الأميركيون العرب مأخوذون بأوباما.. ويأملون أن يتفهم مخاوفهم

جيمس زغبي يروي كيف شكك بعض الناخبين الكبار بديانة أوباما ومخاوفهم من كونه مسلما بالسر

ناشطة عربية تضع ملصقا في صالون الحلاقة التي تعمل به للتشجيع على التصويت في الانتخابات (أ. ف. ب)
TT

كان حسن يقف صامتا خلف المنصة الخشبية في دكان والده الصغير في شارع وورن في ديربورن، يستمع الى صديقين له يناقشان الانتخابات الاميركية، فيما شقيقه أحمد منشغل في نقاش آخر مع الحاجّة سنيّة حول بطاقات هاتف دولية. كريم لا يحب الحزب الجمهوري «لانه يدعس على الفقراء». وفادي يريد ان يصوت لاوباما «لانه أسود»، وهذا برأيه يعني انه سيولي الاقليات الاخرى في الولايات المتحدة اهتماما لانه هو نفسه ابن أقلية. يروق لهما أيضا ان اسم والد أوباما، حسين، شبيه بالاسماء التي يعرفونها. «الحزب الجمهوري» بالنسبة لأحمد، «يوازي الاقتصاد السيئ». الزبائن الذين كانوا يدخلون الى الدكان، كانوا يشاركون الشابين حديثهما. كلهم كانوا من مؤيدي أوباما. حتى الحاجّة سنية التي كانت من مؤيدي هيلاري كلينتون، ستصوت لاوباما، وإنْ لاسباب مختلفة. تقول انها كانت تؤيدها لانها امرأة قوية وتنتمي الى الحزب الديمقراطي، ولكنها هيلاري أوصت مؤيديها بالتصويت لاوباما، وهذا ما ستفعله.

حسن وحده بدا غير مبال بموضوع النقاش. يقول انه يعيش هنا فقط ولا يتدخل في السياسة. «بعد 11 سبتمبر وقانون الوطنية (لمكافحة الارهاب) لم تعد هناك حرية للتعبير. لم يعد بامكاننا ان نقول شيئا وإلا يجروننا للتحقيق ويودعوننا السجن من دون سبب... لهذا لا اتحدث في السياسة ولا اشارك في الانتخابات». مدينة ديربورن تقع في ولاية ميشيغان التي تعدّ المركز غير الرسمي للاميركيين العرب، وتضم أكبر تجمع للعرب في الولايات المتحدة، اذ يعيش فيها نحو 490 ألف أميركي عربي من أصل 3.5 مليون موزعين في الولايات الاخرى، ثمانون في المائة منهم مواطنون أميركيون، بحسب تعداد عن المعهد العربي الاميركي الذي يرأسه جيمس زغبي. وفي ميشيغان يشكل الناخبون الاميركيون العرب نحو 5 في المائة من اصوات الناخبين في الولاية. شارع وورن في ديربورن، يبدو شبيها بشوارع تجدها في عواصم عربية. تنتشر على جانبيه المطاعم والمخابز العربية والملاحم الحلال. وتطغى اليافطات باللغة العربية على تلك التي بالانكليزية. أسماء مثل «مخابز ياسمين» و«مطعم الارز» و«مستر فلافل» تبدو عادية في هذا المكان. حتى مركز الشرطة الذي يقع في وسط الشارع، كتب على مدخله كلمة «شرطة» بالاحرف العربية الى جانب الانكليزية. هنا، لا يخفي الاميركيون العرب تأييدهم للمرشح الديمقراطي باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية. غالبيتهم يقولون انهم سيصوتون له، ومن لن يصوت له يقول انه لن يصوت بتاتا. وعلى عكس انتخابات العام 2004 عندما صوت معظم الاميركيين العرب للمرشح الديمقراطي جون كيري، نصفهم قالوا ان السبب هو التصويت ضد جورج بوش، يبدو هذا العام ان السبب أكثر من مجرد تصويت ضد بوش.

