السلطة الفلسطينية تسعى لتثبيت ما تم الاتفاق عليه كنقطة انطلاق لأي مفاوضات مقبلة

رايس ستصل بعد أيام في محاولة أخيرة.. وعريقات يدعو الرباعية لتطبيق الآلية الثلاثية

TT

قالت مصادر فلسطينية إن اجتماعا للجنة الرباعية الدولية سيعقد على المستوى الوزاري في شرم الشيخ بمصر يومي الثامن والتاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بمشاركة مفاوضين فلسطينيين وإسرائيليين للاطلاع على سير العملية التفاوضية بين الجانبين. وأضافت المصادر أن الهدف من الاجتماع هو إبقاء المسيرة السلمية حية وعدم العودة إلى نقطة الصفر. وستشارك وزيرة الخارجية الاميركية في اجتماع الرباعية بعد ان تكون التقت الزعماء الفلسطينيين والإسرائيليين في رام الله وإسرائيل.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية اعلنت أن رايس ستتوجه إلى الشرق الأوسط لدفع مسيرة التسوية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وللمشاركة في اجتماع للجنة الرباعية الدولية في مصر.

وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية روبرت وود «إن وزيرة الخارجية ستتوجه إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن ومصر من 5 إلى 9 نوفمبر (تشرين الثاني)».

وأضاف أن رايس «ستلتقي خلال زيارتها إلى المنطقة نظراءها في اللجنة الرباعية وكبار المسؤولين الحكوميين لبحث الجهود من اجل التوصل إلى تسوية دائمة في المنطقة وفقاً لعملية أنابوليس والهدف المشترك (الذي يقوم) على حل على أساس دولتين».

وستكون تلك الزيارة التاسعة عشرة لرايس إلى المنطقة في عامين، والثامنة منذ استئناف مفاوضات التسوية الإسرائيلية ـ الفلسطينية في أنابوليس في الولايات المتحدة في نوفمبر 2007. وقال امس، المفاوض الفلسطيني صائب عريقات، في بيان صحافي، «انه سيطلب من اللجنة الرباعية تحمل مسؤولياتها وخاصة فيما يتعلق بمهمات الآلية الثلاثية وتطبيق استحقاقات المرحلة الأولى من خارطة الطريق، وبما يشمل وقف النشاطات الاستيطانية وفتح المكاتب والمؤسسات المغلقة في القدس الشرقية وإزالة الحواجز والإغلاق في الضفة الغربية وقطاع غزة والإفراج عن المعتقلين وإعادة المبعدين.

وأعاد عريقات التأكيد على الموقف الفلسطيني برفض الاتفاقات الجزئية أو الانتقالية أو إعلان مبادئ أو تأجيل أي من القضايا، فإما الاتفاق على كل شيء أو لا شيء. واضاف «الأساس يكمن بحل كافة قضايا الوضع النهائي (القدس، الحدود، المستوطنات، اللاجئين، المياه، الأمن، والإفراج عن الأسرى) كما نصت على ذلك قرارات الشرعية الدولية».

وكانت السلطة الفلسطينية قد اعلنت سلفا، انه يستحيل التوصل الى اتفاق سلام هذا العام بسبب انشغال الإسرائيليين بقضايا داخلية. وزاد من تراجع فرصة التوصل الى اتفاق فشل وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيفي ليفني بتشكيل حكومة في إسرائيل. وتقدر مصادر في السلطة ان ذهاب إسرائيل الى انتخابات مبكرة ستعطل المفاوضات عدة أشهر وتأمل السلطة بان تتمكن من تثبيت ما تم التوصل اليه حتى الآن من اتفاقات كنقطة للانطلاق في اي مفاوضات مقبلة. الا ان اكثر ما تخشاه السلطة ان ينجح حزب الليكود المتطرف في السيطرة على مقاليد الحكم في اسرائيل، ما يعني تجميد المفاوضات او تعثرها لفترة طويلة. واضطرت رايس إلى تأجيل جولتها التي كانت مقررة في وقت سابق من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، بسبب الأزمة المالية العالمية، والتي انعكست تداعياتها بقوة على الاقتصاد الأميركي وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أعلنت أن اجتماع اللجنة الرباعية للسلام، ستعقد اجتماعها في منتجع «شرم الشيخ»، بهدف «مراجعة» الوضع الحالي للعملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وما زالت واشنطن تأمل بدفع مباحثات السلام نحو اتفاق. وان كان الرئيس الاميركي جورج بوش اعتذر للرئيس الفلسطيني محمود عباس في آخر لقاء بينهما في الولايات المتحدة لان الدولة الفلسطينية لم تقم في عهده. وسيلتقي بوش رئيس الوزراء الإسرائيلي «المستقيل»، إيهود أولمرت، خلال الأسابيع المقبلة في واشنطن، في إطار جهود الإدارة الأميركية الحالية لدفع مفاوضات السلام قبل نهاية العام الجاري.