الانتخابات الأميركية ـ أوباما يعول على الأحفاد لكسب معركة الاجداد في الصوت اليهودي

أغلبية اليهود يصوتون للحزب الديمقراطي.. لكن الأقلية التي تفضل ماكين قد تلعب دورا حاسما في فلوريدا

اميركيون يهود في احدى تظاهراتهم في نيويورك (رويترز)
TT

في وسط شارع «ألدريدج» الواقع في شرق مانهاتن، والذي يضج بفوضى الألوان والكلمات الصينية، يرتفع كنيس قديم يبدو دخيلا على المكان. فهنا، في الحي الصيني لمدينة نيويورك، أصبح الصينيون هم الذين يشكلون أكثرية السكان منذ ان بدأوا يتوافدون بكثرة في منتصف التسعينيات، ودفعوا باليهود الذين كانوا مستقرين في المنطقة الى الابتعاد عنها والتمركز في مناطق أخرى في المدينة.

تحول دراماتيكي لحق بمحيط الكنيس منذ افتتاحه في عام 1887، شبيه بذاك الذي شهده توجه الصوت اليهودي في الانتخابات الاميركية منذ ذلك الحين. ففي الفترة نفسها التي بدأ فيها الصينيون يتمركزون في محيط الكنيس ويدفعون باليهود الى المغادرة ويبنون عالما شبيها بعالمهم، كان الصوت اليهودي قد بدأ ينقلب من الحزب الجمهوري الى الحزب الديمقراطي بسبب متغيرات سياسية رافقت وصول الموجة الثانية من المهاجرين اليهود من أوروبا في عام 1880، والذين كانوا اكثر ليبرالية من أسلافهم.

وبعد عشرات السنوات من دعم اليهود للحزب الجمهوري في القرن التاسع عشر، اصبح الرئيس ثيودور روزفلت الذي حكم لولايتين متتاليتين من عام 1901، هو الرئيس الجمهوري الاخير الذي سيحظى بدعم يهودي يذكر. وكان الرئيس وودرو ويلسن الذي انتخب في عام 1913 لولايتين، هو الذي لعب دورا اساسيا في تحويل الصوت اليهودي الى الحزب الديمقراطي. فعين أولا قاضيا يهوديا هو لويس برانديس في المحكمة العليا. ثم أعلن دعمه لوعد بلفور وإقامة دولة يهودية في الاراضي الفلسطينية، وأدان معاداة السامية التي كانت رائجة في ذلك الوقت، وكان هذان القراران الأخيران هما الأساسيان في كسب الحزب الديمقراطي لأصوات اليهود منذ ذلك الحين.

وفي عام 1940، صوت 90 بالمائة من الناخبين اليهود لفرانكلين روزفلت الذي تابع سياسة ويلسن تجاه اليهود وأدان ملاحقة هتلر لهم. وحظي الرئيس هاري ترومان الذي تلاه بتأييد وصل الى 75 في المائة من أصواتهم، وفي عام 1960 صوت 83 في المائة منهم لجون كينيدي. وحتى عندما رشح الحزب الجمهوري في عام 1964 باري غولدووتر الذي كان والده يهوديا، لم يتمكن الجمهوريون من استعادة الصوت اليهودي، فصوت 90 في المائة من الناخبين اليهود لخصمه ليندون جونسون.. الى ان جاء الجمهوري رونالد ريغان في عام 1980 وتمكن من جذب نحو 40 في المائة من اصوات الناخبين اليهود، مقابل 45 في المائة فقط صوتوا للديمقراطي جيمي كارتر الذي رأى فيه اليهود داعما للعرب على حساب اسرائيل. فهجروه في ولايته الثانية بعد ان صوتوا له في ولايته الاولى بنسبة 71 في المائة. إلا ان المرشحين الديمقراطيين الذين تلوه، بيل كلينتون وآل غور وجون كيري، تمكنوا من استعادة الصوت اليهودي وحصلوا على تأييد وصل الى الـ80 في المائة.

