المنتدى الإسلامي الكاثوليكي الأول يدعو لنظام مالي أخلاقي يراعي الفقراء

بابا الفاتيكان يلتقي المشاركين ويطالب باحترام الحرية الدينية

بابا الفاتيكان يصافح مشاركات في المؤتمر أمس (اب ا)
TT

الفاتيكان ـ (ا ف ب): اختتم المنتدى الاسلامي الكاثوليكي الاول اعماله أمس في الفاتيكان باصدار بيان مشترك يدعو إلى ارساء نظام مالي «أخلاقي» يراعي اوضاع الفقراء والدول المدينة. واشار هذا البيان الذي صدر في 15 بندا الى اهمية حرية الاعتقاد والحرية الدينية ودعا الى احترام الحياة الانسانية «في جميع مراحلها».

واوضح البيان الذي صدر عقب لقاء مع البابا ان هذا اللقاء غير المسبوق بين مندوبين كاثوليك ومسلمين من انحاء العالم اجمع حيث شارك 29 مندوبا من كل جانب، عقد «في جو يسوده الود والوئام». وادان البيان بقوة «القهر والعنف والارهاب خاصة ذلك الذي يرتكب باسم الدين» كما «دافع عن مبدا العدالة للجميع». ودعا المسؤولون الدينيون «جميع المؤمنين الى العمل على وضع نظام مالي اخلاقي ينظر في قواعده بعين الاعتبار الى اوضاع الفقراء والمحرومين والشعوب المدينة»، مشيرا بصفة خاصة الى السكان من ضحايا الازمة الغذائية العالمية.

واوضح المشاركون في هذا اللقاء الذي تركز على موضوع «محبة الله ومحبة القريب» ان «حبا حقيقيا للقريب يعني احترام الشخص واحترام خياراته في مجال الاعتقاد والدين» و«حق الافراد والطوائف في ممارسة شعائر دينها سرا وعلانية».

واكد البابا بنديكتوس السادس عشر امام المشاركين اهمية «الحرية الفردية للاعتقاد» و«الحرية الدينية».

وياتي انعقاد هذا المنتدى الاسلامي الكاثوليكي الاول تلبية لنداء من اجل الحوار وجهه الى المسيحيين 138 من علماء الدين والمفكرين المسلمين من مدارس فكرية مختلفة يوم 13 اكتوبر (تشرين الاول) 2007 وذلك بعد عام من الخطاب الذي القاه البابا في ريجنسبرج في المانيا وقرن فيه بين الاسلام والعنف مما اثار ازمة في العلاقات الاسلامية الكاثوليكية.

وكان البابا بنديكتوس السادس عشر أكد وهو يستقبل المشاركين اهمية «الحرية الفردية للاعتقاد» و«الحرية الدينية». واعرب البابا في قاعة كليمنتين الفخمة في القصر الرسولي عن «امله» في ان «تكفل الحقوق الانسانية الاساسية للجميع وفي كل مكان». واضاف البابا قائلا «على القادة السياسيين والدينيين ان يكفلوا الممارسة الحرة لهذه الحقوق في ظل الاحترام التام للحرية الفردية للاعتقاد والحرية الدينية».

وكان الاستاذ الجامعي الاميركي سيد حسين نصر قد اوضح قبل ذلك باسم الوفد الإسلامي ان المسلمين والمسيحيين «يؤمنون معا بالحرية الدينية». واضاف قائلا «لكننا نحن المسلمين لا نقبل تبشيرا عدوانيا يدمر عقيدتنا باسم الحرية كما ان المسيحيين لن يقبلوا ان يكونوا في مثل وضعنا».

وتحدث مصطفى سيريتش مفتي البوسنة ورئيس الوفد حيث اختتم كلمته بالتذكير بالحرب التي دمرت يوغوسلافيا السابقة في القرن العشرين. وقال «لقد تعرض اخوتي البوسنيون المسلمون لابادة».

من جهته قال البابا ان المنتدى الكاثوليكي الاسلامي «دليل واضح على التقدير المتبادل وعلى الرغبة في ان يستمع كل منا الى الاخر باحترام»، ضيفا «هذه خطوة اضافية على الطريق نحو تفاهم افضل بين المسلمين والمسيحيين». على صعيد آخر قال نائب البابا بنديكت السادس عشر أمس ان الاتهامات بأن البابا بيوس الثاني عشر غض الطرف عن المحارق أثناء الحرب العالمية الثانية فظيعة ولا تحتمل، وان لا أحد يستطيع أن يحدد للفاتيكان ما اذا كان ينبغي أن يرفع بيوس الى مرتبة القديسين أم لا. واتهم بعض اليهود، البابا بيوس الثاني عشر الذي شغل كرسي البابوية بين عامي 1939 و1958 بأنه لم يبال بمحارق النازية. ويقول الفاتيكان ان بيوس عمل في صمت من وراء الكواليس وساعد في انقاذ العديد من اليهود من موت محقق أثناء الحرب العالمية الثانية.

وقال وزير خارجية الفاتيكان الكردينال تارسيسيو بيرتوني ان «تصوير بيوس الثاني عشر بأنه غير مبال بمصير ضحايا النازيين البولنديين وقبل كل شيء اليهود وحتى الذهاب الى القول بانه بابا هتلر فظيع ولا يحتمل».