فموجة الافكار السلبية عن الرئيس جورج بوش والحزب الجمهوري التي يشعر بها الاميركيون، يشعر بها العرب الذين يعيشون هناك أيضا. ولكن جيمس زغبي يقول إن هناك اسبابا اكثر من ذلك تدفع العرب لتأييده. فبالاضافة الى الاسباب البديهية، مثل اسمه، باراك حسين وكونه ينتمي الى الاقلية السوداء، والكاريزما التي يتمتع بها والتي تلعب دورا كبيرا في جذب الناخبين، خصوصا من هم في عمر الشباب، يقول زغبي ان الناخبين العرب يشعرون هذه المرة بأن هناك من يستمع اليهم «هناك مرشحون تجاهلونا في الماضي ورفضوا تبرعاتنا، وهناك من استمع الينا. نحن نفضل ان يتم الاستماع الينا، حتى ولو للحصول على اصواتنا». ويؤكد زغبي، وهو من المندوبين الكبار في مؤتمر الحزب الديمقراطي، أن اوباما يولي الاميركيين العرب اهتماما خاصا، لم يشهده الاميركيون العرب منذ زمن بعيد. ويشير الى تعيين الحملة لرشيدة طليب، وهي محامية من ديربرون، للتواصل مع الجالية العربية، بعد استقالة مازن أصبحي بعد تقارير عن ارتباطه بجماعات اسلامية متطرفة. ويقول الزغبي أيضا إن الحملة خصصت على الموقع الالكتروني الخاص بأوباما، صفحة عن الاميركيين العرب دون غيرهم من الاقليات والاثنيات الاميركية. وتوجه اليهم أيضا برسالتين مسجلتين، والتقى بقادتهم في تجمع في ميشيغان. الشيخ حسن قزويني، رئيس المركز الاسلامي في اميركا، كان من بين الذين التقلوا اوباما عندما زار الاخير الولاية. لم يتجاوز لقاءهما المنفرد الدقائق الخمس، ولكن هذه الدقائق كانت كافية لكي تطمئن الشيخ بان اوباما «يتفهم مشاعر المسلمين». بدا له اوباما أنه «مهتم بقضايا المسلمين في الولايات المتحدة، وأبدى رغبة بالتعاون معهم». وأضاف ان اوباما قال له انه اذا فاز بالرئاسة، فانه سيصبح «رئيسا لكل الاميركيين». ومقابل التفهم والتقبل اللذين يشعر بهما الاميركيون العرب مع اوباما، يزعجهم عدم اكتراث الحزب الجمهوري بهم. ولكن هناك أقلية من الاميركيين العرب الذين يؤيدون الحزب الجمهوري. ميلاد زعرب مثلا، هو من مؤيدي ماكين. أسس التحالف الاميركي ـ اللبناني مع صديقين آخرين له، وهو من المقربين من ادارة بوش. ميلاد لبناني ترك لبنان منذ 35 عاما، ويملك شركة معدات هندسية في ميشيغان. يقول انه لطالما صوت للحزب الجمهوري، وهو لن يغير هذه المرة. يرى ان «الحزب الديمقراطي ضعيف في القضايا الخارجية»، وهذا بالنسبة الى ميلاد أهم من القضايا الاخرى. ولكن زغبي يقول ان حملة ماكين اختارت التواصل مع مجموعة معينة من الاميركيين العرب، مع «اقلية من اللبنانيين من المحافظين الجدد الذين كانوا مقربين من ادارة بوش، وهم يتمسكون بهم»، ولكن هؤلاء ـ يضيف الزغبي ـ «لا يمثلون كل الاميركيين العرب».

