المرشحان واثقان بالفوز وآل غور يحذر من سيناريو 2000

ولايات المعركة الطاحنة: بنسلفانيا وفرجينيا وآيوا ونيومكسيكو ونيوهامشير وكولورادو

TT

قبل يوم واحد من الاقتراع، بدا كل من المرشحين الديمقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين واثقين من فوزهما، مع توجه ملايين الناخبين الاميركيين اليوم نحو مراكز الاقتراع بعد أطول حملة انتخابية في التاريخ الاميركي وأكثرها ضراوة. ويتوقع ان يكون عدد المقترعين قياسياً في حين اعلنت بعض الولايات انها تفكر جدياً في تمديد مدة الاقتراع إذا كان هناك اقبال شديد، وقررت المدارس اليوم اعطاء عطلة لتتيح للآباء والمدرسين التصويت. وفي ما يشبه النداء الاخير، قال اوباما للناخبين في اوهايو أمس: «نحن على وشك ان نربح معركة طاحنة ونحتاج ان نفوز في هذه الانتخابات، لكن عليكم ان تعملوا حتى آخر يوم وآخر ساعة وآخر دقيقة وآخر ثانية». من جهته قال جون ماكين لمؤيديه في فلوريدا: «أصدقائي لم يبق سوى يوم واحد حتى يمكننا ان نأخذ اميركا نحو اتجاه جديد... الانتصار اصبح في أيدينا على الرغم من نتائج الاستطلاعات... إذا فزنا في فلوريدا سنفوز في الانتخابات».

وتشير استطلاعات الرأي والتكهنات الى ان الولايات المتقاربة فيها التوقعات هي فلوريدا وانديانا وشمال كارولاينا ونيفادا واهايو، اما الولايات التي ستعرف تنافساً ضارياً فهي آيوا ونيومكسيكو وبنسلفانيا ونيوهامشير وكولورادو وفرجينيا. وكان المرشحان قد امضيا آخر 48 ساعة في جولات مارثونية حيث ظل اوباما طول الليلة قبل الماضية ينتقل من تجمع الى آخر في ولاية اوهايو، في حين عقد آخر تجمعاته الانتخابية الليلة الماضية في ماناساس في فرجينيا وزار قبل ذلك انديانا، قبل ان يتوجه الى شيكاغو حيث يقيم لاقامة تجمع انتخابي في مدينته ثم يتابع نتائج الانتخابات التي سيشرع في اعلانها مساء اليوم ابتداء من الساعة السادسة مساء بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة اي الساعة 11 ليلاً بتوقيت غرينتش.

وجال ماكين امس في ست ولايات، هي بنسلفانيا وفلوريدا وانديانا ونيومكسيكو وكولورادو ونيفادا، ويختتم حملته الانتخابية اليوم بتجمع في الصباح الباكر في مدينة بريسكوت في ولايته اريزونا في محاولة لتدارك الفرق، ولم ينم الليلة الماضية سوى بضع ساعات، ومن نيفادا ذهب برفقة نائبته سارة بالين الى فونيكس في ولايته اريزونا.

وفي سياق آخر، حذر آل غور المرشح السابق لرئاسة البيت الابيض من أن يتكرر سيناريو ولاية فلوريدا التي حرمته من الرئاسة عام 2000، وقال في رسالة وزعتها حملة اوباما وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها، إن اصواتاً قليلة في فلوريدا هي التي حسمت انتخابات عام 2000، مشيراً الى نسبة تسعة في المائة ايضاً حسمت انتخابات عام 2004 في اوهايو. وقال آل غور ان عدداً صغيراً من الناخبين يمكن ان يغير نتيجة الانتخابات. وقال غور في رسالته: «لا يمكننا ان نفقد أية فرصة لدفع أكبر عدد من الناخبين نحو مراكز الاقتراع ونتأكد أن اصواتهم قد احتسبت»، وأضاف: «لاحظنا مرتين في الانتخابات الرئاسية كيف حسمت مجموعة من عدة آلاف الامر في ولايات اعتبرت ساحة للمعركة».