اليوم، وبعد مرور 28 عاما على هجرة اليهود القياسية لمرشح ديمقراطي في القرن العشرين، قد يعود هؤلاء الناخبون ويهجرون مرشحا ديمقراطيا آخر بالنسبة نفسها أو أقل بقليل. ويتوقع غاري روزانبلانت، رئيس تحرير صحيفة «جويش ويك» في نيويورك، أن يصوت الاميركيون اليهود في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني)، بنسبة قد تصل الى 35 في المائة للمرشح الجمهوري جون ماكين مقابل الـ40 في المائة الذين صوتوا لريغان.

ولكن على الرغم من ان «الصوت اليهودي» سيصب بأغلبيته لدى الديمقراطيين، إلا ان الأقلية التي تميل للحزب الجمهوري، قد تشكل كل الفرق.

ففي نيويورك التي تضم أكبر تجمع لليهود خارج اسرائيل، يعتبر اليهود فيها ليبراليين ويصوتون عموما للحزب الديمقراطي، ويشكل هؤلاء أغلبية الناخبين اليهود. وبحسب احصاءات نشرها مركز القدس للشؤون الخارجية، فان 73 في المائة من الناخبين اليهود يصفون أنفسهم بأنهم ليبراليون أو معتدلون، فيما يقول 23 في المائة إنهم محافظون.

ويتركز اليهود المحافظون، او الارثوذوكس، الذين يميلون أكثر للحزب الجمهوري، خارج نيويورك. وقد يكون التجمع الاكثر تأثيرا لهم، في ولاية فلوريدا حيث يعلق المرشحون أهمية على كل صوت انتخابي، خصوصا اذا ما كانت النتائج متقاربة بشكل كبير كما حصل في انتخابات عام 2000 بين آل غور وجورج بوش، عندما قررت مقاطعات صغيرة في فلوريدا اسم الفائز. وهناك شريحة أخرى من الناخبين اليهود المستقلين الذين يقررون دعم مرشح الحزب الجمهوري او الديمقراطي بحسب سجله وتاريخه. وبحسب احصاءات نشرها المركز الاسرائيلي نفسه، فان 50 في المائة من الاميركيين اليهود يقولون انهم ينتمون الى الحزب الديمقراطي، مقابل 13 الى 17 في المائة يؤيدون الحزب الجمهوري، و30 الى 35 في المائة مستقلون.

وعلى الرغم من أن نسبة اليهود في فلوريدا لا تتعدى الـ5 في المائة من مجموع أصوات الناخبين، إلا ان معظمهم وهم من اليهود المسنين الذين يمضون تقاعدهم في «ولاية الشمس» فلوريدا، مركزون في جنوب فلوريدا، في مقاطعات مثل ميامي وساوث بيتش، حيث يشكل اليهود 13 في المائة من السكان. وهذه المقاطعات هي التي حسمت فوز جورج بوش في انتخابات عام 2000. في ذلك العام، كان فرز الأصوات متقاربا جدا بين بوش وغور، وكانت فلوريدا الولاية الاخيرة التي لم ينته فيها الفرز.. والمرشحان متعادلان. وكانت نتيجة الفرز تقدم بوش بـ500 صوت، ما دفع بالحزب الديمقراطي الى طلب اعادة الفرز. في النهاية تدخلت المحكمة العليا وأصدرت قرارا باعتماد نتيجة الفرز الاول واعلان بوش فائزا. وأحد أسباب الخلاف كان على أوراق اقتراع في مقاطعات من جنوب فلوريدا، لم يظهر الثقب فيها بشكل واضح على اسم المرشح الديمقراطي. وسرت أخبار ان هذه الاوراق هي من الناخبين اليهود الكبار في السن الذين صوتوا لآل غور، وواجهوا صعوبة في ثقب الاوراق.

وبسبب الازمة التي نشأت من فلوريدا في انتخابات عام 2000، أصبح الصوت اليهودي في هذه الولاية عاملا أساسيا في الانتخابات الرئاسية، خصوصا وان هذه الولاية تعدّ من الولايات المتأرجحة وكل صوت فيها هو ذو قيمة، وعدد المقاعد المخصصة لها في الهيئة الانتخابية مرتفع، ويبلغ 27 مقعدا. ولذلك، يركز المرشحون جهودهم على اقناع الناخبين اليهود بالتصويت لهم، ويستفيد هذا العام ماكين من انتقال جو ليبرمان، اليهودي الذي كان ينتمي الى الحزب الديمقراطي وترشح كنائب للرئيس مع آل غور، الى معسكر الجمهوريين، لإقناع المسنين اليهود في فلوريدا بان ماكين هو المرشح الافضل.

