أول اشتباك بين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي بجنوب غزة منذ بدء التهدئة

«القسام» تقول إن تضخيم «خطر حماس» تمهيد لعدوان كبير على القطاع

TT

قال متحدث بلسان الجيش الإسرائيلي ان مقاتلين فلسطينيين هاجموا أمس مجموعة من الآليات الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة بصواريخ مضادة للدبابات. وأكد شهود ان اشتباكات وقعت صباح أمس، بين المقاومة الفلسطينية وقوات اسرائيلية شرق بلدة خزاعة في مدينة خان يونس بجنوب القطاع.

وقال الناطق بلسان الجيش للإذاعة العبرية، إن عددا من المقاتلين شنوا هجوما استهدف دورية للجيش تعمل بالقرب من معبر «كيسوفيم» على الحدود الفاصلة بين قطاع غزة وإسرائيل. وأضاف أن صاروخين مضادين للدبابات أطلقا نحو القوة الإسرائيلية من دون إصابات، مشيرا إلى أن قوات من الجيش الإسرائيلي أخذت تمشط المنطقة خشية وجود عبوات ناسفة ربما زرعها المقاتلون هناك. ويعتبر هذا الهجوم الأول من نوعه منذ سريان اتفاق التهدئة في قطاع غزة الذي رعته مصر في يونيو (حزيران) الماضي. وقال سكان محليون إن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على منازل المواطنين في بلدة خزاعة من دون وقوع أي إصابات. واتهم السكان القوات الإسرائيلية بالتوغل بشكل محدود في أراض زراعية فلسطينية في القرية، قبل ان يهاجمها المقاتلون بقذائف «آر بي جي». وفي نفس الوقت، اعتبرت كتائب القسام ـ الذراع العسكري لحركة حماس، تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك باستعادة جلعاد شليط بالقوة بأنها ليست جديدة. مشيرة إلى «أنها على الأرجح جاءت بدافع التنافس الداخلي المحتدم في هذه الأيام لدى قراصنة العدو وقادة العصابات الصهيونية من أجل الفوز بالانتخابات».

وحذر أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام «العدو من الإقدام على ارتكاب أي حماقة بحق الشعب الفلسطيني، قائلا لموقع «فلسطين الآن» المحسوب على حماس «ردّنا على هذه التهديدات أننا جاهزون لأي احتمال، وإذا فكّر الاحتلال بأي حماقة فسنكون له بالمرصاد بإذن الله تعالى».

وأوضح أبو عبيدة أن كتائب القسام مستعدة للتصدي بكل قوة لأي عدوان، وقال «سيدفع الصهاينة الثمن غالياً»، وأضاف «إن دخولهم إلى غزة ليس نزهة بل هي رحلة الموت والرعب، وسيجدون أمامهم كافة صنوف الأهوال التي عهدوها والتي لم يعهدوها بعد».

وتتحدث أوساط عسكرية إسرائيلية باستمرار عن تعاظم قوة حماس في القطاع. ويطالب البعض بضرورة تنفيذ عملية عسكرية كبيرة لكبح جماح الحركة التي تسيطر على غزة. ورد أبو عبيدة بقوله إن هذا تعبير عن مدى الرعب والهلع الذي يعيشه الكيان الصهيوني أمام رجال غزة وأبطال المقاومة فيها. الا انه اعتبر ان تضخيم «خطر حماس» قد يكون تمهيدا لشن عدوان كبير. إلى ذلك، قال متحدث باسم شرطة حماس إن شرطيا من الحركة قتل وأصيب 3 آخرون بجراح بانفجار عبوة ناسفة في مركز للشرطة في قطاع غزة. وقال إسلام شهوان إن العبوة عثر عليها في وقت سابق من الخميس الماضي في القطاع ونقلت إلى مركز الشرطة لتفكيكها. وأضاف انه بينما كان رجال الأمن يفككون القنبلة انفجرت متسببة في عدة انفجارات ثانوية.

وقال سكان قريبون من مقر مدينة عرفات للشرطة غرب غزة ان دوي انفجار كبير سمع تلته عدة انفجارات. وأعلن إيهاب الغصين، الناطق باسم داخلية حماس ان علاء العجلة من سكان حي الزيتون ويعمل في وحدة الهندسة هو الذي قتل في الانفجار. ومن غير المعروف لماذا يتم تفكيك عبوات ناسفة داخل مقرات الشرطة، وليس خارجها. من جهة ثانية، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، إنه «سيعمل على تحصين المنازل والمباني في القرى والمدن القريبة من قطاع غزة والتي تقع في مدى الصواريخ الفلسطينية التي تطلق من القطاع». وأضاف «سأطلب من الحكومة الإسرائيلية تخصيص مبلغ 500 مليون شيكل إسرائيلي (132 مليون دولار) لتمويل هذا المشروع ليشمل تلك المنشآت التي تبعد عن القطاع نحو خمسة كيلومترات».

وحسب الإذاعة العبرية، فإن «مشروع باراك هذا يأتي في وقت تبحث فيه المحكمة العليا في إسرائيل التماساً قدمه إسرائيليون يقطنون قرب قطاع غزة لتحصين منازلهم في مواجهة هجمات الصواريخ الفلسطينية».