بين هذه السيارات التي غيّرت حياة عشرات الآلاف وحوّلت الولاية الى احدى أهم المناطق الصناعية في العالم، يجد ماثيو نفسه كل يوم يتسامر مع الزوار ويتذكر بدايات تحول ميشيغان الى ولاية صناعية وانتقال الآلاف العمال من الشرق الاوسط وشرق وجنوب اوروبا واميركا اللاتينية اليها. ثم يعود الى الحاضر ويهزّ رأسه بألم وهو يتحدث عن عشرات الآلاف الذين سرحوا من أعمالهم في صناعة السيارات وأولئك الذين ينتظرون تسريحهم. بعد مرور قرن على انطلاقة صناعة السيارات في ميشيغان والتي وظفت في الفترة الاولى في بداية القرن العشرين 25 في المائة من سكان الولاية، تعيش ميشيغان اليوم كابوس البطالة بعد أن باتت صناعة السيارات تشكل مصدر قلق لسكانها بدل ان تشكل مصدر أمان. وتضررت صناعة السيارات في ميشيغان بسبب منافسة الأسواق الآسيوية والأوروبية، إذ اضطرت شركات السيارات الكبرى في الولاية، فورد وجنرال موتورز وكرايزلر، الى إغلاق عدد من مصانعها في ميشيغان ونقلها الى بلدان مثل بولندا ورومانيا والصين، حيث كلفة اليد العاملة والشحن أقل. وما أثر أيضا على صناعة السيارات في هذه الولاية، ارتفاع أسعار النفط عالميا، مما دفع بزيادة الطلب في السوق على السيارات الصغيرة التي تصرف وقودا أقل، وهو أمر أدى بهذه الشركات الثلاث الى خسائر كبيرة لأنها متخصصة بصناعة السيارات الكبيرة، ولم تتمكن من المنافسة بسرعة في صناعة السيارات الصغيرة. اضافة الى ارتفاع كلفة الضمان الصحي الذي عليهم تأمينه لموظفيهم، في الاعوام القليلة الماضية. ويقول ماثيو الذي كان يعمل في تصميم السيارات في فورد، إن تصميم السيارات الصغيرة يتطلب وقتا وجهدا، وهو أمر أصبح ضروريا للمنافسة في الاسواق الاوروبية.

وتعاني هذه الولاية منذ سنوات من معدل بطالة يصل الى 9.6 في المائة، بحسب احصاء عن مركز التعداد السكاني، وهو الاكثر ارتفاعا مقارنة بالولايات الاخرى، مع فقدان الآلاف وظائفهم في قطاع صناعة السيارات بسبب منافسة الاسواق الآسيوية والأوروبية. ويرتفع معدل الفقر في هذه الولاية بشكل مضطرد منذ عام 2000 حين كان يبلغ 10 في المائة، وبلغ في عام 2007 14 في المائة مقابل 13.5 في عام 2006، وهو أعلى بنقطة من معدل الفقر العام في البلاد. وبين عام 2006 وعام 2007، اضيف 45 ألف شخص في ميشيغان الى الاشخاص الذين يعتبرون فقراء. وارتفع أيضا عدد الاشخاص الذين يعانون من «الفقر المدقع» الى 6.5 في المائة في عام 2007 مقابل 6 في المائة في العام السابق، بعد ان كان 4.8 في المائة قبل ثماني سنوات. ومع الازمة الاقتصادية التي تمر بها الولايات المتحدة اليوم، لم تعد صناعة السيارات هي الوحيدة التي تسرح موظفيها، بل امتد الأمر الى الشركات الاخرى التي تعمد الى التقليل من عدد موظفيها للتخفيف من خسائرها، مقابل إفلاس الكثير من الشركات الصغرى والمتوسطة. ووصل عدد الذين خسروا وظائفهم منذ مطلع العام الحالي في ميشيغان الى 30 ألف شخص، وفي كل الولايات المتحدة فقد 600 ألف شخص وظائفهم منذ بداية العام. ميشيغان تعتبر من الولايات التي تضم عددا كبيرا من الناخبين الذين ينتمون الى «الطبقة البيضاء العاملة» الذين يعرف عنهم أيضا بالناخبين «من أصحاب الياقة الزرقاء»، مثل بنسلفانيا وأوهايو وميسوري. ويعتبر الكثيرون أن الفوز بالبيت الابيض مستحيل من دون الفوز بهذه الطبقة. وخلال الانتخابات التمهيدية، كانت هيلاري كلينتون، التي نافست باراك أوباما للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، تنتقد منافسها بسبب عدم قدرته على التواصل مع هذه الطبقة، لمحاولة إقناع الحزب بأن اختيار أوباما لن يوصلهم الى الجناح الغربي. ولكن في نظرة تاريخية سريعة الى ميول هذه الطبقة السياسية، نرى ان الطبقة العاملة البيضاء تميل منذ الستينيات الى الحزب الجمهوري وليس الحزب الديمقراطي. ولم يتمكن أي مرشح ديمقراطي منذ ذلك الحين من الحصول على أغلبية أصوات هذه الفئة. وكان بيل كلينتون هو المرشح الوحيد الذي تمكن من تحقيق اختراق وتأمين أصوات 44 في المائة من الطبقة العاملة البيضاء، لأنهم اعتبروه «واحدا منهم»، قادما من ولاية أركنساس، ولا ينتمي الى «النخبة».