وفي المقابل، جند الديمقراطيون جون بايدن، المرشح لنائب الرئيس على تذكرة اوباما والذي يحظى بسمعة طيبة لدى اليهود المحافظين، لاقناع اليهود في فوريدا بان اوباما هو المرشح الأفضل.

وفيما يضع اليهود المحافظون مصلحة اسرائيل في اعلى سلم أولوياتهم عند اختيار التصويت لمرشح في الانتخابات، تدخل اسرائيل في المعادلة الاكبر بالنسبة لليهود الديمقراطيين، بحسب البروفسور جويل بركوفيتش، مدير مركز الدراسات اليهودية في جامعة ألباني في نيويورك. «أشخاص مثلي، يعتبرون ان اسرائيل حليفا قويا للولايات المتحدة، ولكن هناك قضايا أخرى مهمة»، يقول بركوفيتش وهو من مؤيدي الحزب الديمقراطي. ان الازمة الاقتصادية، والعطش الى تغيير في السياسة الخارجية، وغيرها من القضايا التي تثير قلق أي ناخب أميركي، كلها يتأثر بها الناخب اليهودي الديمقراطي. واسرائيل والسلام في الشرق الاوسط، يأتيان من ضمن هذه السلة.

ماريسا، وهي امرأة يهودية في الاربعينيات من عمرها تعيش في مانهاتن، تقول وهي تنتقد اليهود المحافظين، ان «هناك شريحة من اليهود تصوت للرئيس الذي تعتبره الافضل بالنسبة لاسرائيل فقط، ولكن بالنسبة لي، أصوت للمرشح الذي أعتقد انه سيكون أفضل للولايات المتحدة أولا».

جارتها سارا، تقول انها تنتمي الى الحزب الديمقراطي، وستصوت لاوباما. بالنسبة اليها، أيا كان الرئيس المقبل، عليه ان يكون قويا، وهي تثق بأوباما أكثر من ماكين. يقلقها المرشح الجمهوري لأنه «يحب المواجهة» بينما أسلوب اوباما الدبلوماسي يطمئنها أكثر. تعتبر الحرب في العراق «غلطة»، وتقول ان حربا أخرى مع ايران ستكون «غلطة» أكبر. سارا تبدو واثقة من أن أوباما يمكنه ان يحقق الكثير من التقدم مع ايران عبر الضغط عليها دبلوماسيا. وفريق المستشارين الواسع الذي يحيط نفسه به، يجعلها أكثر ثقة بأنها تصوت للرجل المناسب، ما يعوض عن نقص الخبرة لديه. تقول انه «يفكر قبل ان يقدم على التصرف، ولا يقفز الى استنتاجات مثل بالين (المرشحة لمنصب نائب الرئيس مع ماكين) التي تعتبر الحرب على العراق مهمة من الله!».

ولكن العوامل نفسها التي تحدثت عنها سارا والتي تدفعها لتأييد أوباما، هي التي تدفع بالناخبين اليهود المحافظين الى الابتعاد عنه والنظر اليه بعين الريبة. فبالنسبة اليهم، السنوات القادمة ستكون صعبة وخطرة، وسعي ايران للحصول على قنبلة نووية واستمرار التهديد الآتي من حماس وحزب الله، قد يشكلان تهديدا حقيقيا لكيانها. كل هذه التهديدات، بحاجة الى رئيس دعمه لاسرائيل لا شك فيه وقدرته على الدفاع عنها موثوق بها. وهذا المرشح بالنسبة اليهم هو ماكين.

