ما ورد في شريط الاعترافات السوري في مجمله مفبرك.. ويتضمن معلومات غير دقيقة

أحد الذين عرفوا تنظيم «فتح الإسلام» عن كثب يقول:

TT

إثر صدور بيان انكر من خلاله تنظيم «فتح الإسلام» علاقته بمن ظهروا في الشريط التلفزيوني السوري الذي تضمن اعترافات من متهمين بانفجار القزاز في دمشق، ظهرت تساؤلات حول حقيقة من ظهروا في الشريط، وهل هم ممن تواجدوا في مخيم نهر البارد مع قائد التنظيم شاكر العبسي، ام انهم خلية جديدة بالكامل لا علاقة لها بالقيادة القديمة.

ويقول د. محمد الغني عضو مجلس علماء فلسطين وهو من سكان مخيم نهر البارد، وكان قد اجتمع بقيادات فتح الإسلام عشرات المرات، ان الذين ظهروا وتكلموا في الشريط لم يبرزوا كقادة ميدانيين في التنظيم، ولم يكونوا بالتأكيد جزءاً من المجلس الشرعي او مجلس الشورى الذي كنا نجتمع به. فهؤلاء حسب معرفتنا إما انهم قتلوا او انهم اعتقلوا. ويضيف عبد الغني: «هناك وجه واحد في الشريط تعرفت عليه تماماً، وهي صورة لرجل حليق اسمه ابو أيمن وضعت بين عدة صور، قيل عنه في الشريط انه أعاد تأسيس التنظيم في سورية بعد اختفاء شاكر العبسي».

يضيف عبد الغني: «هذا رجل أعرفه تماماً، لأنه كان المرافق الشخصي لشاكر العبسي، وكان يبقى معه باستمرار، ويبقى بجانبه صامتاً ولا ينطق بأي كلمة.

وهو بالفعل فلسطيني ـ سوري من مخيم اليرموك، وهذا ما كنا نعرفه عنه حينها. وقد قيل في الشريط انه عاد إلى مخيم اليرموك ليعيد تأسيس التنظيم».

ويستطرد عبد الغني: «الوجه الثاني والأخير الذي أستطيع تأكيد وجوده في مخيم نهر البارد مع التنظيم هي وفاء العبسي. لقد كانت موجودة في المخيم مغطاة الوجه، لكنها عندما ظهرت سافرة بدا واضحاً انها تشبه بشكل كبير أخاً لها كنا نراه في المخيم في الثانية عشرة من العمر، كما انها تشبه والدها، ما عدا ذلك لم اتعرف على أي من الأشخاص الذين ظهروا في الشريط، لذلك كانت مفاجأة لي ان ارى هؤلاء الأشخاص على انهم بموقع المسؤولية».

ويعلق د. محمد عبد الغني على شريط الاعترافات بالقول: «مع ان ثمة ما هو صحيح في الشريط إلا أنه في مجمله مفبرك، وفيه معلومات غير دقيقة على الإطلاق. فإقحام بلال دقماق وداعي الإسلام الشهال غير مقنع. لأن شاكر العبسي كان يقول قبل أشهر من معارك نهر البارد، «عرّفونا على الشيخ داعي الإسلام الشهال، نريد ان نمد جسوراً معه. وهذا يعني انه لم يكن يعرفه. وما نعرفه بعد ذلك نحن من كنا على اطلاع بالأمور ان كل الصلات التي ربطت دقماق والشهال بالتنظيم هي من أجل تهدئة الأمور، وتلافي التصعيد والدماء.

أما ما تحدثت عنه وفاء العبسي من مساعدات عينية وليس مالية فهذا ممكن أيضاً لأن مساعدات إنسانية قطرية كانت تصل لكل سكان المخيم وربما نال التنظيم شيئاً منها. ومما كان يؤكده شاكر العبسي نفسه وورد في الشريط هو ان تمويلات من مؤسسات عربية وافراد من دول مختلفة كانت هي من يغذي التنظيم».

الشيخ عمر السعيد إمام مسجد وصاحب معهد «عثمان بن عفان» في نهر البارد قبل تدميره، كانت تجمعه بصفته الدينية مقابلات ونقاشات مع تنظيم فتح الإسلام، يشتبه بمعرفته باثنين ممن ظهروا في الشريط، مرجحاً أن يكون هذان الشخصان ـ دون أن يحددهما ـ قد تركا المخيم قبل المعارك التي اشتعلت في نهر البارد في 21 مايو عام 2007. ويلفت السعيد إلى ان التنظيم لجأ لإعطاء العضو الواحد أكثر من اسم، لذا لا يمكن الاستناد إلى الأسماء لتحديد الهويات، وان العديد من الأشخاص دخلوا مخيم نهر البارد وانضموا إلى التنظيم او كادوا ثم خرجوا، ولا يعلم هل هم تراجعوا ام خرجوا ليلعبوا أدوراً أخرى».

شيخ وإمام مسجد في نهر البارد عرف بعلاقات ربطته مع التنظيم رفض الكشف عن اسمه واكتفى بالقول ان «عناصر فتح الإسلام كانوا ملثمين باستمرار، لذلك فإن عدم معرفتنا بالأشخاص لا يعني عدم انتمائهم إلى التنظيم. فكل الذين فاوضوا فتح الإسلام او تعرفوا عليهم، إنما كانوا يلتقون بأشخاص محددين جداً، لذا ليس من السهل الحكم على الوجوه التي ظهرت في الشريط».