بلجيكا: مهاجرون يشكلون حزبا إسلاميا للمشاركة في الانتخابات

مغربيان: الوقت غير مناسب لتشكيل الحزب الآن.. ولكن سنشارك ضمن لائحة «مسلم»

TT

يستعد عدد من المهاجرين الأجانب في مدينة انتويرب البلجيكية، للإعلان عن تشكيل حزب إسلامي سياسي، وخوض الانتخابات المقبلة المقررة في 2012.

وقالت وسائل اعلام بلجيكية، أمس، إن عددا من المهاجرين الأجانب يجهزون الآن لإطلاق حزب إسلامي سياسي للمشاركة في الانتخابات المقبلة، وسيركز الحزب الجديد على مساعدة المهاجرين، وخاصة من أبناء الجاليات المسلمة، لإيجاد حلول للمشاكل التي يواجهونها في المجتمع البلجيكي، وربما سيكون أكثر تلك المشكلات، الحظر المفروض في بعض المدن على ارتداء الحجاب، في المصالح والمؤسسات والمرافق العامة وبعض المدارس، وخاصة أن الحجاب أصبح منتشرا وبشكل لافت للنظر بين الفتيات والسيدات من الجاليات المسلمة.

وان هناك قناعة بين المهاجرين الأجانب، ان السلطات الحكومية لم تفعل الخطوات اللازمة والإجراءات المطلوبة، لحل مشاكل يعاني منها الأجانب، وخاصة من المسلمين، في المجالات المختلفة، وبالأخص في مجال توفير فرص العمل او مشاكل التعليم.

وتوصلت «الشرق الأوسط» أمس بعد لقاءات مع عدد من الفعاليات والشخصيات الناشطة في مجال العمل الاسلامي والاجتماعي، إلى معرفة من يقف وراء انطلاق هذا المشروع، وهما شابان من اصول مغربية احدهما يدعى سيدي حبيبي محمد والآخر يدعى أمير الكبداني.

وفي اتصال هاتفي مع سيدي حبيبي قال «لقد سبق ان اتخذنا خطوة في هذا الاتجاه منذ عدة سنوات، وخرجنا بلائحة تشكل نواة للحزب الاسلامي، الذي نحن بصدد تأسيسه، ووجدنا ان الوقت غير مناسب لكي يخرج الحزب الجديد الى النور، وشاركنا في الانتخابات المحلية الماضية، التي جرت في 2006، في مقاطعة انتويرب وحصلنا على 1800 صوت والحمد لله كنا في المرتبة الثانية بين الاحزاب الصغرى، التي خاضت الانتخابات، وذلك بالرغم من المشاكل والمعوقات التي وضعتها الاحزاب الاخرى أمامنا، ومحاولات التضليل التي قام بها ما أطلقنا عليهم اسم (البلجيكيين الجدد)، لجعل الناخب المسلم يصوت لحزب آخر، وهذا الى جانب العجز المالي وبالتالي الاعلامي، وأدى الأمر الى اننا بسبب صوتين فقط، لم نحصل على مقعد في داخل مجلس بلدية بورغر هاوت، التي تقطنها غالبية كبيرة من العرب والمسلمين وخاصة من المغاربة والأتراك».

وأضاف سيدي حبيبي قائلا «نحن الآن بصدد اصدار لائحة جديدة، ولكن لائحة مجمعة على مستوى مقاطعة انتويرب بصفة عامة، وتحمل اسم لائحة (مسلم)، وستكون البداية في انتويرب، وسأعتمد على أصوات الناخبين العرب والمسلمين، وايضا البلجيكيين الذين يعرفون جيدا من يقف وراء اللائحة الجديدة، وخبرتنا ومشاركاتنا، وبرنامج عملنا، الذي يخدم ايضا الطبقات المسحوقة في المجتمع البلجيكي».

ويضيف سيدي حبيبي، انه سيركز على ملف الحجاب وسيكون بمثابة الفرس الذي سنمتطيه ونطالب بمساواة المرأة المسلمة بالبلجيكيات في العمل وغيره، وهذا حقا مشروع ولا يتنافى مع الديمقراطية. وبعد اسبوعين من الآن سنعلن كل الاجراءات والتفاصيل، حول الخطوات القادمة من خلال مؤتمر صحافي». ويقول سعيد مادوشي رئيس اتحاد المساجد في المناطق الفلامنية لـ«الشرق الاوسط» سيدي حبيبي سبق ان تحدث معي قبل عامين في هذا المشروع، وقلت له ان الوقت غير مناسب والمهم الآن هو توحيد كلمة المسلمين، والذين يعانون في الوقت الحالي من محاولات التفرقة والتمزيق، ولا بد من إيجاد حلول للمشاكل بين الهيئة التنفيذية واتحادات المساجد وقضايا اخرى، وبعدها نتحدث عن حزب إسلامي، واعتقد ان المجموعة التي يقودها سيدي حبيبي محمد يمكن ان تحصل على أصوات من الجالية المسلمة، وخاصة انه يعرض الدفاع عن قضايا مثل الحجاب وغيره، ولكن لا أعتقد انه سيحصل على نجاح كبير، لأن أصوات الجالية المسلمة لوحدها لا تكفي لدخول المؤسسات التشريعية، وسبق ان حاول ابوجهجه في الماضي نفس الشيء ولكن تحالف مع الشيوعيين ولم تنجح التجربة.