حملة أوباما علقت مرة على عدم قدرة مرشحها على الفوز بأصوات هذه الطبقة في الانتخابات التمهيدية، بالقول إن أوباما يمكنه الفوز من دون اصوات الطبقة العاملة البيضاء لأن هذه الفئة لم تصوت لرئيس ديمقراطي منذ مدة، وحتى كلينتون، لم يتمكن من الفوز بأصواتهم. إلا ان الحديث هنا عن الطبقة العاملة البيضاء، يختلف باختلاف تحديد هذه الطبقة. وإذا أردنا أن نحدد الأشخاص الذين ينتمون الى الطبقة العاملة البيضاء، بالذين لا يحملون شهادات جامعية ومستوى دخلهم أقل من مستوى الدخل العام، فان هذه الطبقة التي كانت تشكل بين العامين 1952 و1960، 52 في المائة من نسبة السكان، انخفضت بين الاعوام 1999 و2004 الى 33 في المائة، بحسب مركز دراسات الانتخابات الوطنية الاميركية. وبين «الصفقة الجديدة»، وهي سلسلة المشاريع التنموية التي أطلقها الرئيس الديمقراطي فرانكلين روزفيلت بين الاعوام 1933 و1936 لانعاش الاقتصاد خلال فترة «الكساد العظيم»، و«المجتمع العظيم»، مشاريع شبيهة بالأولى مصحوبة بتخفيض ضرائب وصل الى 20 في المائة، أطلقها الرئيس الديمقراطي ليندون جونسون في عام 1964 تنفيذا لاقتراح جون كينيدي قبل اغتياله في فترة ازدهار اقتصادي هدفها إلغاء الفقر والتمييز العنصري، حصلت تغيرات كثيرة أدت الى تغيير التركيبة الاجتماعية في الولايات المتحدة.

وكتب راي تاكسيرا، وهو باحث في معهد بروكينغز في واشنطن والبروفسور آلان أبراهاموفيش من جامعة أمروي، في دراسة مشتركة أعداها حول الطبقة العاملة البيضاء في الولايات المتحدة: «الفترة الممتدة بين نهاية الأربعينات ومنتصف الستينيات، شهدت ولادة أول طبقة وسطى في العالم ـ طبقة وسطى حتى عمال المصانع يمكنه الانتماء اليها كون بإمكانهم أن يكسبوا أموالا لا بأس بها حتى من دون مستوى تعليم مرتفع او أي مهارات مهنية». وهكذا، ولدت الطبقة الوسطى في الولايات المتحدة من رحم الطبقة العاملة البيضاء، وبدأت اهتماماتها وتوقعاتها من الحكومة تتبدل. فلم يعد رفاه المجتمع الذي تؤمنه الضرائب المرتفعة من أولوياتها، بل الحفاظ على موقعها من ضمن الطبقة الوسطى الذي تمكنت من تحقيقه لنفسها. وفي عام 1972، وجهت هذا الطبقة الضربة الاولى للحزب الديمقراطي عندما صوتت بشكل ساحق للمرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون بنسبة 70 في المائة، متخلية بذلك عن المرشح الديمقراطي جورج ماكغافورن. ولكن تبدل هذه الطبقة لم يكن السبب الوحيد، ولا الرئيس، كما يناقش البعض، الذي بدل صوتها وقلبه بشكل دراماتيكي، بل كانت ثورة الحقوق المدنية التي أطلقها السود ووصلت الى ذروتها في الخمسينيات والستينيات، وأدت الى نقمة البيض على الحزب الديمقراطي بسبب عدم كبته للثورة وإعطاء السود حقوقهم بدءا من عام 1964. وولد لدى الطبقة العاملة البيضاء والوسطى، نقمة من جعلهم يدفعون ضرائب لتأمين الرفاه الاجتماعي والمساواة للأقلية السوداء التي كانت لا تزال ينظر اليها على أنهم لا يساوونهم. ويقول الكاتب كيفين فيليبس في كتابه عن «الأغلبية الجمهورية الناشئة» الصادر في عام 1969: «السبب الرئيس الذي أدى الى تدمير ما حققه الحزب الديمقراطي من (الصفقة الجديدة) هي ثورة السود الاجتماعية والاقتصادية وعدم القدرة الايديولوجية للحزب الديمقراطي الليبرالي للتعاطي معها... الحزب الديمقراطي شعر أنه ضحية الزخم الايديولوجي لليبرالية والتي حملته الى أبعد من جعل الأقلية تدفع لمنفعة الأغلبية.. الى مشاريع جعلت الأغلبية تدفع لمنفعة الأقلية». وأصبحت ليبرالية الحزب الديمقراطي بعد حركة الحقوق المدنية والتي تبناها مرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئيس في عام 1972 جورج ماكغافورن، عبر اشراكه الاقليات في حملته، نقمة عليه، خصوصا مع استغلال منافسه نيكسون الأمر لتخويف الطبقة العاملة البيضاء من أفكاره الليبرالية. وعلى الرغم من أن جزءا من الطبقة العاملة البيضاء تحول الى الطبقة الوسطى، إلا ان أفكارهم بقيت محافظة، وكما كانت أفكار الحزب الديمقراطي قبل ثورة الحقوق المدنية، تجاه الإجهاض وحقوق المثليين وإعطاء النساء مراكز مهمة.

