علماء فرنسيون يكشفون آلية انتقال الأورام السرطانية

الاكتشاف يعد بالعثور على علاج يوقف انتشارها عبر الدم

TT

يعتبر انفصال الخلايا السرطانية من موضع الورم الأصلي ومن ثم انزراعها في أعضاء الجسم الأخرى من أكثر المضاعفات خطرا على حياة الإنسان. وهي ظاهرة تحدث في المراحل المتقدمة من تطور الورم السرطاني ويمكن أن تجري عبر الدم أو المادة الليمفاوية. ويقول العلماء الفرنسيون الآن أنهم توصلوا إلى الكشف عن الآلية التي تستخدمها الخلايا السرطانية الدائرة في الدم أو الليمف في اختراق خلايا الأعضاء السليمة. ونقلت مجلة الصيادلة الألمان «ابوتيكر أومشاو» في عددها لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2008 أنهم نجحوا في عزل ثلاثة انزيمات معينة تستخدمها هذه الخلايا لاختراق خلايا العضو البشري السليم ومن ثم الانغراس فيه نهائيا. ومن الممكن في حالة التوصل إلى آلية ما لوقف عمل هذه الأنزيمات أن يتوصل العلم إلى وقف عملية الانتقال نهائيا.

ووصفت المجلة الألمانية اكتشاف العلماء الفرنسيين، من معهد كوري في العاصمة باريس، بـ«الحجر الأساس» في عالم البحوث السرطانية. وأشارت إلى أن الإنزيمات الثلاثة المذكورة لا وظيفة أخرى لها غير فتح ثغرة في نسيج العضو السليم لتسهيل انغراس الخلايا السرطانية. ومن المعتقد أن هذه الأنزيمات تلعب نفس الدور أيضا في عملية انفصال الخلايا المشوهة عن الورم السرطاني الأصلي. ويجري انفصال الخلايا عن جسد الورم السرطاني الأم عادة في حالات متقدمة من الأمراض السرطانية. وهناك مواضع شبه محددة في جسم الإنسان ينتقل إليها كل مرض، فخلايا سرطان البروستات تنتقل عادة إلى العظام، وتنتقل خلايا سرطان القولون عادة إلى الكبد، وتنتقل خلايا سرطان المعدة (عند النساء) إلى المبايض، إلا أن الانتقال قد يحدث أيضا إلى أي عضو آخر في الجسم. ويعتبر الكبد والدماغ والعظام والرئة من أهم مناطق الانتقال السرطاني الخبيث.