أوباما قد ينهي تشكيل فريقه في 10 أيام.. وايمانويل يقبل منصب رئيس موظفي البيت الأبيض

يتأهب لإعلان فريقه الاقتصادي قبل قمة الـ20 للمشاركة في المفاوضات من خلف الأبواب

ملصق كبير لباراك أوباما يبدو فيه بملابس سوبرمان في شارع ميلروز في لوس أنجليس (أ.ف.ب)
TT

يتحضر الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما لاول ظهور له بعد ليلة الفوز، ومن المتوقع ان يعقد مؤتمرا صحافيا نهاية الاسبوع الحالي قد يعلن فيه بعض الاسماء التي سيضمها الى ادارته الجديدة. وأعلن أمس عن أول اسم يعين في ادارة أوباما رسميا، وهو النائب عن شيكاغو رام ايمانويل الذي قبل أن يشغل منصب رئيس موظفي البيت الابيض.

وعلى الرغم من انه لدى الرئيس المنتخب فترة عشرة أسابيع لتركيب فريق عمله، الا انه من المتوقع ان يبدأ اوباما بالاعلان عن الاسماء التي يريد ضمها الى فريقه وحكومته خلال العشرة ايام المقبلة، تفاديا لتكرار ما حدث مع الرئيس بيل كلينتون الذي انتظر الايام الخمسة الاخيرة التي سبقت اداءه القسم وتسلمه منصبه، لاعلان أعضاء حكومته وفريق عمله في البيت الابيض. وأوباما كان قد بدأ باتصالاته لملء المناصب المهمة في البيت حتى قبل فوزه، اذ تسرب اسم النائب ايمانويل قبل يومين من الاقتراع، كمرشح لشغل منصب رئيس الموظفين. وايمانويل معروف بصراحته وتشبثه بأفكاره. وشغل منصب مستشار سياسي للرئيس كلينتون، ثم فاز قبل ست سنوات بمقعد نيابي عن شيكاغو. وفي الكونغرس، بدأ سريعا بتسلم مناصب قيادية، وشغل منصب رئيس لجنة الحملة الانتخابية في الحزب الديمقراطي في عام 2006 ولعب دورا رئيسيا باعادة حزبه الى السلطة وحيازتهم على الاغلبية بعد 12 عاما قضاها الديمقراطيون كأقلية. ووالد ايمانويل، بنيامين ايمانويل، يحمل الجنسية الاسرائيلية وكان ينتمي الى مجموعة «ايتسيل» السرية اليهودية القومية المتشددة التي خاضت حرب عصابات ضد القوات البريطانية قبل اعلان اسرائيل في 1948. وقد هاجر بعد ذلك مع اسرته في الستينات الى الولايات المتحدة واقام في شيكاغو. وفي 1997 ادى رام ايمانويل خدمة عسكرية لفترة قصيرة في اسرائيل، بحسب ما ذكرت صحيفة «هآرتس». وخلال الفترة التي سبقت حرب الخليج في 1991 تطوع في مكتب للتجنيد تابع للجيش الاسرائيلي.

وبقي رام على الحياد في الانتخابات التمهيدية بين باراك اوباما وهيلاري كلينتون زوجة الرئيس الذي شغل منصبا استشاريا في عهده، وحافظ على علاقاته الجيدة مع كلينتون وأوباما، صديقه من شيكاغو منذ فترة طويلة.

ومن المتوقع ان يعلن اوباما في اليومين المقبلين رسميا عن اختياره لرام، وحتى الان فان الامر الوحيد الذي أعلنته حملته رسميا، هو الفريق الذي سيتولى مهمة نقل السلطة. وجاء في بيان مكتوب صادر عن الفريق الذي يعمل مع الرئيس المنتخب أن الفريق الانتقالي سيرأسه جون بوديستا الذي كان رئيس الموظفين في عهد بيل كلينتون، وبيت راوس الذي كان يشغل منصب رئيس موظفي اوباما في مجلس الشيوخ، وفاليري جاريت وهي صديقة لاوباما وكانت من بين فريق مستشاريه في الحملة.

وقال أشخاص من الحزب الديمقراطي من المطلعين على خطوات تشكيل الفريق الجديد، ان ادارة الرئيس المنتخب ستتضمن الكثير من الاشخاص الذين رافقوا أوباما منذ مدة طويلة، اضافة الى خبراء ومتخصصين عملوا في البيت الابيض في عهد الرئيس بيل كلينتون. وسيكون الاقتصاد على رأس الاولويات التي رسمها اوباما لادارته الجديدة، ومن بين المناصب المهمة التي يبحث عن من يشغلها، منصب وزير الخزانة الذي تنتظره تحديات مواجهة الاقتصاد الاميركي المتردي. وتتردد اسماء 14 شخصية لخلافة هنري بولسن ومن أهم الاسماء المتداولة لشغل المنصب، تيموثي غيثنر رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في ولاية نيويورك، وهو ساعد بحل أزمة وول ستريت التي تفجرت في منتصف سبتمبر (أيلول)، وأشرف على خطط انقاذ المصارف التي وضعتها الحكومة.