إلا أن مؤشرات كثيرة اليوم، تشير الى ان الوضع الاقتصادي هو العامل الأهم الذي قد يعيد الطبقة العاملة البيضاء، أو المتوسطة التي بدأت تخسر أملاكها ومدخراتها وباتت مهددة بالانضواء من جديد في كنف الطبقة العاملة، الى الحزب الديمقراطي. وتشير استطلاعات الرأي الى تقدم أوباما على المرشح الجمهوري في الكثير من الولايات التي تعتبر معقلا للطبقة العاملة البيضاء، مثل اوهايو وبنسلفانيا وأيوا، وميشيغان التي سحب منها المرشح الجمهوري جون ماكين حملته بعد ان فقد الامل بتحقيق نتائج إيجابية للتركيز على ولايات أخرى فرصته بالفوز بها أكبر. وقد يكون فوز الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر في الانتخابات في عام 1976، بعد الركود الاقتصادي الذي بدأ في عهد نيكسون، مصحوبا بفضيحة ووترغايت طبعا، مؤشرا الى ان الطبقة العاملة البيضاء قد تختار المرشح الذي تشعر بأنه يمكنه أن يؤمن لها وضعا اقتصاديا أفضل، حتى لو كان ينتمي الى الحزب الديمقراطي. وأيضا تبدل أصواتهم من جديد وانتقالها الى الحزب الجمهوري بعد استمرار الاوضاع الاقتصادية بالتدهور في عهد كارتر. وأدى حينها ارتفاع الضرائب الى استياء عارم لدى الطبقة العاملة البيضاء، وغذى هذا الامر النقمة العنصرية بين البيض على السود والأقليات لأنهم كانوا يعتبرون ان هذه تذهب لتحقيق العدالة الاجتماعية لهم. ولكنهم أيضا راحوا يلومون الحزب الديمقراطي على الوضع الاقتصادي السيئ ويتهمون الحكومة بسوء الادارة بسبب الضرائب المرتفعة والإنفاق الحكومي. وهكذا في عام 1980، عاد الحزب الديمقراطي وشهد نزوح أصوات الطبقة العاملة البيضاء من جديد الى الحزب الجمهوري، ففاز رونالد ريغان بـ61 في المائة من اصوات هذه الطبقة في انتخابات 1980 و1984.

وإذا كان الوضع الاقتصادي هو الذي يحرك هذه الطبقة، وقد يعيدها هذه المرة الى الحزب الديمقراطي، إلا ان العنصرية التي حركتها أيضا في السنوات الماضية، تشكل «الخانة الرمادية» في هذه الانتخابات، وتضع الطبقة البيضاء العاملة بين خيارين: اما الاقتصاد او العنصرية. الكثيرون من الذين ينتمون الى الطبقة العاملة البيضاء، لا يزالون يرفضون الاجابة عندما يسألون لمن سيصوتون، ويردون بأنهم لم يقرروا بعد، رغم شكواهم من الوضع الاقتصادي السيئ. البعض مثل دايفيد، وهو يعمل في الزراعة منذ ثلاثين عاما، ويبيع منتجاته في سوق الخضار في فلينت في ميشيغان، يقول انه ينتمي الى الحزب الجمهوري وهو سيصوت هذه المرة أيضا لمرشح الحزب جون ماكين. دايفيد يشتكي من ارتفاع اسعار المبيدات والسماد التي يشتريها لزراعة منتجاته، ويقول ان مدخوله ينخفض، ولكنه لا يلوم الحزب الجمهوري على الوضع الاقتصادي السيئ. يقول ان الازمة الاقتصادية بدأت في عهد بيل كلينتون.

