مصادمات بمقر حزب الغد في القاهرة بين أنصار زعيمه ومؤيدي أيمن نور

استخدمت فيها زجاجات المولوتوف

مؤيدون لرئيس حزب «الغد» المعين موسى مصطفى يحاولون إحراق بوابة مقر الحزب إثر نزاع مع أنصار الرئيس السابق أيمن نور في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

أتى حريق هائل على مقر حزب الغد المصري المعارض، بعد مواجهات بين جناحيه المتناحرين على رئاسة الحزب، تبادلا فيها الاتهامات حول المسؤولية عن الحريق الذي أصيب فيه نحو 6 أشخاص.

وشهد ميدان طلعت حرب، في وسط العاصمة المصرية، تكثيفا أمنيا ومنعت السلطات الصحافيين ووسائل الإعلام من الاقتراب من مقر الحزب، بينما اعتقلت العشرات من أنصار جبهة أيمن نور، زعيم الحزب المحبوس حاليا على خلفية إدانته في قضية تزوير توكيلات حزبه، ومجموعة من أنصار موسى مصطفى موسى الذي كان قد حصل على حكم بأحقيته في ترأس الحزب في العام الماضي.

وحسب الرواية الرسمية التي سردتها وكالة «أنباء الشرق الأوسط» فإن أنصار مصطفى موسى رئيس الحزب نظموا وقفة احتجاجية قبل ظهر أمس أمام مقر الحزب تمهيدا لدخوله، إلا انهم فوجئوا بعناصر تابعين لأيمن نور يقذفونهم بالحجارة لمنعهم من دخول المقر، وأشعلوا النيران في محتويات المقر، وأحدثوا تلفيات في السيارات الموجودة أسفل مبنى المقر.

واتهمت الوكالة الرسمية جميلة إسماعيل (زوجة نور) بالتسبب في المواجهات بعدما قامت بترديد هتافات ما دفع أنصار زوجها إلى الاشتباك مع أنصار مصطفى موسى.

لكن زوجة نور اتهمت أنصار مصطفى موسى بإشعال الحريق، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «إنهم أجهضوا محاولة لعقد جمعية عمومية وهاجموا أعضاء الحزب وأشعلوا فيه النار» واستغربت الحديث عن إشعال أنصار زوجها النار في مقر الحزب، خصوصا أن المقر هو مكتب نور للمحاماة. وأضافت: «من أين سنأتي بالحجارة لنقذفهم بها، إننا كنا داخل المقر وفوجئنا بالعشرات من البلطجية يهاجموننا». واتهمت جميلة السلطات المصرية بالتواطؤ مع جناح موسى، وعدم وجود تكثيف أمني رغم علمهم بأن هناك جمعية عمومية ستعقد، مشيرة إلى انها قامت بتحرير محضر قبل أيام يطالب موسى بعدم التعرض لها وأنصار زوجها. بدوره قال أمين حزب التجمع، حسين عبد الرازق، الذي كان يتابع الحريق من مقر مكتبه في المبنى المقابل لحزب الغد للصحافيين: «كان هناك تراخ أمني واضح في احتواء الخلافات منذ بدايتها ولم تتحرك السلطات كما كان ينبغي» مشيرا إلى أن السلطات عندما تعلم بوجود اجتماع صغير داخل حزبه ترسل بتعزيزات أمنية، لكن هذا لم يحدث مع الغد رغم أن هناك وجودا أمنيا كثيفا في المنطقة. من جانبه نفى موسى لـ«الشرق الأوسط» قيام أنصاره بإشعال النار، متهما زوجة نور بذلك ومحاولة قتل أنصاره بإلقاء زجاجات المولوتوف على المارة وأنصاره الذين حاولوا دخول مقر الحزب. وقال إن أنصاره من كافة أنحاء الجمهورية جاءوا كي يحتفلوا معه بصدور حكم لصالحه وأنه هو الرئيس الشرعي للحزب. يشار إلى أن نور حصل على حوالي 8% من أصوات الناخبين في أول انتخابات رئاسة تنافسية مصرية أجريت عام 2005 قبل الحكم بسجنه في القضية التي أدين فيها بتزوير توكيلات حزبه. وكلف النائب العام فريق تحقيق لإجراء معاينة لمكان الحريق في حزب الغد وأصدر قراراً باستدعاء خبراء المعمل الجنائي لفحص الحريق وبيان أسباب وقوعه، والتحفظ على ما بقي من آثار ومقتنيات في المكان.