سيطرة طالبان على هلمند تعرقل أكبر مشروع لتوليد الكهرباء

4000 من جنود الناتو لتأمين طريق طوله 100 كيلو متر

TT

تقبع خمس حاويات شحن مرفوع عليها الأعلام الأفغانية، في معسكر إنشاء عند سد كاجاكي أحد أكبر مشروعات توليد الكهرباء في أفغانستان. وتعد تلك المعدات أكبر الهدايا التي قدمتها الولايات المتحدة إلى الشعب الأفغاني خلال الأعوام السبعة الماضية، حيث ان هذا التوربين الكهرومائي الذي يزن نحو 200 طن، سوف يضاعف ـ عند تشغيله ـ إمدادات الكهرباء إلى المدن والمحافظات جنوب أفغانستان. ويهدف المشروع، الذي يتكلف 180 مليون دولار، والذي يتضمن توصيل خطوط ومحطات فرعية، لخدمة 1.8 مليون نسمة وتوفير فرص عمل وإعادة إنعاش الاقتصاد في أكثر المناطق اضطرابًا وعنفًا في البلاد. وقد قام حاكم إقليم هلمند بزيارة إلى منطقة السد الذي يقع في نطاق الإقليم في أكتوبر (تشرين أول) للتأكيد على أهميته. وأوضح خلال لقائه الصحافيين إلى جوار السد أنه إن لم تظهر الفوائد السريعة للمشروع فإن الكثير من الأجيال القادمة ستعبر عن تقديرها للمساعدات الآتية إلى أفغانستان، وقال: "لن ينسى أطفال أفغانستان ذلك الجهد الذي بذل من أجل محطة توليد الكهرباء هذه." ولا تزال أجزاء التوربين، صيني الصنع، موجودة في الصناديق الخاصة بها، إذ لن يتم تركيبها قبل عام على الأرجح، لكن وصولها إلى هذا المعسكر المنعزل في أعماق الأراضي التي تسيطر عليها طالبان، يعتبر أحد أكبر الأعمال البطولية التي قامت بها قوات الناتو العاملة في جنوب أفغانستان هذا العام.

لقد كان من المهم الوفاء بالوعود ببناء البنية التحتية في أفغانستان، لكن حتى مع اتخاذ تلك الخطوة، بإدخال تحسينات على السد، في مناطق يتعذر الوصول إليها في شمال إقليم هلمند، فلا تزال هذه التحسينات رهينة قدرة طالبان على القيام بأعمال عدائية في السنوات الأخيرة. وقد تأخر تنفيذ القوة الكاملة المشروع مرات عدة نتيجة للصعوبات الأمنية واللوجستية، إضافة إلى أن مبلغ الـ500 مليون دولار الذي رصد لزيادة قدرة السد لم تتم الموافقة عليه بسبب المكاسب التي حققتها طالبان في المنطقة.

ويقول ويليام بي وود السفير الأميركي في كابل للصحافيين في واشنطن في شهر يونيو (حزيران) «سيحدد الموقف الأمني تقديم الخدمات إلى مشروع سد كاجاكي أو غيره، ويرجع السبب الرئيس في عدم وجود إنارة في الليل أو تدفئة في أشهر الشتاء إلى عدم إفساح طالبان المجال لنا للقيام بإتمام العمل في موقع السد».

ويعد العام الحالي أكثر الأعوام شهودًا لمقتل جنود الناتو والقوات الأفغانية منذ الغزو في أواخر عام 2001 حيث توسعت هجمات متمردي طالبان باستخدام الكمائن والقنابل المزروعة على جانبي الطريق. وقد أعاقت تلك الهجمات جهود قوات الناتو والحكومة في توسيع سيطرتها على المدن والمناطق المحيطة بها.

ويشير أحد كبار قادة قوات الناتو إلى أنه مع تجدد القتال في الصيف بات من الواضح أن قوات الناتو البالغ قوامها 19000 جندي وإلى جانبهم آلاف من الجنود الحكوميين في مأزق كبير في مواجهة المتمردين، وبات من المؤكد أن تطوير السد الذي يمول بمعونة أميركية سيتأجل عامًا آخر.

وقد أظهرت قوات الناتو، في أواخر أغسطس (آب)، بعضًا من قدراتها، عندما تشكلت قوة ضمت أكثر من 4000 جندي بريطاني وأميركي وكندي ودنماركي وأسترالي لتأمين طريق يبلغ طوله 100 كم في المنطقة التي تسيطر عليها طالبان لتأمين وصول المعدات وأجزاء التوربين والتي كانت أثقل من أن يتم نقلها جوًا على كاجاكي.

وكانت القافلة التي تتكون من 100 سيارة تحمل سبع منها التوربين في حاويات عملاقة تزن الواحدة منها 30 طنًا، قد استغرقت خمسة أيام لتصل إلى موقع السد، وقد شهدت القرى الواقعة إلى جنوب السد اشتباكات عنيفة صاحبها قصف جوي، لكن القافلة اتخذت مسارًا مختلفًا واستطاعت الوصول بسلام إلى الموقع أوائل سبتمبر (أيلول) دون وقوع خسائر.

* خدمة «نيويورك تايمز»