نيجيرفان بارزاني: سنرحب بإقامة قواعد أميركية في كردستان بعد موافقة بغداد

قال في تصريحات خص بها «الشرق الأوسط»: بعض وسائل الإعلام العراقية والعربية شوهت تصريحات رئيس الإقليم لأغراض سياسية

نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: كامران نجم)
TT

حمل نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان على بعض وسائل الاعلام العراقية والعربية كونها تعاطت مع التصريحات التي أدلى بها في واشنطن مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان بخصوص احتمالات اقامة قواعد عسكرية اميركية على أراض الاقليم وترحيب الاقليم بذلك مسبقا، وأضاف بارزاني في حديث خاص وحصري لـ«الشرق الاوسط» ان تلك القنوات الاعلامية «استغلت تصريحات رئيس الاقليم استغلالا سيئا لأغراض سياسية مبيتة، وتعمدت تشويه ما قاله الرئيس بهذا الخصوص ليعطي معاني ومفاهيم مغايرة لما قاله ويقصده».

وتابع نيجيرفان بارزاني يقول «للأسف الشديد تعاطى الاعلام العربي بشكل خاص مع ما ذكره السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان بخصوص الاتفاقية الامنية المزمع إبرامها بين العراق والولايات المتحدة وترحيب الإقليم بإقامة قواعد عسكرية أميركية على أراضيه، فقد شوهت أقوال الرئيس بارزاني تشويها تاما ربما بشكل متعمد او لأغراض معينة». وأكد «ان موقف رئاسة الاقليم متطابق تماما مع موقف رئاسة حكومة الاقليم بخصوص الاتفاقية الاستراتيجية مع الولايات المتحدة ويصبان كليا في خانة المصالح العليا للعراق، فالإقليم وحكومته جزء من العراق الاتحادي ـ الفيدرالي الموحد، وفيما يتعلق بتصريحات رئيس الاقليم حول استعداد الاقليم للسماح بإقامة قواعد عسكرية اميركية على اراضي كردستان في اطار مقابلة صحافية له في الولايات المتحدة، فانني أؤكد أن الرئيس بارزاني اوضح بصراحة شديدة ان الاقليم سيوافق على اقامة تلك القواعد بعد ابرام الاتفاقية الاستراتيجية المزمعة بين العراق والولايات المتحدة وبعد مصادقة الحكومة والبرلمان العراقيين اللذين نحن شركاء حقيقيون فيهما على هذا الأمر، وبما ان الاقليم هو جزء من العراق ودستوره الدائم فإن اقرار مثل هكذا قضايا مهمة وحساسة سيكون من اختصاص الحكومة المركزية بطبيعة الحال طبقا للدستور العراقي الذي نحن ملتزمون ببنوده التزاما تاما». وأردف رئيس حكومة الإقليم قائلا «ان رئيس الاقليم وحكومة اقليم كردستان يتعاطيان مع الاتفاق الامني المزمع مع الولايات المتحدة من منظور مصالح العراق وشعبه ككل وليس من منظور مصالح شعب كردستان وحسب، وان دعمنا لهذه الاتفاقية نابع من إيماننا بأهميته وضرورته بالنسبة للعراق لاسيما وان البدائل المطروحة عنها هي سيئة، ونحن نتصور أن هذه الاتفاقية ان أبرمت فستكون مشرفة للعراق في وضعه الحالي، لذلك ومن هذا المنطلق ندعم حكومة الرئيس نوري المالكي ونساند المصالح العليا للعراق والتي نعتقد أنها مصانة الى حد كبير، ولكن للأسف الشديد عمد الكثير من وسائل الاعلام العراقية والعربية الى تشويه تصريحات الرئيس بارزاني بهذا الصدد لأغراض سياسية». وفي رده على سؤال حول ما اذا كانت الولايات المتحدة قد بحثت