الشيخ قزويني الذي يقول ان المركز الاسلامي يتواصل مع نحو عشرة آلاف مسلم في ميشيغان، هو أيضا يؤكد ان ماكين لم يحاول التواصل مع الاميركيين العرب والمسلمين في ميشيغان، «يبدو انه لا يكترث بالامر على الاطلاق». ويبدو ان شعبية أوباما بين الاميركيين العرب لم تخفت، رغم اصراره واصرار حملته على نفي الشائعات بأنه مسلم بالسر أكثر من مرة، وبعد حادثة ابعاد فتاتين محجبتين من خلف المنصبة الرئيسية في احد التجمعات الانتخابية. يقول قزويني «ان المسلمين لا يخلطون بين العاطفة والعقل، وهم يتفهمون بأن متطوعين في حملة اوباما هم من طردوا الفتاتين وليس اوباما، وانه هو نفسه اتصل بهما واعتذر منهما. هناك شائعات بأنه مسلم، والمتطوعون في حملته ظنوا ان ظهور الفتاتين محجبتين خلفه قد يعزز هذا المفهوم... ونحن نتفهم الامر». وكون اسم والد باراك اوباما هو حسين، لا يشكل عامل جذب مهما بالنسبة للاميركيين المسلمين، بقدر ما يتصور البعض، يقول قزويني، «لان اوباما أكد انه ليس مسلما وانه مسيحي ملتزم». يقول إن ما يجذب المسلمين اليه، ليس والده المسلم، بل برنامجه وحديثه عن الحريات العامة واحترام الاقليات وارادة التعاون مع المسلمين.

وقد يكون اسم والد اوباما شكل عامل جذب ضئيلا بالنسبة للاميركيين المسلمين، الا انه جلب اليه متاعب كثيرة مع الاميركيين اليهود والمسيحيين من الطبقة العاملة الذين يجد اصلا صعوبة في التواصل معهم، وخصوصا بعد أن عمدت حملة جون ماكين على رفع ملصقات كتبت فيها اسم اوباما الثلاثي. ولكن زغبي يؤكد أيضا ان اسم باراك حسين لم يكن فقط يخيف هذه الفئات، بل حتى بعض المندوبين الكبار في مؤتمر الحزب الديمقراطي. ويروي انه خلال الانتخابات التمهيدية، كان يجري اتصالات مع مندوبين كبار في المؤتمر كونه واحدا منهم، لاستطلاع عدد مؤيدي اوباما، «وحتى هؤلاء المندوبين، الذين يفترض أنهم من قادة الحزب، كانوا يترددون ويقولون انهم يتلقون رسائل الكترونية تقول ان اوباما مسلم بالسر وأنه يكذب بشأن ديانته وعرقه...». ويضيف ان الناس كانوا يصدقون هذه الشائعات لانها كانت «سامة»، ولم يكن مطلقوها يقولون فقط إنه مسلم، بل انه «عميل مسلم» وأنه يكذب بهذا الشأن لانه «المرشح المنشوري». و«المرشح المنشوري» هو أصلا كتاب لريتشارد كوندون صدر في العام 1959، وصور فيلمين في العام 1962 وفي العام 2004، ويروي قصة رجل يتعرض لغسل دماغ على يد الحزب الشيوعي الذي يدربه ليصبح قاتلا من دون أن يعرف. ومنشوري نسبة الى منشوريا، منطقة في شمال شرقي الصين حيث يفترض ان الرجل تعرض لعملية غسل الدماغ. ويقول زغبي انه بسبب هذه «الشائعات المسمّة» التي كانت تؤثر حتى على المندوبين الكبار، والتي شكلت مصدر قلق كبير للحملة، اضطر اوباما ان ينفي انه مسلم.

وفي فبراير (شباط) من العام الحالي، وبعد ان كان اوباما قد ذكر أكثر من مرة أنه مسيحي مؤمن وملتزم، وردا على السؤال التالي من صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية: «هناك قلق يشعر به بعض قادة الاميركيين اليهود من أنك قد تكون أكثر تعاطفا مع العرب بسبب خلفيتك المسلمة»، قال أوباما: «من الضروري اولا ان نبين الوقائع. الوقائع هي التالية: أنا لست مسلما ولم أكن ملسما أبدا. لم اذهب أبدا الى مدرسة اسلامية. لم اقسم اليمين في الكونغرس على القرآن. أنا مسيحي ملتزم. عشت في اندونيسيا لاربع سنوات عندما كنت طفلا وكنت اذهب الى مدارس علمانية. اقسمت اليمين عندما استلمت منصبي في الكونغرس على انجيل العائلة». وتابع ليؤكد التزامه بأمن وصداقة اسرائيل في حال انتخابه.

