ردود فعل متباينة للإسلاميين تجاه فوز أوباما

بعضهم اعتبره «منعطفا تاريخيا» وآخرون وصفوه بـ«التغيير الشكلي»

TT

تباينت ردود فعل الإسلاميين في مصر تجاه وصول باراك أوباما إلى كرسي الرئاسة في أميركا، فبعضهم اعتبره «منعطفا تاريخيا» و«التغيير الشكلي»، وآخرون وصفوه بـ«درس في الإرادة». واعتبر ناجح إبراهيم منظر الجماعة الإسلامية في مصر نجاح أوباما منعطفا تاريخيا يدل على حيوية الشعب الأميركي ونقلة إيجابية ستؤثر على سياسة أميركا في المنطقة العربية، قائلاً إن «زوال الجمهوريين أفضل في كل الأحوال، فلن يأتي أسوأ منهم، ورغم تسليمنا بأن أوباما سيحتاج لوقت طويل للتغيير، وأن الانحياز لإسرائيل سيظل السمة الغالبة، إلا أن الانحياز سيكون طبقا للمصالح الأميركية وليس بناء على عقيدة توراتية خطيرة». وأضاف: «نحن لا نبني قصورا في الرمال وننتظر رئيسا ينصف العرب والمسلمين ولكن على الأقل لا يكون مثل (جورج دبليو) بوش»، واعتبر «إبراهيم» وصول مرشح أسود أصوله إسلامية منعطفا تاريخيا يدل على حيوية الشعب الأميركي الذي اختار من يريده وتحدى كل المسلمات التي سادت في مجتمعه لفترات طويلة.

ومن جانبه أكد ممدوح إسماعيل محامي الإسلاميين أن «السياسة الأميركية ذات منظومة واحدة تتعدد وتتغير أشكالها مع ثبات استراتيجيتها سواء جاء الديمقراطيون أو الجمهوريون، وأن ما سيفعله أوباما سيكون بمثابة تغيير التكتيك فقط وإعادة ترتيب الأولويات، فلن يجعل من الحرب أولوية مثلما فعل بوش بل سيجعلها خيارا أخيرا مع وحدة الأهداف».

ولفت «إسماعيل» إلى أن المؤسسات الحاكمة في أميركا رأت في صورة بلادها أنها تحتاج إلى تغيير بعد أن شوهتها الإدارة السابقة بتجاوزاتها القانونية وحروبها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان فاختارت أوباما ليغير شكل الوطن رغم قلة خبرته السياسية.

وفرَّق الدكتور عصام العريان القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين بين عدة زوايا يتم النظر من خلالها لنتائج الانتخابات الأميركية الأخيرة، «فمن زاوية يمثل صعود أوباما لسدة الحكم درسا للعالم كله ولنا على وجه الخصوص في الأمل والإرادة وتحقيق الحلم وإمكانية تحدي المعوقات».

لكن «العريان» قال إن السياسة الأميركية تجاه القضايا العربية لن تتغير كثيرا، ودلل على ذلك باختيار الرئيس المنتخب لـ«رام إيمانويل» الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية ويعيش والداه إلى الآن في إسرائيل وسبق أن عارض الرئيس بوش لأنه وافق على حكومة منتخبة شكلتها حماس، وهو ما يعني بحسب العريان إمكانية الاعتراض على ما تفرزه الديمقراطية مستقبلا طالما ليست نتائجها في صالح الولايات المتحدة.

وقال «العريان» إن خطاب النصر الذي ألقاه أوباما في شيكاغو كان واقعيا وحمل وعودا كبيرة مبشرة، لكنه طالب أيضا باستمراره لولاية ثانية وهو لم يبدأ الأولى بعد.