الصين تصف قتل رعاياها بـ«جريمة إرهابية».. والخرطوم تنفي وجود عملية إنقاذ

السودان يطالب مجلس الأمن بإجراءات ضد متمردي دارفور.. والعدل والمساواة تنفي صلتها بالخاطفين

قوة عسكرية صينية تعمل في السودان.. في استقبال جثث الصينيين الثلاثة لدى وصولها الى مطار الخرطوم أمس (أ.ب)
TT

أدانت الصين امس قتل 3 من مواطنيها خطفتهم جماعة متمردة، كرهائن، ضمن مجموعة من 9 عمال يعملون في حقل نفطي في ولاية جنوب كردفان بالسودان، ولقوا مصرعهم في محاولة انقاذ فاشلة اول من أمس، وفق ما قالت الخارجية في بكين. ووصفت الصين عملية الخطف، التي وقعت قبل 10 أيام، بأنها جريمة ارهابية، وحثت الحكومة السودانية على حماية مواطنيها وممتلكاتهم، لكنها رغم الحادث، قالت انها ستواصل الاستثمار في السودان حيث تعد أكبر مورد للسلاح ومستثمر كبير في قطاع النفط، وقطاعات أخرى. ووصلت طائرة خاصة مطار الخرطوم أمس تحمل جثث 3 من الصينين، و3 جرحى فيما لا يزال مصير 3 اخرين مجهولا. ونفت الحكومة السودانية وجود محاولة انقاذ كما ذكر الجانب الصيني، وقالت ان الخاطفين قتلوا الرهائن عندما شاهدوا طائرة تحلق في الجو، وطالبت مجلس الأمن باجراءات ضد متمردي دارفور.

وقالت وزارة الخارجية السودانية ان الرجال قتلوا «دون اي استفزاز» ولم تذكر شيئا عن محاولة انقاذ. وحدث أيضا بعض التضارب بشأن عدد القتلى. فقد قال مسؤولون سودانيون وصينيون في وقت سابق ان خمسة صينيين قتلوا في الحادث الذي وقع اول من أمس، وعدلت وزارة الخارجية الصينية في موقعها على الانترنت عدد القتلى الى اربعة في حين انقذ اربعة وفقد واحد. وتتحدث الخرطوم الان عن 3 قتلى، و3 جرحى و3 مفقودين.

واستقبل وكيل وزارة الخارجية السودان الدكتور مطرف صديق الطائرة التي تحمل جثامين الصينيين، في مطار الخرطوم بصحبة السفير الصيني في الخرطوم، وسط حشد من الدبلوماسيين والصحافيين وقوة من القوات الصينية المشاركة ضمن قوات حفظ السلام في دارفور «يوناميد». ونقل الجرحى فورا الى مستشفى صيني مجاور للمطار يعرف باسم «هواشا». وقال الاطباء المرافقون ان الجرحى حالاتهم متفاوتة بين المستقرة والخطيرة، فيما نقلت جثامين القتلى الى مشرحة مستشفى الخرطوم وسط البلاد.

وكشف الدكتور مطرف في تصريحات للصحافيين في مطار الخرطوم، ان احد المصابين ضرب بفأس على رأسه، وروى ان الخاطفين عندما شاهدوا طائرة تحلق فوق المنطقة التي يتحصنون بها اطلقوا النار على ضحاياهم ولاذوا بالفرار الى موقع اخر. وقال ان الخاطفين بتصرفهم هذا لم يتركوا بابا للحوار معهم. وجدد ان ما قاموا به عمل ارهابي استهدف ابرياء جاءوا لخدمة الشعب السوداني، وشدد على ان ما قام به الخاطفون لن يؤثر الى عمليات انتاج النفط في البلاد. وأبدت جيانج يو، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ألمها وحزنها وتعازيها لاسر الضحايا وقالت «ان الرئيس الصيني هو جين تاو ورئيس الوزراء وين جيا باو كانا قد طلبا من الوزارة بذل كل ما في وسعها لضمان العودة الامنة للمفقودين». وقالت جيانج في مؤتمر صحافي في بكين «تقدر الصين صداقتها مع السودان.. كما نطلب من السودان بذل جهود شاملة لانقاذ رعايانا المفقودين وضمان عودتهم الآمنة». كما حثت الخرطوم على «اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لضمان سلامة أرواح وممتلكات الصينيين في السودان». وقالت جيانج ان الصين لن ترتدع عن مواصلة الاستثمار في السودان، «وفي المستقبل سنولي اهمية بمواصلة سياسات ودية تجاه السودان وتطوير تعاون ودي قائم على النفع المتبادل مع السودان».

وبحسب وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أبلغ وزير الخارجية الصيني يانج جي تشي نظيره السوداني دينق ألور كول أن «الصين تشعر بصدمة عميقة وتعبر عن غضبها وادانتها القويين للعمل الارهابي القاسي وغير الانساني بحق موظفي شركة صينيين عزل». وحث يانج السودان على مواصلة جهود الانقاذ «ومعاقبة الجناة بصرامة واتخاذ اجراءات فعالة لضمان عدم تكرار هذا الحادث».

وقالت شركة البترول الوطنية الصينية (سي.ان.بي.سي) التي يعمل لديها الرجال على موقعها على الانترنت انها «تعزز بشدة اجراءات الحماية ومكافحة الارهاب في الخارج» في الوقت الذي تضمن فيه لانشطة الانتاج ان «تسير بشكل طبيعي».

من جهته قال مبعوث السودان لدى الامم المتحدة أمس ان السودان سيطلب ان يتخذ مجلس الامن التابع للأمم المتحدة اجراءات لمعاقبة المتمردين في منطقة دارفور التي تمزقها الحرب الذين تتهمهم الخرطوم بقتل عدد من عمال النفط الصينيين. وقال السفير السوداني عبد المحمود عبد الحليم لرويترز انه سيثير المسألة حينما يجتمع مجلس الامن لمناقشة نشر قوة مختلطة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي لحفظ السلام في دارفور.