واذا كان اللغط حول ديانة اوباما لم يزعج الاميركيين المسلمين، الا ان ما بدأ فعلا يزعجهم هو استعمال كلمة «عربي» للترهيب، في وقت لا يزال فيه الاميركيون العرب يشكون من التمييز الذي يعانون منه بعد 11 سبتمبر (أيلول). مقدم البرامج الاذاعية، لوش ليمبو، وهو جمهوري من المحافظين المتطرفين، قال إن اوباما عربي. وبعد ذلك بأسبوع رددت امرأة في تجمع انتخابي القول، فرد عليها ماكين بالقول: «لا يا سيدتي هو رجل عائلة محترم». جيمس زغبي الذي يعرف ماكين جيدا، قال انه يعتقد ان ماكين لم يفكر جيدا عندما أجاب. ووصف اجابته بأنها «مخيفة وساذجة»، وقال انها اثارت استياء كبيرا بين الاميركيين العرب.

وكتب زغبي أيضا تعليقا على الامر: «نشعر بانزعاج كبير للدرجة التي أصبح بها العرب يستعملون كتعبير مجازي لإهانة الخصم. الاسبوع الماضي أصدر التجمع الجمهوري اليهودي تقريرا استعملوا فيه تعبير «مؤيد للعرب» على انه اتهام سلبي، وروش ليمبو انضم الى هذه الموجة وقال ان اوباما هو اميركي عربي. ثم بعد ذلك ان رددت احدى مؤيدات ماكين الامر، رد ماكين دفاعا عن خصمه بالقول: لا، هو رجل عائلة محترم... ومن هنا لم يبق لنا إلا ان نستنتج أن الرجل العربي هو أقل من رجل عائلة محترم». وأضاف: «لقد اكتفينا! منذ بداية الحملة يستعمل المسلكون والعرب كاداة لتشويه صورة اوباما. ونحن نشجب هذا الاسلوب من التعصب واذكاء العنصرية لأجندة سياسية... هذه لعبة خطرة... قد تؤذي أشخاصا أبرياء». والحديث عن العرب والخوف منهم جاء في وقت لا يزال فيه الاميركيون العرب يروون قصصا عن التمييز الذي يتعرضون له لانهم من أصول عربية، ليس مع السلطات بل في حياتهم اليومية. بعضهم يواجه الامر بإخفاء هويته، مثل عبد النبي مثلا، وهو شاب بالغ من العمر 25 عاما، غيّر اسمه الى الكس. لا يتحدث بالعربية، ولا يذكر أنه من أصول عربية.

وبعضهم يختار المواجهة. راي مثلا، وهو في الثامنة والثلاثين من العمر، يملك ثلاثة مطاعم في انحاء ميشيغان، ولد في ميشيغان لابوين لبنانيين ولكنه لا يتحدث العربية. يروي حادثة حصلت له مع احدى العاملات في مطعم «ويمبي» في ديربورن، عندما اصطحب ابنته لشراء هامبرغر لها. يقول ان المرأة التي كانت تجلس على شباك الخدمة السريعة لم تعره اهتماما عندما وصل ليطلب، وعندما سألها ما الامر، ردت بتأفف. وبعد دقائق من الجدال، ظهرت امرأة خلفها، وصرخت فيه: «لما لا تعود من حيث أتيت؟ عد الى العراق!».

لم يتحدث اليها راي بالعربية، ويقول ان لا شيء يدل على انه عربي، سوى بشرته السمراء. رد عليها قائلا انه «اميركي مائة بالمائة» مثلها تماما... وفي النهاية رفع شكوى عليها وعلى المطعم يطالب فيها، ليس بتعويض مالي، بل بتدريب العاملين على احترام الاثنيات المختلفة.

