أوباما وماكين يصارعان الوقت لحسم الولايات المتأرجحة

المرشح الديمقراطي يتقدم في فرجينيا وبيل كلينتون إلى جانبه للمرة الأولى

اوباما محاطا بعناصر من حملته في كولورادو (أ ف ب)
TT

يعمل المرشحان الديمقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين ضد عقارب الساعة في محاولة لكسب التأييد في الولايات المتأرجحة في وقت شرع فيه اوباما وماكين بالفعل في تشكيل ادارتهما المقبلة في حالة الفوز. وقال جمهوريون امس إن معركة ماكين ونائبته سارة بالين عسيرة جداً للفوز بالرئاسة، وقال السيناتور الجمهوري جون كيل الذي يمثل ولاية اريزونا في مجلس الشيوخ وهي ولاية ماكين «لسوء الحظ اعتقد ان جون ماكين ربما يضاف الى لائحة الاشخاص الذين من ولاية اريزونا وترشحوا للرئاسة لكن لم يحدث ان انتخبوا».

من جانبه، اعلن امس ماكين ان سياسته الاقتصادية ستحدث قطيعة مع سياسة الرئيس الحالي جورج بوش، مؤكداً انه سيضع قيوداً كبيرة على الانفاق الحكومي، وقال ماكين امس في مدينة كليفلاند «كلانا لا نوافق على سياسة بوش الاقتصادية وسأعمل على وضع الانفاق الحكومي تحت السيطرة». واشار الى ان خطته الاقتصادية ستؤدي الى خلق ملايين الوظائف وحماية الادخار وجعل البورصة ترتفع من جديد. وكان ماكين قد عقد امس اجتماعاً مع مستشاريه الاقتصاديين بما في ذلك منافسه الجمهوري السابق ميت رومني، وهو رجل اعمال ناجح ومن البارزين في المجال الاقتصادي في الحزب الجمهوري.

واصبحت ولايات بنسلفانيا وفرجينيا وفلوريدا ونيفادا وكولورادو واهايو محط اهتمام حملة الجانبين، وذلك بسبب استطلاعات الرأي المتضاربة في بعض الاحيان حول توجهات الناخبين في هذه الولايات. يشار الى ان هذه الولايات كانت قد صوتت لصالح الرئيس الحالي جورج بوش في انتخابات عام 2004 ، باستثناء بنسلفانيا.

وكان المرشح الديمقراطي جون كيري قد فاز في بنسلفانيا التي يمثلها 21 مندوباً، ولم يحدث ان صوتت لصالح الجمهوريين منذ عام 1988، وعلى الرغم من تقدم اوباما فإن الفارق ضئيل بينه وبين ماكين. وأفاد استطلاع نشرته امس صحيفة «واشنطن بوست» ان اوباما يتقدم في ولاية فرجينيا بحوالي ثماني نقاط على منافسه ماكين، وعبر المشاركون في الاستطلاع عن اعتقادهم بان اوباما يمكن ان يحقق التغيير المنشود في واشنطن، كما انه قادر على مواجهة التحديات الاقتصادية، واشارت الصحيفة الى ان الناخبين يرون ان اوباما «نزيه وجدير بالثقة». وقامت امس سارة بالين المرشحة لمنصب نائب الرئيس بجولة في فرجينيا، وعقدت قبل ذلك اجتماعاً مع السفير الاسرائيلي في واشنطن سالي ميردور واعتذرت للسفير عن الاجتماع به متأخراً وقالت إنها تتطلع للعمل مع الوكالة اليهودية (ايباك)، بدون ان توضح ما إذا كان القصد هو كسب اصوات اليهود في فرجينيا.