وهناك أيضا لورانس سمرز وزير الخزانة السابق الذي خدم في النصف الثاني من عهد الرئيس بيل كلينتون وعمل أيضا كرئيس الاقتصاديين للبنك الدولي بين عامي 1991 و1993، وكان قبل ذلك يعلم الاقتصاد في جامعة هارفرد. ومن الاسماء المطروحة أيضا بول فولكر الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) والذي خدم في ادارتي جيمي كارتر ورونالد ريغان، كما عمل أيضا في القطاع الخاص في الاستثمار المصرفي.

وفي حين قال البعض إن أوباما قد يؤخر اعلان فريقه الاقتصادي لما بعد 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، يوم عقد قمة الـ20 الاقتصادية في واشنطن، تفاديا للتدخل في أعمال القمة، قال آخرون إنه قد يتعجل في اعلان فريقه قبل هذا التاريخ حتى يتمكن من المشاركة في القرارات التي ستتخذ، ولو من خلف الابواب المقفلة. وتستضيف واشنطن الأسبوع المقبل قمة يحضرها 20 من قادة العالم لمواجهة الأزمة المالية وإرساء مبادئ مشتركة جديدة لتنظيم القطاعات المالية التي تحاصرها المشكلات.

وبين الاسماء الاخرى المتداولة لشغل مناصب في ادارة اوباما المقبلة، سيناتور ماساشوستس والمرشح السابق للرئاسة عن الحزب الديمقراطي جون كيري، والذي فاز بست سنوات جديدة في الكونغرس يوم الثلاثاء الماضي. وقال أكثر من شخص داخل الحزب الديمقراطي، تحدثوا من دون اعلان هوياتهم، ان كيري يبدو مهتما بشغل منصب وزير الخارجية، الا ان الناطقة باسم كيري، بريجيت أورورك، نفت التقارير ووصفتها بأنها «سخيفة».

وهناك أسماء أخرى يجري التداول بها لمنصب وزير الخارجية مثل الدبلوماسي السابق ريتشارد هولبروك الذي تم ترشيحه سبع مرات لنيل جائزة نوبل للسلام، وكان سفيرا لبلاده في الامم المتحدة، كما عمل مع هيلاري كلينتون في حملتها الانتخابية للرئاسة. واعتمد أوباما بقوة على ثلاثة خبراء في السياسة الخارجية في حملته من المرجح ان يشغلوا مناصب في البيت الابيض او وزارة الخارجية هم مارك ليبرت ودنيس مكدونو وهما مساعدان سابقان في مجلس الشيوخ، وبن رودس كاتب خطب السياسة الخارجية لاوباما. كما طرح أيضا اسم بيل ريتشاردسون، حاكم ولاية نيومكسيكو، وهو من الاميركيين اللاتين، وكان مرشحا في الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي وطرح اسمه على لائحة المرشحين المحتملين كنائب للرئيس مع اوباما. ويطرح أيضا للمنصب اسم السيناتور الجمهوري الذي سيترك مقعده في مجلس الشيوخ ليتقاعد نهاية العام تشاك هاغل والذي كان أيضا قد طرح اسمه على لائحة المرشحين المحتملين لنائب الرئيس قبل أن يختار اوباما جو بايدن. وهاغل هو سيناتور عن نبراسكا، وقد طرح اسمه لتسلم منصب وزير الدفاع أيضا، رغم أن هناك احتمالا ان يبقي اوباما على بيل غيتس، الوزير الحالي الذي يحظى باحترام الحزبين الديمقراطي والجمهوري، في حال اراد اشراك الجمهوريين في حكومته. ومن الاسماء المطروحة أيضا لتسلم منصب وزير الدفاع في حال اتخذ قرار التخلي عن غيتس، سيناتور جورجيا السابق سام نان الذي كان أيضا اسمه مطروحا على لائحة أوباما لنائب الرئيس. ونان يعمل ضمن فريق مستشاري اوباما للسياسة الخارجية والامن، الا ان نان قال لصحافيين في أتلانتا أمس إنه سعيد بعمله في القطاع الخاص، وان أوباما لم يعرض عليه بعد شغل أي منصب حكومي مضيفا انه ليس «مهتما بشغل منصب حكومي».

كما يتداول الاعلام الاميركي اسم كولن باول، وزير الخارجية السابق في ولاية بوش الاولى، كمرشح لوزارة الدفاع او التعليم، لكن الاخير قال في مقابلة مع شبكة «سي ان ان» أول من أمس انه لا يسعى ولا يتوقع ان يعرض عليه منصب وزاري في ادارة اوباما وانما ربما يساعد كمستشار. وكان باول قد أعلن دعمه لاوباما قبل نحو أسبوع من تاريخ الاقتراع بعد ان امتنع طوال الفترة الماضية عن اعلان دعمه له، ونفى ان يكون سبب دعمه له لان أوباما أسود. أما في منصب مستشار الامن القومي، فهناك أيضا جيمس شتاينبرغ، مستشار سابق للرئيس كلينتون، وهو أيضا خبير في قضايا الشرق الاوسط. وفي هذا المنصب أيضا، هناك احتمال تعيين سوزان رايس وهي مساعدة سابقة لكلينتون وتعمل في فريق حملة اوباما منذ بداية الحملة، كمستشارة في الشؤون الخارجية، خاصة في قضايا القارة الافريقية.