أكثر من 60 قتيلا في سلسلة تفجيرات بولاية أسام الهندية الانفصالية

الأمين العام للأمم المتحدة في الهند في أول محطة من جولة إقليمية

رجال اطفاء يحاولون إخماد حريق اندلع بالقرب من مكان تفجير في مدينة غواهاتي (أ ب )
TT

أسفرت سلسلة من التفجيرات ضربت المدينة الرئيسية في ولاية أسام عن مقتل اكثر من ستين شخصا في اعتداءات لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها وقد وقعت جميعها في اقل من ساعة واحدة في ولاية أسام شمال شرق الهند التي تشهد تمردا انفصاليا.

وقالت الشرطة ان 11 انفجارا متتابعا من القنابل هزت المدينة الرئيسية في ولاية اسام الشمالية الشرقية المضطربة في الهند وثلاث مدن أخرى امس كان ضحيتها 65 شخصا على الأقل في حين اصيب 335 آخرون. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها بعد.

وتقاتل قوات الأمن تمردا انفصاليا في الولاية منذ عقود، لكن اسام شهدت ايضا في الآونة الاخيرة هجمات بقنابل وجهت فيها أصابع الاتهام الى متشددين اسلاميين من دولة بنغلادش المجاورة.

ووجه رجال اطفاء خراطيم المياه الى حطام سيارات محترقة في حين كانت سحب الدخان ترتفع من جواهاتي المدينة الرئيسية في الولاية كما نقلت وكالة رويترز. واستهدف أحد الانفجارات منطقة تخضع لاجراءات امنية مشددة حيث تضم محكمة ومكاتب ومنازل مسؤولين كبار في الشرطة.

ووقع العديد من الانفجارات في أسواق مكتظة بالولاية. وقال متحدث باسم مكتب رئيس وزراء ولاية أسام إن 33 شخصا قتلوا في اربع انفجارات في جواهاتي. وقتل 32 شخصا في ثلاث مدن في الولاية.

وقال التلفزيون المحلي ان حظرا للتجول فرض على غواهاتي بعدما هاجمت حشود غاضبة بسبب التفجيرات الشرطة وأضرمت النار في سيارات. وأطلقت الشرطة النار في الهواء لتفريق المحتجين الغاضبين.

وقال مساعد مفوض شرطة أسام، جي بي سينغ، لوكالة الصحافة الفرنسية «لم نحدد طبيعة المتفجرات ولا الجهة التي قد تكون تقف خلفها. نحن منشغلون جدا بعمليات الإنقاذ».

وروى اريندام داس الذي كان يتسوق في غواهاتي ان «الشارع كان مكتظا بالمارةوموظفي المكاتب والتجار والباعة عندما دوى انفجار هائل».

وأضاف «رأيت ست جثث على الأقل واكثر من ثلاثين شخصا يسبحون في برك من الدماء على قارعة الطريق».

وروى ناجون ان عددا من المواطنين اصيبوا بنوبات ذعر وبأنهم شاهدوا عشرات الجرحى ينقلون الى المستشفيات والدماء تغطيهم وسط حطام المباني والسيارات والدراجات النارية المحترقة.

ويشكل شمال شرق الهند جيبا حيث يقع بين بوتان والصين شمالا وبورما شرقا وبنغلادش غربا. وتشهد الولايات الهندية الواقعة في هذه المنطقة وهي مانيبور وناغالاند وأسام وميغالايا وتريبورا وميزورام حركات تمرد انفصالية بدرجات متفاوتة من الخطورة، وتدور فيها مواجهات طائفية أسفرت عن سقوط حوالي خمسين ألف قتيل منذ استقلال الهند في أغسطس (آب) 1947.

وتشهد أسام خصوصا تمردا تقوده جبهة تحرير أسوم التي تشن تمردا مسلحا منذ 1979 لنيل الاستقلال. واسفرت اعمال العنف في هذه الولاية الشهيرة بزراعة الشاي عن مقتل10 آلاف شخص خلال السنوات العشرين الفائتة.

ولكن ميليشيا جبهة تحرير اسوم، التي كانت في وقت من الأوقات تحوز شعبية كبيرة، خسرت دعم السكان منذ نفذت اعتداءات في أماكن عامة قتلت الكثير من المدنيين.

ويبلغ عدد سكان ولاية أسام 26 مليونا، ربعهم من المهاجرين من ولايات أخرى في الاتحاد الفدرالي الهندي بينهم 800 ألف من ولاية بيهار المجاورة. وغالبا ما تشهد هذه الولاية توترات على خلفية الانتماءات المناطقية. من جانب آخر، وصل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، امس الى الهند فى محطة أولى من جولة اقليمية لبحث الأزمة المالية العالمية والملفات الاقليمية والدولية حسبما ذكر مصدر دبلوماسي.

ومن المقرر ان يجرى بان كي مون الذي بدأ عمله كدبلوماسي في سفارة كوريا الجنوبية في نيودلهي، مباحثات مع رئيس الوزراء مانموهان سينغ، ووزير خارجيته براناب موكهيرجى.

وذكر مسؤول في الأمم المتحدة أن هذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها بان كي مون الى الهند بوصفه امينا عاما للأمم المتحدة، وان مباحثاته سوف تتناول عددا كبيرا من الموضوعات.

ومن المتوقع ان يطالب بان كي مون الهند بمحاولة اقناع جارتها وشريكتها الاقتصادية بورما باعتماد الحرية السياسية. ومن المتوقع من ناحية أخرى أن تثير الهند مرة أخرى مسالة إصلاح مجلس الأمن.

وتطالب الهند، وهي قوة اقتصادية كبيرة جديدة ذات مطامح، في أن تصبح قوة كبرى، مع البرازيل وجنوب أفريقيا، بمقر دائم فى مجلس الأمن وهو مطلب ليس للمجتمع الدولي موقف مشترك بشأنه.