نيوزيلندا: زراعة خلايا حيوانية حية في الإنسان لعلاج مرض السكري

بحث يبعث الأمل في نفوس 30 مليون مصاب في الغرب

TT

وافقت نيوزيلندا على إجراء تجارب على عمليات زرع خلايا حيوانية للمرضى المصابين بمرض السكري من النوع الأول في بحث ثوري يبعث الأمل في حياة طبيعية لثلاثين مليون مصاب بالمرض في العالم الغربي.

وسيتلقى أول ثمانية مرضى خلايا بنكرياس من خنازير في مستشفى ميدلمور بأوكلاند في مطلع العام المقبل، وإذا نجحت هذه العملية فقد تتم الموافقة على تعميم استخدام هذا العلاج في غضون ثلاث سنوات.

ونقل خلايا حيوانية حية للإنسان فيما يعرف بعمليات نقل الأعضاء والخلايا والأنسجة من نوع إلى نوع مازال يثير جدلا على نطاق واسع. وتم إيقاف التجارب الأولية في أوكلاند عام 1996 وسط مخاوف من أن تصيب فيروسات الخنازير الإنسان وفرضت أستراليا عام 2005 حظرا مدته خمس سنوات على العملية على أساس أنه لم يتم التحقق من سلامتها.

وبعد مداولات طويلة وافق وزير الصحة النيوزيلندي ديفيد كونليف على إجراء تجربة إكلينيكية يوم 21 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري بعد 18 شهرا من إجازة هيئة الأدوية والأدوات الطبية في وزارته إجراء العملية. والسكري من النوع الأول مرض يصيب المناعة الذاتية وعادة ما يحدث في مرحلة الطفولة ويدمر خلايا البنكرياس الذي ينتج الأنسولين وهو هرمون ضروري. وبعد ذلك يعتمد ضحاياه على حقن الأنسولين التخليقي بقية حياتهم وغالبا ما يواجهون مضاعفات بينها العمى والحاجة إلى بتر أطراف مصابة. ويقوم العلاج على أخذ خلايا منتجة للأنسولين من بنكرياس خنزير حديث الولادة وطلائها بمادة هلامية مستخلصة من طحلب بحري لحمايتها من الجهاز المناعي للإنسان ثم زرعها في بطن المريض. لكن هذه الخنازير ليست عادية فهي من سلالة خنازير أوروبية تم التخلص منها بإطلاقها على جزر أوكلاند في المنطقة شبه القطبية على بعد أكثر من 300 كيلومتر إلى الجنوب من نيوزيلندا وهي الآن غير مأهولة، وهذه الخنازير خالية من الأمراض إذ هي تعيش في عزلة منذ ما يزيد على 200 عام. وستقوم شركة ليفنج سيل تكنولوجيز التي ستجري التجربة بإنشاء مزرعة خنازير قرب إنفركارجيل في جزيرة ساوث آيلاند في نيوزيلندا لتربية