العراقيون يميلون لانتخاب قوائم علمانية.. والإسلامية تتراجع شعبيتها

حسب استطلاع للرأي أجرته منظمات المجتمع المدني

TT

كشف استطلاع للرأي العام في العراق أجرته منظمات المجتمع المدني عن ان توجهات الشارع العراقي تحولت وبدرجة عالية من تفضيل الأحزاب الإسلامية الى القوائم العلمانية والديموقراطية، وهو دليل على ان تأثير وشعبية الأحزاب الدينية تراجعت وبشكل قد يقلب التوقعات خلال الانتخابات المقبلة. وبينت المسؤولة عن اجراء الاستطلاع ضمن نشاط جمعية الامل العراقية الدكتورة طاهرة داخل المتخصصة في مجال الاستبيانات، انه «رغم ان الاستطلاع شمل المناطق الفقيرة الا ان نسبا كبيرة من العوائل الفقيرة ابدت استعدادها للمشاركة في الانتخابات المقبلة، فيما كانت توجهاتهم تنم عن تبدل وتغير كبير مقارنة بتوجهات الشارع العراقي خلال الانتخابات الماضية والتي كانت تميل لانتخاب الاحزاب الاسلامية، بينما وجدنا ان ما نسبته 26.3 % يفضلون القوائم المستقلة وجائت بعدها الكتل العلمانية والديمقراطية وبنسبة 23.7% بعدها الشخصيات الدينية بنسبة 22%، وتاتي بعدها الشخصيات العشائرية بنسبة 7% فقط والنسبة البقية لم تبين توجهاتها». والشيء المهم الاخر وبحسب الباحثة هو ان هناك محافظات ذات طبيعة دينية مثل كربلاء «نجد توجهات المواطنين فيها تميل الان لاحزاب غير اسلامية وفي بغداد ثلث الاصوات كانت للاحزاب العلمانية والديمقراطية والمستقلة وتراجعت شعبية الاسلامية، وصلاح الدين كانت 42 للدينية بعدها تأتي العلمانية فيما لم تحصل الشخصيات العشائرية على اي نسبة تذكر.. اما النجف فحققت الاحزاب الدينية اعلى نسبة اصوات وبنسبة 34% والقومية 6% والعلمانية 26% وهي نسبة كبيرة ايضا داخل مدينة ذات طابع ديني، اما الانبار فكانت اعلى الاصوات 34% للعلمانية و48% للشخصيات العشائرية فيما لم تحصل الدينية الا على نسبة 6%، وفي البصرة جاء التصويت لصالح الشخصيات المستقلة بنسبة 70%، ونفس الارقام جائت لمحافظات ديالى وعلى العموم كانت توجهات الشارع تميل للعلمانية وبنسب عالية جدا فيما تراجعت الاسلامية». من جهة اخرى حذرت منظمات انسانية عراقية امس من ان دوامة الفقر بدات تتسع في العراق وستبتلع اعداد اخرى من العراقيين، مشيرة الى كشفها احصائيات تقلق الحكومة، وأخرى تريد معرفتها وبخاصة تحول ثقة الشارع العراقي من الأحزاب الاسلامية للعلمانية وحتى في المحافظات التي تميل للطابع العشائري.

بسمة الخطيب مديرة مشاريع المرأة والشباب في جمعية الأمل بينت خلال حفل اعلان نتائج حملة دعم العوائل المعوزة في العراق، ان الجمعية ترعى اكثر من 52 الف مستفيد وبخاصة شرائح الارامل والمطلقات «حيث اننا سجلنا ارتفاعا مهولا في عدد الارامل وهناك 11% من العوائل العراقية تعيلها النساء ويقابل ذلك تدهور امني وتصاعد العنف ضد المرأة وزيادة جرائم الشرف وتهميش دور المرأة وقلة التعليم التي تنالها، وهنا يكون دورنا اعادة حقوقها اليها من فرص عمل وزيادة دخل والتثقيف وغيرها». وبينت مسؤولة مشروع الشرائح المهمشة الدكتورة طاهرة داخل ان المشروع الذي تبنته جمعية الامل العراقية، احدى اكبر منظمات المجتمع المدني واكثرها نشاطا في مناطق العراق، بدأ خلال شهر رمضان وتبين ان مناطق كثيرة من العراق لا يجد سكانها ما يأكلونه، كما عملنا على تشغيل أكثر من 258 أرملة في هذا المشروع والانتشار من خلال 34 منظمة عاملة في محافظات بعضها خطرة جدا مثل ديالى اضافة الى رجال الشرطة ومديري المدارس والمجالس البلدية. وكشفت لـ«الشرق الأوسط» على هامش الاحتفالية أرقاما وصفتها بالخطيرة، حيث تبين ان عدد الارامل في المناطق المعوزة هي الأعلى من نسبة النساء وقالت «نجد 4000 أرملة من اصل 11 ألف امراة والمطلقات 688، كما تجد ان العوائل العراقية التي تتكون من عدد اكبر من الافراد هي افقر من غيرها، واغلبهم لا يملكون دخلا ثابتا». وبينت «ان دوائر الدولة المعنية لا تشمل برعايتها سوى نسبة ضئيلة جدا من العوائل المحتاجة فيما تغيب بعضها بشكل كامل وبخاصة الوقفين السني والشيعي اللذين لم يتبين حجم نشاطهما في هذا الامر رغم التخصيصات المالية الكبيرة التي اعطتها المالية لهم والتي خصصت اصلا لدعم العوائل الفقيرة لكننا لم نجد أي من العوائل قد تسلمت دعم من الوقفين».