وسعى امس اوباما في اوهايو الى إنهاء الجدال السياسي مع ماكين وقال إنه «يرفض السياسات التي تقسم الامة من أجل كسب الانتخابات». وتحظى كل من اوهايو وبنسلفانيا باهتمام شديد من طرف المرشحين، خاصة ان أرقام الاستطلاعات متقاربة بينهما الى حد كبير في الولايتين. ويقول الاميركيون «يذهب التاريخ في الاتجاه الذي تذهب اليه اوهايو» ولم يحدث ان فاز مرشح ديمقراطي بالرئاسة بدون ان يفوز في ولاية اوهايو التي يمثلها 20 مندوباً في الهيئات الانتخابية. وتعاني هذه الولاية منذ هجمات سبتمبر 2001 من الكساد الاقتصادي وفقدت حتى الآن 250 الف وظيفة منذ ذلك الوقت وهي تعرف اكبر حجم بطالة في اميركا، لذلك ركز اوباما امس على الاوضاع الاقتصادية. وسينتقل اوباما غدا الاربعاء الى ولاية تعرف بدورها تنافساً حاداً بين المرشحين وهي ولاية فلوريدا، وسيحضر الى جانب اوباما لاول مرة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون. وكان ماكين قد قام بدوره بحضور تجمعات انتخابية في اوهايو وانتقل الى بنسلفانيا ثم يتوجه بدوره الى فلوريدا. واعتمد المرشح الجمهوري خطاباً تحذيرياً في اواخر ايام أطول حملة انتخابية في التاريخ الاميركي، وقال إن انتخاب اوباما سيعني هيمنة الديمقراطيين ورفع أغلبيتهم في الكونغرس وهو ما يعني زيادة الضرائب مما يعني تفاقم الازمة الاقتصادية. وأضاف «يعمل منافسنا بالتنسيق مع بيلوسي ( نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب ) وهاري ريد (زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ) لرفع الضرائب والهزيمة في العراق ولن نسمح لذلك بان يحدث».

وكان باراك أوباما قد دعا امس الناخبين الاميركيين الى «قلب الصفحة» فيما يتعلق بسياسات ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش، فيما أكد رسالته الرامية للتغيير في كلمته الختامية في الحملة الرئاسية.

وفيما لم يبق سوى ثمانية أيام على يوم الانتخابات ألقى سيناتور ولاية ايلينوي باللوم في أكبر أزمة مالية على بوش وقال ان أسلوب المرشح الرئاسي الجمهوري جون ماكين في التعامل مع الاقتصاد سيكون مماثلا لاسلوب بوش.

وقال أوباما في مقتطفات من كلمته التي سيلقيها في وقت لاحق في مدينة كانتون بولاية أوهايو «السيناتور ماكين خدم هذا البلد بشرف. ويمكن أن يشير الى مرات قليلة خلال السنوات الثماني الماضية اختلف فيها مع جورج بوش ـ حول التعذيب على سبيل المثال» كما نقلت وكالة رويترز.

وأضاف «يستحق التقدير لهذا السبب. لكن عندما يتعلق الامر بالاقتصاد ـ عندما يتعلق بالقضية الرئيسية لتلك الانتخابات ـ فان الحقيقة المؤلمة هي أن جون ماكين ساند هذا الرئيس في كل خطوة خطاها».

وتقدم أوباما بفارق خمس نقاط على ماكين بين الناخبين الاميركيين المحتملين في استطلاع منفصل للرأي لرويترز وسي ـ سبان ومعهد زغبي نشرت نتائجه امس.

من جانب اخر، اصبح الديمقراطيون الذين يتمتعون بالاغلبية في الكونغرس الاميركي منذ عام 2006 على اعتاب فرض سيطرتهم الكاملة عليه، اذ ترجح الاستطلاعات نجاحهم في انتزاع مقاعد اضافية من الجمهوريين خلال انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي تجرى في نفس الوقت مع انتخابات الرئاسة في الرابع من نوفمبر المقبل.

وستجرى الانتخابات على مقاعد مجلس النواب الـ 435 وعلى 35 من المقاعد المائة لمجلس الشيوخ. ويرجع تقدم الديمقراطيين، في الاستطلاعات المتعلقة بانتخابات الكونغرس، الى نفس اسباب تقدم مرشحهم باراك اوباما في انتخابات الرئاسة وهي قلق الناخبين من الاوضاع الاقتصادية وتراجع شعبية الرئيس جورج بوش والحزب الجمهوري بشكل عام.