الصومال: اتفاق سلام جديد يضع جدولا لانسحاب القوات الإثيوبية

نص على هدنة تبدأ الأربعاء وتشكيل قوات مشتركة والجامعة العربية غابت عن حفل التوقيع

TT

وقعت الحكومة الصومالية مع فصيل للمعارضة هو «التحالف من أجل اعادة تحرير الصومال» الذي يقوده الشيخ شريف شيخ أحمد زعيم تحالف المعارضة السابق، اتفاقا جديدا لوقف اطلاق النار بين الطرفين، تضمن للمرة الأولى جدولا زمنيا لانسحاب القوات الإثيوبية من البلاد، بعد مداولات في جيبوتي استمرت يومين برعاية الأمم المتحدة، وحضور ممثلين عن الاتحادين الأفريقي والأوروبي وعدد من الدول المهتمة بالشأن الصومالي فيما غابت الجامعة العربية عن الحدث لاسباب غير معروفة. وقلل تحالف المعارضة الصومالية الذي يتخذ من العاصمة الاريترية أسمرة مقرا له، من أهمية الاتفاق، وقال انه لا يساوي الحبر الذي وقع به. وحسب نص الاتفاق الذي تحصلت «الشرق الأوسط»، على نسخة منه، فان الطرفين سيدخلان في هدنة اعتبارا من الخامس من الشهر المقبل، واتفاق على وقف الحملات الإعلامية المتبادلة. وستبدأ القوات الإثيوبية التي دخلت الصومال عام 2006، الانسحاب على مرحلتين، الاولى في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، من بعض المدن الصومالية خاصة العاصمة مقديشو وبلدوين وتوفيق واستاد العاصمة ومصنع الباستا والمقر السابق لوزارة الدفاع الصومالية، والثانية خلال 120 يوما، من سريان الاتفاق. وتفاديا للفوضى التي من المتوقع أن يخلفها الانسحاب الإثيوبي فقد تقرر إسناد مهمة الحفاظ على الأمن في تلك المناطق لقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي بالتعاون مع قوات الحكومة الصومالية وعناصر جناح جيبوتي في انتظار بدء نشر قوات حفظ السلام الدولية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة. وسيكون على القوات الحكومية والميليشيات الموالية لجناح جيبوتي المنشق على معارضة أسمرة أن يشكلا قوات أمنية مشتركة مكونة من عشرة آلاف رجل، اعتبارا من العاشر من نوفمبر المقبل، للحفاظ على الأمن في العاصمة مقديشو وبقية المناطق الأخرى التي ستنسحب منها القوات الاثيوبية، على ان تكون جاهزة خلال فترة 45 يوما. وسيطلب من المنظمات التابعة للأمم المتحدة تولي عملية تمويل هذه القوات بدءا من الخامس عشر من الشهر المقبل. وخلال فترة لا تتجاوز 25 يوما، يتعين أن تتولى اللجنة الأمنية المشتركة زمام الأمور لضمان تنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار مع ضمان وحماية المساعدات الانسانية وتوصيلها. وعهد البيان بمناقشة كافة التفاصيل المتعلقة بهذه الموضوعات خلال عشرة أيام من توقيع هذا الاتفاق.

وقال ناطق باسم تحالف المعارضة الصومالية في العاصمة الاريترية أسمرة لـ«الشرق الأوسط» في أول تعليق له على ابرام هذا الاتفاق أن التحالف يعتبره بلا قيمة ولا يساوي الحبر الذي كتب به. واعتبر القيادي الذي طلب عدم تعريفه أن الأطراف الموقعة على هذا الاتفاق لا تستطيع ضمان تنفيذه أو وضعه على أرض الواقع، مؤكدا أن جناح جيبوتي المنشق ليس له أي وجود حقيقي وفعال على الأراضي الصومالية. واغتال مسلحون مجهولون الليلة قبل الماضية «دنيا الشيخ» الناشطة النسائية رئيسة مكتب منظمة إنسانية محلية تدعى «IDA» في الأقاليم الوسطى من البلاد. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الحادث. وهي ثاني عملية اغتيال من نوعها خلال أسبوع ضد موظفي الوكالات الإنسانية في وسط وجنوب الصومال.

وشنت حركة الشباب المجاهدين على مدى اليومين الماضيين سلسلة من العمليات الانتقامية ضد القوات الإثيوبية كما استهدفت مدينة بيداوة التي تتخذها السلطة الانتقالية مقرا له في جنوب البلاد. ومن المقرر أن تستضيف العاصمة الكينية نيروبي، اليوم ولمدة يومين اجتماعا موسعا لترويكا السلطة الانتقالية في الصومال (الرئيس والحكومة والبرلمان) في محاولة لحسم الخلافات المتصاعدة بين هذه الأطراف الثلاثة. ويسعى هذا المؤتمر لوضع خطة عمل جديدة لهذه السلطة التي ستنتهي فترة ولايتها في الربع الأول من العام المقبل.