الاتحاد الأوروبي مستعد لاستئناف المفاوضات.. وموسكو تؤكد أن لا «تنازلات» لجورجيا

مقتل ضابطين جورجيين في أوسيتيا الجنوبية في انفجار يصعد التوتر

TT

أعلنت المفوضية الأوروبية استعدادها لاستئناف المفاوضات حول شراكة معززة مع روسيا رغم انه لم يتم تحديد موعد محدد لاستئنافها بعد، وذلك في ختام مناقشة لوزراء الخارجية الأوروبيين.

واعتبرت المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو ـ فالدنر امام الصحافيين «انه حان الوقت لاستئناف» هذه المفاوضات التي علقتها اوروبا منذ الاول من سبتمبر في غمرة النزاع الروسي الجورجي. واوضحت «سنجد حتما موعدا بعد القمة» بين الاتحاد الأوروبي وروسيا يوم الجمعة المقبل في نيس جنوب فرنسا، مشيرة إلى انه يبقى تحديد الموعد الدقيق لاستئنافالمفاوضات كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير من جهته «ان 26 دولة من اصل 27 (تؤيد استئناف المفاوضات)، انه امر كاف برأيي».

وقال إن بولندا التي كانت لا تزال مع ليتوانيا الدولة الوحيدة التي تعارض استئناف هذه المحادثات وانه لم يبق بالتالي «سوى دولة واحدة» ترفض استئنافها. لكنه لم يشأ ان يؤكد انها فيلنيوس.

والاجماع ليس ضروريا لاقرار استئناف هذه المفاوضات التي تقرر فقط ارجاؤها اثناء القمة الاوروبية الاستثنائية في الاول من سبتمبر.

وبعد أسابيع من الجدل بشأن استئناف المفاوضات، قال دبلوماسي من ليتوانيا ان بلاده قبلت الحجة التي قدمتها فرنسا، الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي، بأنه ليس لدى أي بلد السلطة بموجب قوانين الاتحاد الاوروبي لاستخدام حق النقض لاستئناف المحادثات.

وقال الدبلوماسي البارز لرويترز «لدى المفوضية الاوروبية الحق في المضي قدما في المحادثات بدون موافقتنا». لكنه اضاف «لن نوافق على استئناف المحادثات كما تريد المفوضية الاوروبية نظرا لاننا لا نتفق من حيث المبدأ على أن روسيا أوفت بجميع التزاماتها في جورجيا.. لن نسكت».

وقالت بنيتا فيريرو فالدنر، مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد، ان المفوضية من حقها استئناف المحادثات حينما تريد لانه لم يحدث تعليق رسمي. وأضافت «حان الوقت».

وفي موسكو، اكد فلاديمير تشيجوف المندوب الروسي لدى الاتحاد الاوروبي في حديث عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بث من بروكسل الى موسكو امس ان «روسيا لن تقدم اي تنازل» الى الاوروبيين حول جورجيا.

واوضح تشيجوف ردا على اسئلة صحافيين روس حول القمة الروسية الاوروبية المقرر عقدها الجمعة في جنوب فرنسا انه «من غير الوارد تقديم اي تنازلات» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال «ان موقف ليتوانيا وبولندا قريب من موقف جورجيا في ادعاء ان وجود القوات الروسية في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا (مناطق انفصالية جورجية) لا يتفق مع انسحابها الى مواقع ما قبل 7 أغسطس».

واضاف المندوب الروسي قائلا «ولكن الامر ليس كذلك لان هناك احتراما لجميع نقاط اتفاق ساركوزي ومدفيدف».

من جانب اخر، قتل ضابطان جورجيان في انفجار بالقرب من اقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي ما أدى الى دعوة مراقبين لوقف اطلاق النار تابعين للاتحاد الاوروبي للهدوء بعدما اتهمت جورجيا قوات أمن في الاقليم باحتلال قرية جورجية مطلع الاسبوع.

وقال رئيس بعثة مراقبة وقف اطلاق النار التابعة للاتحاد الاوروبي ان الانفجار مثل «خرقا غير مقبول» للاتفاقية المبرمة بين جورجيا وروسيا بعدما أحبطت موسكو محاولة جورجية لاستعادة السيطرة على الاقليم الانفصالي في أغسطس (اب).

وقال هانزيورج هابر، رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي، في بيان «قد يؤدي هجوم اليوم (امس) الى تصعيد الوضع الذي لا يزال متأزما على طول الخطوط الحدودية الادارية» مضيفا ان «الانفجار نجم عن عبوة ناسفة» واطلاق نار، لكن متحدثا باسم وزارة الداخلية الجورجية قال انه لا توجد اشارة على اطلاق نار.

من جانب اخر، دانت مجموعات للدفاع عن حقوق الانسان الهجمات على المدنيين واللجوء الى القوة من دون تمييز واستخدام القنابل الانشطارية من قبل روسيا وجورجيا خلال النزاع الذي دار بينهما.

وفي بيان مشترك، دان الاتحاد الدولي لحقوق الانسان ومنظمات محلية ودولية «الهجمات ضد المدنيين واللجوء الى القوة من دون تمييز واستخدام القنابل الانشطارية من قبل السلطات الروسية والجورجية ونهب مسلحين للمنازل وتدميرها». ووجهت المنظمات نداء لمساعدة ضحايا الحرب وطالبت بان يعاقب المسؤولون عن هذه التجاوزات.