بروس، هو أيضا مزارع كان يبيع منتجاته في سوق الخضار، يقول ان ارباحه انخفضت بنسبة 35 في المائة. وعلى الرغم من أنه ينتمي الى الحزب الجمهوري، إلا انه هذه المرة يبدو غير واثق من أنه سيدعم مرشح الحزب. ولكنه ايضا غير واثق من انه يريد التصويت لأوباما. يقول: «واحد كبير جدا في السن والآخر صغير جدا في السن».

ميك، شاب في الثلاثينيات من عمره، من ولاية فرجينيا، شعره أحمر طويل وله شاربان، كان يحمل على كتفيه صندوقا خشبيا. هو الوحيد الذي قالها بفم ملآن: «لا زال الوقت مبكرا لرئيس أسود... كم يشكل السود من مجموع الاميركيين؟ 20 في المائة؟ لا، الوقت لا يزال مبكرا».

لا يزال غير واضح عدد الاميركيين الذين يشاركون ميك تفكيره، وهم الاشخاص الذين لن يصوتوا لأوباما فقط لأنه أسود. ولكن استطلاعا للرأي أجرته وكالة «أب» و«ياهو»، أظهر أن ثلث البيض الذين ينتمون الى الحزب الديمقراطي، يحملون أفكارا سلبية عن السود، والكثير منهم يصف السود بأنهم «كسالى» و«عنيفون». وقال محللون علقوا على هذا الاستطلاع، إن هذا قد يؤشر الى ان عددا كبيرا من البيض قد لا يصوتون لاوباما فقط بسبب لونه.

وتقول تامار جاكوبي من معهد مانهاتن للدراسات العرقية والاثنية، انه من «المؤكد انه سيكون هناك جزء من الناخبين لن يصوتوا لأوباما لانه أسود، انما لن نعرف كم عددهم». ولكن تامار تضيف أن هذا قد لا يكون السبب الرئيس او الوحيد الذي قد يدفع الكثير من الطبقة البيضاء العاملة الى عدم التصويت لأوباما، فهناك من يعتبره أنه ليبرالي جدا، وليبراليته هذه لا يتقبلها المحافظون في الحزب الديمقراطي. وطبعا ما تقوله تامار صحيح، خصوصا إذا عدنا الى قصة جورج ماكغافورن الذي خسر أصوات الطبقة البيضاء العاملة بسبب ليبراليته المفرطة التي لم يتقبلوها. ولكن ويليام غالستون، وهو كان من كبار مستشاري الرئيس بيل كلينتون ويعمل اليوم خبيرا في شؤون السياسة الاميركية في معهد بروكينغز في واشنطن، يقول ان ميشيغان التي ظن الحزب الجمهوري قبل عدة أشهر أن هناك فرصة جيدة للفوز بها بسبب تاريخ الصراع بين السود، الذين يشكلون 18 % منها، والبيض، ويسجل اوباما اليوم تقدما كبيرا فيها بعد سحب ماكين حملته منها، توحي بان الطبقة العاملة البيضاء قد تختار في النهاية المرشح الذي يقدم لها مشروعا اقتصاديا جيدا وتغض النظر عن لونه. ويقول اوستن الغرنون ايضا، وهو خبير في شؤون الاعراق والاقتصاد من معهد السياسة الاقتصادية، ان كون أوباما أسود قد يشكل عاملا سلبيا بالنسبة لبعض البيض، وليس فقط من الذين ينتمون الى الطبقة العاملة، وهؤلاء لن يصوتوا له بسبب لونه، ولكن هذه الشريحة ليست كبيرة. ويضيف انه بالنسبة الى آخرين، فعلى الرغم من ان عرق أوباما سيشكل عاملا سلبيا، إلا ان هذا العامل لن يكون كافيا لمنعهم من التصويت له.

ببساطة، كلما ساء الوضع الاقتصادي، يقول غالستون، كان التركيز أكثر على المشروع الاقتصادي الذي يقدمه اوباما بدلا من لونه. ويرى انه حتى لو هدأت الاسواق مع بداية الانتخابات، ولم يعد الاميركيون خائفون على مدخراتهم للدرجة نفسها، إلا انهم لن ينسوا ان هناك أزمة بحاجة الى معالجة. العاصفة تكون قد مرت ولكن الاضرار التي خلفتها لم تختف. ويضيف ان الاشخاص الذين قضوا عمرهم يجمعون أموالهم واليوم أصبحوا 40 في المائة أفقر مما كانوا عليه قبل شهر.. بدأوا بالالتفات الى المرشح الذي يمكنه أن يساعدهم. الناس يائسون وبحاجة الى مساعدة.. ويبدو أن أوباما هو من يفوز بثقتهم.