مسألة إقامة القواعد العسكرية على أراضي الاقليم مع حكومة ورئاسة الاقليم ام هي مجرد مبادرات تطلقها الادارة في الاقليم لجس النبض، قال بارزاني «لم نقترح ولم نطرح مثل هذه المبادرات اطلاقا، لأن هذه القضايا كما أسلفت القول هي من اختصاص السلطات الاتحادية المركزية في العراق، وليس اقليم كردستان كي يتباحث مع الجانب الاميركي على نحو مباشر، خصوصا وان الاقليم ملتزم كليا بالدستور العراقي الدائم الذي هو جزء منه، بمعنى ان الاقليم ملتزم بالسياسات التي تصاغ في بغداد وبالتالي ليس من حق الاقليم دستوريا التحاور المباشر مع الولايات المتحدة او غيرها بخصوص قضايا من هذا القبيل، وأشدد على اننا لم نبحث هذه المسألة مع الادارة الاميركية الحالية مثلما لم تطرح علينا واشنطن مسألة من هذا النوع، والأمر كله لا يعدو كونه مجرد افتراضات مسبقة لأوانها، فإذا أبرم العراق اتفاقيته الامنية مع الولايات المتحدة ووافقت بغداد على اقامة قواعد عسكرية اميركية على أراضي الاقليم عندها سيرحب برلمان الاقليم وحكومته بهذا الامر». وفي جانب آخر من حديثه سلط بارزاني الاضواء على تطورات العلاقات الدبلوماسية التي بدأت في الآونة الاخيرة بين اقليم كردستان وتركيا، وقال «ان الحوار الثنائي بين الطرفين مستمر بعيدا عن وسائل الاعلام، وأستطيع الجزم بأن تقدما كبيرا حصل في مباحثاتنا مع أنقرة، وأنا شخصيا متفائل جدا بمستقبل العلاقات الدبلوماسية بين اقليم كردستان وتركيا». وبخصوص ما أشيع عن مطالب تركية تعجيزية من اقليم كردستان منها انضمام قوات البيشمركة الكردية الى جانب القوات التركية في محاربة مقاتلي حزب العمال الكردستاني المناهض لتركيا كشرط لبدء العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين، قال رئيس حكومة الاقليم «لم تطرح علينا تركيا مثل هذه الشروط او المطالب مطلقا، وهنا أرى من الضرورة التأكيد مجددا على ان حكومة الاقليم تعتقد بأن حل قضية حزب العمال لن يتم بالوسائل العسكرية اطلاقا، وتؤكد ثانية أنها ليست مسؤولة عن تصرفات عناصر ذلك الحزب وعملياته المسلحة ضد تركيا الجارة بل تدينها مجددا مثلما شجبتها في السابق، ونأمل في ايجاد حل سياسي ودبلوماسي لهذه المشكلة وبالشكل الذي يخدم مصالح تركيا والعراق واقليم كردستان». وبخصوص احتمالات حدوث تغيير في السياسة الاميركية تجاه إقليم كردستان تحديدا فيما لو وصل الديمقراطيون الى البيت الابيض إثر الانتخابات الرئاسية الاميركية التي جرت اليوم، قال بارزاني «نحن نأمل اولا في ان تنجح الادارة الاميركية الجديدة سواء كانت جمهورية او ديمقراطية في تقديم المزيد من الخدمات لشعب الولايات المتحدة، ولكن التجربة أثبتت لنا بالذات ان خوض غمار ادارة السلطة اصعب بكثير من العمل خارج الادارة والذي يتيح هامشا واسعا لإطلاق الكثير من الوعود والعهود التي يصعب تنفيذها أحيانا على أرض الواقع بشكل عملي، اما بصدد حدوث تغيير في السياسة الاميركية فلا شك في وجود مساع لإحداث نوع من التغيير ولكنني لا أعتقد أن يكون التغيير بالحجم الذي يتسبب في إحداث مشاكل كبيرة خصوصا وان الولايات المتحدة هي دولة مؤسسات والرئيس هو جزء من تلك المؤسسات».