3 سفراء وخبير يؤكدون قوة علاقات الرياض وواشنطن بغض النظر عن الفائز بانتخابات الرئاسة

اعتبروا دور الرياض مركزيا في الشرق الأوسط والسعودية الدولة الوحيدة التي دحرت «القاعدة»

TT

اكد دبلوماسيون وخبراء ان العلاقات السعودية ـ الأميركية ستظل قوية، بغض النظر عمن يصل الى البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية، التي ستجري هناك يوم الثلاثاء المقبل، منوهين بالدور المركزي للرياض في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك بالانجاز الذي حققته في دحر الارهاب. وقالت وكالة الانباء السعودية (واس)، إن 3 سفراء اميركيين بينهم سفيران سابقان لدى السعودية، اضافة الى السفير الحالي، دعوا الرئيس الأميركي المقبل الى تركيز الاهتمام بالعلاقات السعودية الأميركية. ورأى واتشي فاولر، الذي شغل منصب السفير الأميركي لدى السعودية، خلال الفترة من 1996 الى 2000، انه يجب على الرئيس الأميركي الجديد، ان ينظر باهتمام الى الدور المركزي للسعودية في منطقة الشرق الأوسط.

وقال فاولر: «لن يكون هناك حل مقبول في الشرق الأوسط ومقبول للولايات المتحدة وافغانستان والعراق من دون الدور المركزي للسعودية، ولن يكون هناك حل للمسائل التي لدينا مع الايرانيين من دون مشورة، ان لم تكن موافقة وقبول من السعودية لسياستنا الجديدة».

من جانبه وصف فورد فرايكر السفير الأميركي الحالي بالرياض في حديث امام المجلس القومي، العلاقات الاميركية العربية السعودية، بانها احد الانباء السارة للسياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط.

واضاف ان العلاقات الأميركية مع السعودية تعرضت الى فترة صعبة بعد احدث 11 سبتمبر 2001، ولكن المملكة تعتبر الان نموذجا في مكافحة الارهاب.

وقال السفير إن جهود مكافحة الارهاب في السعودية تعتبر قصة نجاح كبيرة، مشيرا الى الدور الفاعل الذي اظهرته أجهزة الأمن في مكافحة التطرف داخل المملكة.

وأضاف فريكر ان السعودية تعد البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي دحر «القاعدة» في بلاده.

أما والتر كتلر، السفير الأميركي السابق في الرياض في الثمانينات، فقد اتفق مع فريكر في وجهة نظره عن السعودية، وابدى انبهاره بالتقدم المطرد الذي شهدته المملكة.

وقال «عندما تذهب ثم تعود الى المملكة يمكنك مشاهدة التغيرات التي تطرأ، وما أراه هو بلد يتطور من خلال وجهة نظر المشاركة في الحكم».

واضاف كتلر ان التغيير في السعودية سيكون تدريجيا، مشيرا الى ان الولايات المتحدة قد أدركت اخيرا بأنه اذا كانت التغيرات ستدوم وستكون ذات فائدة فإن ذلك لن يحدث بين ليلة وضحاها.

وكان الخبير في مجلس العلاقات الخارجية الأميركية ستيفن كوكس قد قال، انه بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، فان العلاقات الأميركية ـ السعودية ستظل قوية.

وفي حديث للصحافة الأجنبية من واشنطن قال كوكس، إن على الادارة الأميركية الجديدة مواجهة حالة أكثر اتساعا وتعقيدا في الشرق الأوسط.

واضاف كوكس لوكالة الانباء السعودية، «بعد فترة خلاف كبير بين الولايات المتحدة والسعودية، فان العلاقات بين البلدين قوية وستظل على هذا النحو».

واعرب كوكس عن اعتقاده بان ادارة يديرها المرشح الديمقراطي باراك اوباما ستكون اكثر استعدادا للعمل مع السعودية والعرب المحاورين.

وقال كوكس «على الرغم من أن العلاقات السعودية الأميركية ستظل كما هي، الا أن السعودية في السنوات الأخيرة كانت مشوشة بشدة حيال التغيرات المثيرة في الشرق الأوسط».

واضاف للوكالة السعودية (واس)، ان «الحرب التي مضى عليها خمسة اعوام في العراق، وسباق ايران للحصول على الطاقة النووية، وعلى دور في المنطقة هزا السعوديين».

وتابع كوكس قائلا: «في خضم تزايد التوتر في الشرق الأوسط فان من غير المحتمل أن تحظى عملية السلام العربية ـ الاسرائيلية بالأولوية عند الادارة الأميركية المقبلة».

على الرغم من ذلك فقد قال كوكس ان المرشح الديمقراطي للرئاسة باراك اوباما هو اكثر عرضة للمشاركة في عملية السلام من منافسه المرشح الجمهوري جون ماكين.

وقال كوكس اذا ما اختارت الادارة القادمة الدخول في محادثات السلام فانه من المرجح ان تتم الاستفادة مرة اخرى من مصر والسعودية للتوسط، وعلى الرغم من ذلك قال ان قطر تلعب دورا أكثر نشاطا في العملية.

واضاف كوكس انه من المثير للاهتمام ان الرئيس الاسرائيلي شيمعون بيريس دعا الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لتعزيز مقترحه بشأن مبادرة 2002 للسلام، التي تعرض اعتراف الدول العربية باسرائيل في مقابل انسحاب اسرائيل من الاراضي العربية التي احتلتها في 1967، وقد لقت الخطة تأييد جامعة الدول العربية المكونة من 22 دولة.

وقالت واس: عندما سئل كوكس من قبل احد الصحافيين عن ما اذا كان حضور الرئيس الأميركي جورج بوش دعوة السعودية لحوار الاديان غير ذي صلة كونه قد تم انتخاب الرئيس الجديد، اجاب ان أي اجتماع بين الرئيس بوش والملك عبد الله سيكون مهما، لكنه اضاف «ليس بدرجة الأهمية بالنسبة لمستقبل العلاقات السعودية الأميركية لو كان اللقاء بين الملك عبد الله والرئيس المقبل».