الإسرائيليون يتكلمون بلغتين مع رايس حول المفاوضات مع الفلسطينيين

وزيرة الخارجية الأميركية تقوم بزيارتها الثامنة للمنطقة خلال عام والعشرين منذ توليها منصبها

TT

تواجه وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، وضعاً محرجاً خلال الزيارة التي بدأتها، مساء أمس، في اسرائيل، حيث تستمع الى لغتين مختلفتين من قادتها في موضوع المفاوضات مع الفلسطينيين. ففي حين يرحب رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، الذي سيقوم بزيارة للبيت الابيض اواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، بمبادرتها لإعطاء دفعة للمفاوضات حالياً، تصر وزيرة الخارجية تسيبي ليفني على إبطاء وتيرة المفاوضات والاكتفاء بلقاءات غير معمقة الى حين انتهاء الانتخابات العامة وتشكيل حكومة جديدة. ووصلت رايس الى تل أبيب، مساء اول من أمس، وهي تخطط للاجتماع مع رئيس الدولة، شيمعون بيريس، ووزير الدفاع، ايهود باراك، اضافة الى كل من أولمرت وليفني. وتنتقل الى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن). وتشمل زيارتها أيضا الأردن. وفي يوم الأحد تشارك في اجتماع الرباعية الدولية في شرم الشيخ. وهذه هي الزيارة الثامنة التي تقوم بها رايس الى المنطقة منذ مؤتمر انابوليس في 27 نوفمبر 2007، وهي الزيارة رقم 20 لها منذ توليها منصب وزيرة الخارجية قبل اربع سنوات. وكانت رايس التي لم يتبق لها في هذا المنصب اكثر من 76 يوماً، قد أرسلت مساعدها لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ولش، للقاء القادة الاسرائيليين. وحسب مصادر سياسية في القدس، فإن ولش بعث بتقرير مكتئب عن لقاءاته حيث انه لأول مرة يلاحظ شرخاً كبيراً الى هذا الحد في مواقف مسؤولين اسرائيليين في الحكومة نفسها. وتحاول رايس التوصل الى وثيقة اسرائيلية ـ فلسطينية مشتركة تتضمن صيغة للتفاهمات التي توصل اليها الطرفان خلال مفاوضات السنة الأخيرة، تكون اساساً تسير عليه الادارة الجديدة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك «سنحاول ان نضع هذه العملية في افضل مكان ممكن لها يسمح للإدارة المقبلة بالاستفادة منها». وفي حين يوافق أولمرت على ذلك ويريد ان يطور الفكرة لإنجاز الاتفاق في القضايا الأخرى حتى نهاية السنة، تطلب ليفني عدم الاكتفاء بتصريحين منفردين، يلقيهما رئيسا وفدي التفاوض، هما عن الجانب الاسرائيلي وأحمد قريع (ابو علاء) عن الجانب الفلسطيني حول رؤيتيهما لتلخيص المفاوضات مع التأكيد من الطرفين على الرغبة في الاستمرار فيها من دون علاقة بالمعركة الانتخابية الاسرائيلية. وترفض ليفني بشدة فكرة أولمرت حول المفاوضات النهائية. ومن المفارقات، ان أبو مازن يؤيد فكرة أولمرت ومستعد لمواصلة المفاوضات على أمل إنهائها مع نهاية العام، فيما يؤيد أبو علاء وجهة نظر ليفني بتأجيل البت الى ما بعد انتخاب حكومة اسرائيلية جديدة. وكشف أولمرت، مطلع الأسبوع، ان الرئيس الأميركي جورج بوش، دعاه الى لقاء وداع في واشنطن نهاية نوفمبر الجاري أو مطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وقال أولمرت إن اللقاء سيتناول أموراً بالغة الأهمية تتعلق بالتعاون الاستراتيجي بين الدولتين.. «وسيكون له مغزى كبير بالنسبة لمستقبل اسرائيل». وقد سئل أولمرت إن كان موضوع المسيرة السلمية سيكون مطروحا على جدول البحث، فقال: بالتأكيد، وهل هناك شيء أهم من أمن اسرائيل وسلامها مع الدول المجاورة، بالنسبة لمستقبلها؟

وقال مقرب من ليفني ان القضية المركزية في لقاء أولمرت ـ بوش لن تكون قضية المفاوضات، بدعوى ان الادارة الأميركية لن تجريَّ مزيدا من المحاولات في موضوع المفاوضات، وستكتفي بجولة رايس الحالية. وان غرض بوش من دعوة أولمرت هو «إعطاؤه هدية كبيرة يستطيع ان يعتز بها، مكافأة له على دوره في التعاون الاسرائيلي ـ الأميركي، ودعما لرصيده السياسي في مواجهة ملفات الفساد التي تطرحها الشرطة الاسرائيلية».

من جهة ثانية، يواصل مبعوث الرباعية الى الشرق الأوسط، ماركر أوين، لقاءاته في اسرائيل والسلطة الفلسطينية تمهيداً للقاء شرم الشيخ. وطالبه أبو علاء، أمس، بضرورة تبني المطلب الفلسطيني حول ازالة العقبات التي تعترض طريق السلام. وخرج أبو علاء، أمس، الى الصحافيين بعد لقائه المبعوث الأوروبي، محذراً من ان الاجراءات الاسرائيلية باتت توجد وضعاً لا يحتمل، خصوصاً الممارسات التهويدية في القدس الشرقية المحتلة مثل المساس بالأماكن المقدسة وهدم المنازل ومكاتب منظمة التحرير الفلسطينية والتوسع الاستيطاني بالضفة الغربية والحواجز العسكرية.