قد لا يكون التمييز الذي لا يزال يتعرض له الاميركيون العرب السبب الرئيسي الذي يدفعهم لدعم أوباما، في ظل الازمة الاقتصادية التي أصبحت في مطلع اهتمامات كل الاميركيين، عرب وغير عرب، ولكنه من دون شك أحد الاسباب. فالحديث عن قانون مكافحة الارهاب والحد من حرية التعبير، اخبار غالبا ما تتكرر على ألسنة الاميركيين العرب، خصوصا الشباب منهم. الشيخ محمد مرديني من المركز الاسلامي الاميركي في ديربورن، وهو من مؤيدي المرشح الديمقراطي وناشط في الحزب، يتحدث أيضا عن التمييز الذي يتعرض له العرب والمسلمين، ويقول بغضب ان «الاميركيين العرب ليسوا عملاء بل اميركيون... يخافون من التفكير بأنه مشكوك فيهم... اوباما على الاقل لا يستعلمهم لجذب اصوات الاميركيين الباقين... هم يعرفون من هم أعداؤهم، ليسوا الاميركيين العرب». والشيخ قزويني يقول ان العرب يشعرون بأنهم «مشكوك في ولائهم مع الجمهوريين».

ويقول كريم شورى من لجنة مكافحة التمييز ضد الاميركيين العرب، ان السياسات التي اعتمدت في الحرب على الارهاب أثرت من دون شك على الاميركيين العرب. وعلى الرغم من ان التمييز الذي يتعرضون له اليوم لم يعد عبارة عن ممارسة العنف ضدهم والاعتداء على املاكهم كما حصل مباشرة بعد 11 سبتمبر (أيلول)، الا ان هناك أمورا أخرى يتعرضون لها يوميا مثل استجوابات طويلة بعد كل رحلة يقومون بها الى الشرق الاوسط، ولائحة الاسماء المراقبة المصنفة على اساس عرقي، والتي تعرض الكثيرين لتحقيق طويل فقط بسبب تشابه الاسماء، وقضايا الترحيل الاجباري. ويتحدث كريم أيضا عن كتيب توجيهي جديد سيصدر عن المدعي العام في الاول من ديسمبر (كانون الاول)، ويتضمن توصيات جديدة لمكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) تدمج فيها التحقيقات الجنائية بالتحقيقات المتعلقة بالامن القومي، وهذا ـ يقول كريم ـ يعتبر مصدر قلق كبير للكثير من الاميركيين العرب، لان تاريخ السفر سيؤخذ في عين الاعتبار، وهذا يعني ان كل شخص سافر الى وطنه الام، لبنان او فلسطين، سيتم استجوابه حول علاقاته بحماس وحزب الله.

وعلى الرغم من ان الرئيس الجديد الذي يدخل البيت الابيض يحق له أن يغير المدعي العام، الا ان كريم لا يبدو متفائلا كثيرا بالامر. ويقول ان الاجراءات القانونية لتغييره قد تأخذ أشهرا وتغيير السياسات التي اعتمدها سلفه قد تأخذ سنين، هذا اذا كانت له الارادة بتغيير هذه السياسات. ولكن سجل أوباما في قضايا حقوق الانسان يطمئن أكثر من سجل ماكين غير الواضح، يقول كريم «هذا ما يجعلنا نأمل ان المدعي العام الجديد قد يعتمد سياسات مختلفة». بين عدم المبالاة، التي يعبر عنها حسن، الشاب الذي كان يستمع الى اصدقائه وزبائن المحل في شارع وورن يتحدثون عن الانتخابات، بسبب التمييز الذي يتعرض له الاميركيون العرب بعد 11 سبتمبر، والحماسة التي ترافق الكثيرين مثل كريم وفادي، لم ينس الكثيرون بعد كيف خذلهم جورج بوش في العام 2004، عندما جاء الى ميشيغان وخطب فيهم ووعدهم بانه اذا انتخب لن يلجأ الى استعمال الادلة السرية لترحيل غير الشرعيين منهم... وبعد 11 سبتمبر بدأ الترحيل الجماعي. هذه المرة، لا يزال البعض يتخوف من توقع تغييرات مع أوباما إذا فاز، ولكن كما قال الشيخ قزويني، اذا لم يكن هناك تفاؤل، فعلى الاقل ليس هناك تشاؤم معه. ولكن آخرين مثل كريم وفادي، يبدون أكثر تفاؤلا، «لان أوباما مختلف». وجيمس زغبي يأمل أن يعين أوباما اميركيين عربا في ادارته في مراكز مهمة اذا فاز، وقال انه بدأ بتجميع سير ذاتية لأشخاص كفوئين تحضيرا للقائهم ، كما تفعل الاقليات الاخرى.