وفي موضوع آخر، تحدث باراك اوباما لأول مرة عن مسألة أثارت ضيقه اكثر من الهجومات الشخصية التي تعرض لها والنبش في جميع تفاصيل حياته، وقال ان أكثر ما ضايقه في الحملة الانتخابية هو الهجوم الشخصي الذي شنه الجمهوريون ضد زوجته ميشال. وقال امس لشبكة «سي بي إس»: «الجمهوريون والصحافة اليمينية ذهبوا خلف زوجتي بطريقة تجاوزت كل الحدود، ولم اكن اتوقع ان يقوم حلفائي بشيء مماثل ضد زوجة خصم سياسي». وفي شأن ما بعد الانتخابات تحدثت امس شبكات التلفزيون الاميركية عن تكهناتها حول الادارة المقبلة سواء فاز اوباما أو ماكين. وقالت إن الاميركيين اليوم لن ينتخبوا فقط رئيساً جديداً بل كذلك فريقاً ضخماً من المساعدين. واشارت الى ان إدارة «الرئيس جون ماكين» ستكون محافظة في حين ان إدارة «الرئيس باراك اوباما» ستكون ليبرالية. وقالت إن اوباما في حالة فوزه سيختار كبار مساعديه بما في ذلك بعض اعضاء الحكومة من ثلاث جهات، حكام الولايات الديمقراطيين، كبار الشخصيات الذين عملوا مع إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون، وشخصيات سياسية من مدينته شيكاغو.

ومن بين الشخصيات التي يتوقع ان تشغل مناصب مهمة حاكم ولاية اريزونا، جانيت نابوليتانو وكاثلين سبيليس حاكمة ولاية كنساس والاثنتان ايدتا اوباما منذ البداية. ويتوقع ان تشغل نابوليتانو منصب وزيرة العدل وكاثلين وزيرة التعليم. كما يتوقع ان يعين إيد ريندل حاكم بنسلفانيا في منصب وزير الطاقة أو النقل، في حين يطرح اسم بيل ريتشاردسون، حاكم ولاية نيومكسيكو وهو من الهيسبانيك، في لائحة المرشحين لمنصب وزير الخارجية. كما ان من بين الحكام السابقين المرشحين لمنصب وزير الزراعة توم فيلساك الحاكم السابق لولاية آيوا. ومن بين مساعدي كلينتون الذين يعملون الآن مع اوباما، جون بوديستا وسوزان رايس وجيمس ستينبرغ وغرغوري كريغ وجن سبرلينغ ولورا تايسون. ويرجح ان يعين ديفيد اكسلورد كبار مستشاري اوباما خلال الحملة الانتخابية وديفيد بلوف مدير الحملة في مناصب سياسية، في حين أن المتحدث باسم الحملة روبرت غيبس يمكن ان يكون متحدثاً صحافياً.

أما في حال فوز ماكين الذي كان والده وجده يحملان رتبة ادميرال في البحرية، فسيعتمد على الضباط المتقاعدين، وبعض الشخصيات من مراكز «البحث والتفكير» في واشنطن. ومن الشخصيات التي يتوقع ان تشغل منصباً في البيت الابيض: وزير البحرية السابق جون ليمان، حيث يتوقع ان يتولى وزارة الدفاع، على الرغم من ان ماكين الذي لا يقبل سوى «عودة القوات منتصرة من العراق» ربما يطلب من وزير الدفاع الحالي روبرت غيتس البقاء في منصبه. ويتوقع ان يسند ماكين منصب وزير الخارجية لصديقه السيناتور الديمقراطي المستقل جو ليبرمان، ومن بين المرشحين للمنصب روبرت زوليك الرئيس الحالي للبنك الدولي. ومن قطاع الاعمال يرجح ان يستعين ماكين بكل من ميغ هوايتمان وكارلي فيورينيا. ومن المؤكد ان ماكين سيسند مهاما اساسية في إدارته لاثنين من منافسيه السابقين وهما العمدة السابق لمدينة نيويورك رودي جولياني الذي من المحتمل ان يشغل منصب وزير العدل والحاكم السابق لولاية ماساشوسيتس ميت رومني. ويتوقع ان تتولى هيثر ويلسون من نيومكسيكو وزارة الطاقة او منصباً في مجلس الامن القومي. في حين يتوقع ان يتولى مدير حملته ريك ديفيس منصباً رفيعاً في البيت الابيض. ويتم حالياً تداول عدة اسماء في واشنطن، من شيكاغو واريزونا، على الرغم من أن مصادر الحزبين الجمهوري والديمقراطي قالت إن المطلوب الآن هو التركيز على الاقتراع الذي سيجرى اليوم.