فاوباما اسمه باراك حسين. وهو يريد أن يلتقي بقادة ايران ويتحاور معهم. وطوال 20 عاما كان ينتمي الى كنيسة يقول القس فيها إن أميركا تدعم ممارسات «ارهاب الدولة ضد الفلسطينيين» ويدعو الى «لعن أميركا». أحد مستشاريه للسياسة الخارجية هو زيبيغنيو بريجينسكي، كان مستشارا للرئيس السابق جيمي كارتر وينتقد اللوبي اليهودي المتطرف في أميركا بسبب معارضته لقيام الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية، وتأثيره على بعض أعضاء الكونغرس. وهو أيضا رجل أسود.

وبالنسبة الى اليهود المحافظين، اسم حسين، يدعوهم الى الشك بان باراك مسلم بالسرّ. وانتماؤه الى كنيسة القس جيريماي رايت يفسرون انه يوافق القس رأيه. ودفاعه عن تعيينه بريجينسكي من بين مساعديه، يؤشر بالنسبة اليهم الى أن دعمه لاسرائيل ليس قويا بالقدر الكافي. وقد يكون ايضا للونه دور في ابعاد بعض الناخبين اليهود عنه، «ففي كل مجتمع هناك اشخاص عنصريون»، يقول البروفسور بركوفيتش. ولكنه يؤكد ان عامل اللون هو عامل أقل أهمية بالنسبة لليهود مقارنة للاميركيين البيض الآخرين، بسبب التمييز الذي عاشوه هم. ويذكر بأنهم مشوا مع مارتن لوثر كينغ ودعموا حركة السود للحصول على حقوقهم المدنية. إلا انه يضيف ان «اسم حسين، قد يكون كلمة السر التي يعتمدها البعض كحجة لعدم التصويت له بسبب لونه».

الحاخام تورك، وهو من اليهود الاورثوذوكس في ميامي في ولاية فلوريدا، يقول ان اغلبية «اليهود المحافظين هنا يؤيدون ماكين لأنه ينتمي الى حزب محافظ»، علما ان هذا الحزب المحافظ هو مسيحي. يتحدث عن الشائعة التي انتشرت بكثرة وأقلقت بعض اليهود، وهي ان اوباما مسلم، ولكنه يؤكد أنه هو نفسه لا يصدقها ويقول انه لا يجب الانجرار خلف الشائعات. ولكن ما يؤثر سلبا على سمعة أوباما بين اليهود المحافظين، يقول الحاخام، هو «انتماء اوباما طوال 20 عاما الى كنيسة عنصرية، قسها جيريمايا رايت معاد لإسرائيل».

ما يريده الحاخام واليهود المحافظون في الولايات المتحدة من الرئيس الجديد، هو أن يدعم اسرائيل. يقول: «لا يهمني أبدا ان يدفع الرئيس الجديد بعملية السلام الى الامام لأنني لا اعتقد انه سيتم التوصل الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط في وقت قريب. ولكن ما اريده من الرئيس الجديد ان يدعم اسرائيل». وبرأيه، على الرئيس الجديد ان يأخذ الموقف التالي من اسرائيل: «لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وأنا لن أقف في طريقها». هيلاري كلينتون كانت «أكثر وضوحا» من أوباما في دعمها لاسرائيل، يقول الحاخام، «فسجلها في التصويت لاسرائيل كامل واليهود كانوا ليشعرون براحة أكبر معها».

ولكن البروفسور بركوفيتش، مدير مركز الدراسات اليهودية في جامعة ألباني، يهزأ بمن يعتبر ان دعم اوباما لاسرائيل منتقص. بالنسبة اليه، الاعتقاد بان الحزب الجمهوري هو مؤيد أقوى لاسرائيل، وان رئيسا ديمقراطيا سيدير ظهره لها، اعتقادات خاطئة. ويقول: «من الواضح والمؤكد ان الحكومة الاميركية ستبقي على دعمها لاسرائيل... أوباما ما كان ليؤهل لمنصب وطني لو لم يكن داعما كبيرا لاسرائيل».

ويرى بركوفيتش أنه يمكن للرئيس ان يكون متشددا في حربه على الارهاب وفي الوقت نفسه يؤيد عملية السلام. يقول ان الحرب على العراق التي يؤيدها ماكين كانت كارثة، «وولايتان لبوش جعلتنا نسعى الى التغيير، ونؤمن بأن اوباما يمكنه ان يحدث هذا التغيير». ارادة اوباما الحوار مع انظمة لا يؤيدها تحمل شيئا «منعشا» لبركوفيتش، لان «الدول تقيم اتفاقات سلام مع اعدائها وليس اصدقائها».

