43 مرشحا للرئاسة.. إلى جانب أوباما وماكين

أبرزهم رالف نادر المرشح الدائم ورون بول الذي ترشح مستقلا بعد فشله في الفوز بتسمية الحزب الجمهوري

TT

لا تقتصر أسماء المرشحين في انتخابات الرئاسة اليوم على مرشحي الحزبين الرئيسيين: باراك اوباما، مرشح الحزب الديمقراطي، وجون ماكين، مرشح الحزب الجمهوري، بل ترشح لهذه الانتخابات، إضافة الى المرشحين الرئيسيين، 43 شخصا، معظمهم مستقلون غير معروفين إلا في نطاق محدود داخل الولايات المتحدة. وعادة لا يهتم أحد بهؤلاء المرشحين ويحصلون بالكاد على بضعة آلاف من الأصوات. كما أن شبكات التلفزيون الأميركية، وهي مصدر الأخبار الرئيسية للأميركيين، اضافة الى الصحف الخمس الرئيسية في البلاد لا تتحدث عنهم، وكثيراً ما يفاجأ الناخبون بوجودهم على ورقة التصويت، وهم يستفيدون بعض الأحيان من الأصوات التي تذهب اليهم عن طريق الخطأ.

ومن أبرز هؤلاء المرشحين المنسيين الذين ينتمون الى أحزاب، عضو الكونغرس السابق بوب بار الذي يترشح باسم الحزب الليبرالي، وتشاك بالدوين عضو حزب الدستور والقسيس ومقدم البرامج الإذاعية الحوارية، وعضو الكونغرس السابق كينثيا ماكينري عن حزب الخضر. اما بين المرشحين المستقلين، فهناك الاميركي من اصل عربي رالف نادر الذي كان يتوقع ان يترشح باسم حزب الخضر، كما كل انتخابات، لكنه ترشح مستقلاً في هذه الانتخابات. ويعد نادر من أشهر المرشحين المنسيين، وولد عام 1934 من أسرة لبنانية، وهو محام وكاتب ومحاضر جامعي وناشط سياسي، وترشح مستقلاً عام 2004، وكمرشح من طرف حزب الخضر في انتخابات عام 1996 و2000. ومن اهم شعارات نادر حماية المستهلك والنزعة الإنسانية والمحافظة على البيئة وتكوين حكومة ديمقراطية. وكان حصل على أعلى أصوات في انتخابات عام 2000، حيث ذكر أن آل غور تضرر من تلك الأصوات التي كان يفترض ان تذهب لصالحه، لكن مع الانحياز الكبير للجاليات العربية مع باراك اوباما يرجح ان ينال نادر عدداً قليلاً جداً من أصوات الديقراطيين يوم غد الثلاثاء.

ومن بين المرشحين غير المعروفين، اشتراكيون وفوضويون وعمال وتاريخيون ومسالمون وانسانيون... وهناك مرشح من حزب «بروهيبيشن» (منع الخمر)، ومرشح سمى حزبه «صوت هنا»، خداعا للناخب عندما يختار الاسماء. ولان قانون الانتخابات الاميركي جملة قوانين ولايات، تحدد كل ولاية طريقة تسجيل المرشحين، لكنها تلتزم بشروط الدستور الاتحادي، وهي ان يكون المرشح مواطنا اميركيا مولودا في اميركا، والا يقل عمره عن خمس وثلاثين سنة، ولهذا، لا تقدر اي ولاية على منع أي شخص ينطبق عليه هذان الشرطان.

ورغم ان اغلبية المرشحين أفراد لم يرشحهم حزب معين، وأغلبية هؤلاء ترشحوا في ولاية او ولايتين فقط، واغلبية هؤلاء مستقلون، صار اشهر اربعة، بالاضافة الى نادر المستقل، هم الذين ينتمون الى احزاب التحرري والدستوري والخضر. وهؤلاء هم الذين تسجلوا في اكثر من نصف الولايات، مما يوضح ان القدرة المالية والتنظيم يحددان الفرق بين حزب له اعتبار، وحزب (او فرد) ليس له اعتبار. بل ان كثيرا من هؤلاء الأفراد إما ترشحوا ثم سحبوا ترشيحهم، او ترشحوا ثم جمدوا ترشيحهم، او ترشحوا نكاية في حزب لم يرشحهم.

وينتمي الى الطائفة الأخيرة رون بول، نائب في الكونغرس من الحزب الجمهوري، وخاض الانتخابات الأولية اعتمادا على معارضته معارضة قوية للحرب في العراق. وطبعا لم يرشحه حزبه، فأسس حزبين، وليس حزبا واحدا: حزب لويزيانا لدافعي الضرائب، وترشح في ولاية لويزيانا. ثم ذهب الى ولاية مونتانا، وأسس حزب مونتانا الدستوري، وترشح هناك.

وتختلف أسماء الاحزاب: «بروهيبيشن» (منع الخمر)، العمال الاشتراكي، تحالف الاشتراكيين والتحرريين، السلام والحرية، العائلات، المعارضون، الفوضويون، الاصلاحيون، سنة 2008، صوت هنا، الإنساني، المساواة الاشتراكية...الخ.

وهناك أحزاب بأسماء الولايات، مثل ان يرشح شخص نفسه في ولاية اوهايو، ويسمي حزبه حزب ولاية اوهايو. لكن، اغلبية المرشحين في ولاية واحدة اعلنوا انهم مستقلون. وترشحت جين اوموندسون، من مورتون (ولاية واشنطن) باسم حزب «بروهيبيشن» (منع الخمر). وليس هذا حزبا جديدا، لأنه يعود الى القرن التاسع عشر، قبل نصف قرن تقريبا من اجازة التعديل في الدستور الذي منع صناعة وبيع وتعاطي الخمور (التعديل رقم 18، سنة 1919). ثم، بعد اربع عشرة سنة، جاء التعديل في الدستور الذي ألغى المنع (التعديل رقم 21، سنة 1933). ولا يزال الحزب لم يغير رأيه، وهو ان الخمر حرام (كان هذا شعار الحزب عندما تأسس، ولاعتبارات دينية). لكن في وقت لاحق، ركز الحزب على منع الخمر لأسباب أخلاقية عامة، منها انه يشجع الرجال على ضرب النساء، ويزيد حوادث القتل، ويزيد الفقر بسبب الإدمان، بالإضافة الى صلته بالجريمة، وحوادث السيارات، والسلوك العام. وفي هذه الانتخابات لم تشر جين اموندسون، مرشحة الحزب، الى الجوانب الدينية، وركزت على وضع قوانين تمنع بيع الولايات للخمور، وتمنع القمار لصلته بالخمر، وأيضا التعري والصور والأفلام الفاضحة، والتجارة في هذه الأشياء.