السودان: الميرغني يعود غدا إلى الخرطوم بعد 19 عاما في المنفى.. برفقة جثمان شقيقه

جثمان أحمد الميرغني ينقل في طائرة حكومية والاتحاديون يشيعونه في مواكب بالخرطوم

TT

أكدت مصادر سودانية، قريبة من الحزب الاتحادي الديمقراطي، ان زعيم الحزب محمد عثمان الميرغني سيعود الى السودان غدا، منهيا 19 عاما في المنفى الذي اختاره لنفسه، بعد شهور من انقلاب «الانقاذ الوطني» في السودان الذي اطاح بآخر حكم ديمقراطي العام 1989.

وسيعود الميرغني الى الخرطوم، ليس كما كان يتمنى، هو وأنصار حزبه، وفق شروط وتغيرات مهمة في نظام الحكم في السودان، ولكن جاء في مناسبة حزينة حيث يعود برفقة جثمان شقيقه، أحمد الميرغني رئيس مجلس رأس الدولة السابق، النائب الاول لرئيس الحزب الاتحادي، الذي توفي بشكل مفاجئ أول من أمس في مدينة الاسكندرية، إثر نوبة قلبية لم تمهله طويلا.

ومن المقرر ان يصل جثمان أحمد الميرغني الخرطوم غدا. وقالت طائفة الختمية في بيان لها ان زعيم الحزب محمد عثمان الميرغني سيقود موكب التشييع من القاهرة الى الخرطوم حيث يوارى الثرى في مقبرة العائلة في مسجد «علي الميرغني» بالخرطوم بحري حيث دفن فيه والده، علي الميرغني، أحد مؤسسي الطريقة الختمية الواسعة الانتشار في السودان والرافد الديني للحزب. وقال البيان ان موكب التشييع يبدأ عصر الاربعاء من «جنينة السيد علي الميرغني» الواقعة في شارع النيل الشهير بالخرطوم ويسلك عدة طرق قبل ان يصل الى مسجد علي الميرغني بالخرطوم بحري، حيث يؤم المصلين محمد عثمان الميرغني، قبل موارة الجثمان الثرى. ونعى الرئيس عمر البشير ومؤسسة الرئاسة والمكتب القيادي للمؤتمر الوطني، الراحل، معددين مآثره الوطنية، وسعيه الحثيث لوحدة السودان. وقالت الرئاسة ان الرجل ضرب أروع الامثال في الوطنية ونكران الذات، مؤكدة ان البلاد كانت في أمس الحاجة لجهوده، خاصة انه كان ضمن رئاسة ملتقى مبادرة «أهل السودان» لحل أزمة دارفور. كما نعاه الحزب الاتحادي في بيان، وقال انه كان علما من أعلام الأمة الاسلامية، وقائدا فذا، مشيرا الى انه ظل حريصا على حقن دماء السودانيين وجمع الصف ولم الشمل الوطني. وأرسلت الحكومة السودانية طائرة خاصة أمس لنقل جثمان الفقيد إلى الخرطوم.

وقال تاج السر محمد صالح، القيادي البارز في الحزب الاتحادي، لـ«الشرق الاوسط» إن محمد الميرغني سيعود الى الخرطوم غدا، لكن مصادر أخرى في الحزب اشارت الى ان الميرغني سيعود الى القاهرة، ليواصل منفاه بعد انقضاء مراسم العزاء، التي عادة ما تستغرق في السودان بين يومين الى ثلاثة ايام.

ووصل زعيم الحزب الاتحادي مساء أمس إلى القاهرة، قادماً من المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، وكان في استقباله ممثلون لمختلف ألوان الطيف السياسي السوداني والسفير السوداني وأفراد البعثة الدبلوماسية ورئيس مكتب المؤتمر الوطني في القاهرة وجمع غفير من قيادات الحزب الاتحادي وطائفة الختمية. وطلب الرئيس السوداني عمر البشير، الذي انهى زيارة رسمية الى السعودية، قبل ايام، من محمد عثمان الميرغني خلال لقاء جمعهما في المدينة المنورة العودة إلى البلاد لإنهاء منفاه الاختياري الذي يقضيه بين مصر والسعودية واريتريا، ووعد الأخير بانه سيعود إلى البلاد في مطلع العام الهجري الجديد، أي في مطلع يناير (كانون الثاني) المقبل. وكان الميرغني يربط عودته الى البلاد بحزمة من الشروط من بينها تنفيذ اتفاق وقعه مع الحكومة السودانية عام 2005، في القاهرة، ويحمل بنودا تتعلق بتعويض الحزب عن أملاكه المصادرة في شتى مدن البلاد خلال سنوات حكم البشير الاولى. ويطالب قيادات كثيرة في الحزب الاتحادي بإنهاء منفاه والعودة الى الخرطوم لترتيب امور الحزب للانتخابات المقبلة. ويعتقد المراقبون بان غياب زعيم الحزب يعتبر سببا اساسيا في الانشقاقات التي تحدث في داخله، فضلا عن انضمام عدد من قيادات حزبه الى حزب البشير.

وأحمد الميرغني هو الشقيق الاصغر لمحمد عثمان، وكان ينوي العودة الى الخرطوم من الاسكندرية يوم الجمعة المقبل للمشاركة في عقد قران احد انصار الحزب المقربين، لكن المنية عاجلته. وكان الراحل قد غادر الخرطوم الى الاسكندرية، منذ نحو 4 اشهر مستشفيا. وانهى الفقيد منفاه معارضا لحكم الرئيس البشير، في نوفمبر عام 2001، عائدا الى الخرطوم بحجة ان الوطن في حاجة اليه في الداخل.