اوباما نفسه، حاول جاهدا أن يطمئن المشككين بالتزامه تأييد اسرائيل. اجتمع بالقادة اليهود وأكد لهم التزامه بدعم اسرائيل. حتى أنه توجه الى القدس ليبرهن أنه صادق. ذهب الى النصب التذكاري لضحايا الهولوكوست. وقف امامه مرتديا القبعة اليهودية. أحنى رأسه. ووصف المكان بأنه «مكان للأمل». أثنى على «معجزة» اسمها اسرائيل. وقال للرئيس الاسرائيلي شيمعون بيريس: «أنا هنا لكي أؤكد على العلاقات المميزة بين اسرائيل والولايات المتحدة، وعلى التزامي الثابت للحفاظ على أمن اسرائيل، وعلى أملي أن أخدم كشريك فعال، ان كان من مركزي كسيناتور او كرئيس». وزار بلدة سيدروت التي تتعرض دائما لصواريخ حماس، وقال من هناك ان «ايران نووية تشكل تهديدا خطرا... وعلى العالم ان يمنعها من الحصول على أسلحة نووية».

ولكن مع ذلك، يبدو أنه لم يقنع الكثير من اليهود المحافظين.

رئيس تحرير صحيفة «جويش ويك» غاري روزانبلانت، يقول ان ما يخيف هؤلاء الناخبين اليهود في أوباما، هو أن سجله قصير وليس لديه خبرة في السياسة الخارجية. قد يكون أفضل بكثير من ماكين، وقد يكون أسوأ بكثير، ولكن المؤكد بالنسبة اليهم هو أن ماكين سيكون مثل بوش، وهو الخيار الاكثر أمانا.

أوباما، كما يراه اليهود المحافظون بحسب ما قال الحاخام الذي هو على تواصل يومي معهم في ميامي، «لا يفهم أن اسرائيل تريد السلام في الشرق الاوسط ولكنها لم تمنح الفرصة لتحقيق ذلك». ويردد قوله ان «اوباما لا يفهم ذلك على الاطلاق». يقول ان بعض مستشاريه يقلقونه، ولكن اختيار جو بايدن ليترشح معه كنائب للرئيس، «كان خيارا جيدا... ولكن يبدو أنه غير كاف».

بايدن يتمتع بشعبية كبيرة وسط اليهود الاميركيين، ويعتبر ذا موضع ثقة. وهو قال في مقابلة العام الماضي مع تلفزيون «شالوم» الاسرائيلي، إنه صديق لإسرائيل وقال ان «اسرائيل هي القوة الوحيدة والعظيمة التي تتمتع بها الولايات المتحدة في الشرق الاوسط». كما كشف في المقابلة أن ابنه متزوج من امرأة يهودية، من عائلة بيرغر من ديلاور، وأنه شارك مع عائلتها بأحد الأعياد اليهودية.

قد لا تلقى جهود أوباما لطمأنة اليهود المسنين المحافظين في فلوريدا، الكثير من الآذان الصاغية. فبالنسبة اليهم، ذكرى المحرقة اليهودية لا تزال واقعا وليس تاريخيا كما ينظر اليها أحفادهم. وعندما يسمعون تهديدات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد يتذكرون هتلر، وعندما يسمعون اوباما يقول انه يريد ان يتحدث معه، يخافون. ولكن اليهود الليبراليين والأحفاد الذين يعيشون في نيويورك، يرون أوباما بطريقة اخرى، وأفكاره بالتعاطي مع ايران وإسرائيل هي جديدة ومشجعة. فهل يتمكن الاحفاد من إقناع أجدادهم بهذا الأمر ويستمعون لنداء لسارا سيلفرمان، الممثلة الفكاهية اليهودية، التي دعت عبر شريط فيديو بثته عبر موقع «يوتيوب»، الشباب اليهود الى زيارة أجدادهم وجداتهم في فلوريدا وإقناعهم بالتصويت لأوباما؟

* غدا : وول ستريت.. من مرشحه؟