كندا تؤكد التزامها بسحب قواتها من أفغانستان بحلول عام 2011

الألمان يستعدون لرفض أي طلب بشأن إرسال مزيد من القوات الألمانية إلى كابل

جنود أفغان يفتشون سيارة مدنية عند أحد التقاطعات في هرات أمس (إ.ب.أ)
TT

أكدت كندا قرارها بسحب قواتها العسكرية من أفغانستان بحلول عام 2011 رغم ترحيبها بموقف الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما الذي تعهد بزيادة عدد قواته هناك.

فقد قال وزير الخارجية الكندي لورانس كانون في مقابلة مع التلفزيون إن «موقف الرئيس الأميركي لن يغير موقف كندا» الذي تحدد في قرار برلماني، وأضاف «سنسحب قواتنا العسكرية عام 2011 وهذا واضح تماماً».

ولكندا نحو 2500 جندي في أفغانستان معظمهم في إقليم قندهار الجنوبي، وقد قتل منهم منذ عام 2002 نحو 97 فرداً على الأقل. ومنذ بدء ارسال قوات الى افغانستان في 2002 افادت تقارير بمقتل 97 فردا من القوات الكندية هناك.

وفي برلين امتزج الترحيب الالماني بباراك اوباما بتحذيرات صدرت على مدى اليومين الماضيين للادارة الاميركية الجديدة: لا تطلبوا مزيدا من القوات الالمانية للقتال في أفغانستان. وصرحت المستشارة انجيلا ميركل بأنها اتفقت مع الرئيس المنتخب عبر محادثة هاتفية يوم الخميس الماضي على ضرورة أن يتحرك بلداهما في تناغم ووحدة لحل مشكلات العالم.

وقالت «يتعين على المانيا أن تضطلع بمسؤولياتها وهي ستفعل». بيد أنه بدا واضحا عبر تصريحات قالتها بعدها بيوم أمام حشد من مؤيديها أن ثمة حدود واضحة لما ترغب المانيا في الاضطلاع به.

فالمانيا لم تنس خطابا لاوباما القاه في برلين في يونيو (حزيران) الماضي دعا خلاله الالمان للاسهام بشكل اكبر في العبء القتالي في أفغانستان حيث يقاتل جنود المان بالفعل ضد طالبان. وقالت ميركل للجناح الشبابي بحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه إن برلين لن تستجيب لأي طلب من الإدارة الأميركية القادمة لإرسال قوات إلى جنوب أفغانستان مسرح العمليات الاكبر في هذا البلد.

وقالت «في أي مكان تلزم المانيا نفسها فيه يتعين أن تكون كافة المساعدات العسكرية والمدنية واضحة»، وسيكون بمقدورها أن تقول لاوباما «مثل ما قالت لبوش تماما».

جدير بالذكر أن القوات الالمانية وهي ثالث اكبر مكون لقوة المساعدة الامنية الدولية (ايساف) تتمركز في شمال افغانستان الاكثر هدوءا من الناحية القتالية. وتتحمل جيوش أخرى عبء القتال الضار الذي تدور رحاه في جنوب أفغانستان. وكانت مشاعر الحماس جارفة لاوباما في برلين طوال العام الحالي إلى حد أنها ضمنت حضور 200 الف شخص جاءوا للاستماع إلى خطابه الذي ألقاه في احدى الحدائق العامة في المدينة في 24 يوليو (تموز) القادم. أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي شريك ميركل الرئيسي في الائتلاف الحاكم فهو يرى في انتخاب اوباما مساندة لسياساته هو التي تنحو نحو يسار الوسط، لكنه آثر هو الاخر التزام الحذر بشأن موضوع أفغانستان.

وصرح بيتر شتروك رئيس المجموعة البرلمانية للحزب ووزير الدفاع السابق لصحيفة بيلد أم سونتاج بأنه يتوقع أن يسعى أوباما للحصول على المزيد من حلف شمال الاطلسي ( ناتو) وأعضائه الأوروبيين، ولكنه قال انه إذا ما طلب أوباما قوات مقاتلة المانية في الجنوب «فإنني سأرفض هذا بكل حسم، فهناك حدود». وقال إن المانيا تقوم بإرسال قوة إضافية بالفعل قوامها ألف جندي إلى الشمال كما توفر طائرات للانذار المبكر. وقد بدأ وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير وهو من قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي والذي سينافس ميركل العام القادم على منصب المستشارية في طرح هذا الموقف الالماني بلغة دبلوماسية، وقال «نحن قريبون جدا من أوباما في هذا الامر». وموقف كل من ميركل وشتاينماير بالنسبة لقضية القوات تلك مدفوع بمخاوف الناخبين بشأن الحرب في أفغانستان. فلا يريد أي من المعسكرين ولم يتبق سوى اقل من عام على اجراء لانتخابات تجرى في سبتمبر (ايلول) القادم أي زيادة في أعداد الضحايا الالمان ومنهم من يقضون نحبهم في الهجمات الانتحارية يمكن أن تثير موجة جديدة من الغضب تجاه نشر القوات. وتظهر استطلاعات الرأي أن غالبية الالمان يعتقدون أن بلادهم تفعل ما يكفي في أفغانستان.

بيد أن أيا من الحزبين الرئيسيين لا يريد إغضاب أوباما في هذه المرحلة بانتقاده.