مصر: الشرطة تمنع بالقوة اشتباكات بين أقباط ومسلمين في قرية بالصعيد

«طوبة» من مجهول على جنازة موظف بريد زادت الاحتقان في «الطيَّبة»

TT

«كانت جنازةٌ لرجلٍ مسلم تسيرُ أول من أمس وسط قرية الطيِّبة ذات الأغلبية القبطية، حين قذف مجهولٌ طوباً على مؤخرة الجنازة، لكن قوات الأمن المتأهبة ألقت قنابل مسيلة للدموع لمنع وقوع اشتباكات بين الطرفين؛ المسلم والمسيحي، مجددا». هكذا قال النائب بالبرلمان المصري إبراهيم زنوني عن محافظة المنيا جنوب مصر، التي تقع بها قرية «الطيِّبة»، وهي قرية تشهد احتقانا بين المسلمين والأقباط منذ نحو شهر بعد مقتل قبطي في اشتباك طائفي بالقرية استخدمت فيه الأسلحة والعصي والحجارة. وأضاف «زنوني» في اتصال بـ«الشرق الأوسط» إن «الأمن تدخل وضربَ ووأدَ تجدد الفتنة». وقال شهود عيان ومصادر أخرى إن قوات الأمن التي ترابط في القرية منذ نحو 45 يوماً حالت دون تجدد الاشتباكات بين الطرفين يوم أول من أمس، حين منعت المسلمين من استهداف المسيحيين هناك. وقال شاهد عيان: «في غالبية قرى الصعيد، مثل قرية الطيَّبة، من المعتاد أن يقول رجل في مقدمة كل جنازة لمسلم: لا إله إلا الله، وأن يرد عليه رجل آخر من مؤخرة الجنازة قائلا: محمد رسول الله.. وأن جنازة موظف بمكتب بريد القرية اسمه أحمد عباس، كانت تسير بتلك الطريقة وسط القرية في طريقها إلى مقابر المسلمين، لكن أحد المشيعين صاح من الوراء بأن المسيحيين يضربون الجنازة بالطوب».

وقال رجل قبطي، من أعضاء وفد يضم أقباطا ومسلمين، تم تشكيله أخيرا للصلح بين طرفي أهل القرية، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، دون كشف اسمه، إن أقباط القرية لم يقوموا بهذا..«لم يثبت أحدٌ أنَّ قبطيا هو من قام بإلقاء حجارة على جنازة المسلم.. نحنُ كنا على وشك عقد مجلس صلح بين أبناء الطيِّبة».

ومع ان مصادر تحدثت أمس عن إلقاء الشرطة المصرية القبض على 40 شخصا من المسلمين والأقباط بالقرية إلا إن مسؤولا أمنيا قال إن «الموضوع صغير»، و«لا يجب أن يأخذ أكبر من حجمه.. أوقفنا كل واحد عند حده.. الموضوع انتهى». وأوضح النائب بالبرلمان المصري عن محافظة المنيا، حميدة عبد العاطي، في اتصال بـ«الشرق الأوسط»: «نحن (كنواب من الحزب الحاكم عن محافظة المنيا) شكلنا وفدا يتكون من مشايخ (عواقل) مسلمين وأقباط من عزب مجاورة لقرية الطيِّبة، وبعد أن عُقد لقاءٌ مع مسيحيي القرية، ولقاء آخر مع مسلميها، كان من المفترض أن يتوجه لعقد جلسة صلح نهائية.. سنُعجل من هذا الأمر لاحتواء الخلاف بين أبناء القرية الواحدة»، مشيراً إلى أن سبب المناوشات الأخيرة ربما كان مصدرها تلاميذ تصادف خروجهم من مدرستهم بمرور الجنازة من هناك.