أبو مازن يطالب بالإعلان عن معطل الحوار.. وحماس تصفه بـ«رئيس عصابة»

تدخل مرتين في مهرجان عرفات لمنع هتاف «شيعة شيعة»

ابو مازن يلقي كلمته خلال احياء الذكرى الرابعة لرحيل عرفات امس (إ بأ)
TT

تحول مهرجان الذكرى الرابعة لاحياء رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الى مناسبة لمهاجمة حركة حماس. وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابومازن) الجامعة العربية باتخاذ موقف والاعلان عن الجهة المسؤولة عن تعطيل الحوار في القاهرة، وقال ان اجتماعا قريبا للجامعة سيعقد لهذا الشأن.

واتهم ابومازن، حماس، بانها لا تريد الحوار، وطالبها بالاحتكام لصناديق الاقتراع، او الاستفتاء، قائلا، ان «ديمقراطية عود الكبريت»، اي لمرة واحدة، غير مقبولة. كما اتهمها بالاحتكام لاجندات ومصالح اخرى، وبالخيانة عندما اقتحمت حدود مصر، وبتهريب اموال ومخدرات عبر الانفاق والمتاجرة بها. وهو ما اعتبرته حماس «هجوما حزبيا مقيتا» يكشف عن «سوء نيات». وقال مشير المصري، القيادي في حماس، «انه خطاب رئيس عصابة»، وقالت حماس في بيان لها ان هذا «يجعلنا أقرب ألا نعطيه فرصة أخرى للتحكم بمصير شعبنا».

وفي مقر المقاطعة في رام الله، احيا عشرات الالاف الذكرى الرابعة لرحيل عرفات، وزار الفلسطينيون قبره، ووضعوا عليه اكاليل من الزهور، ورفعوا صوره، وهتفوا له في الشوارع. كما اقام بعض الفنانين في شوارع رام الله معرضا لصور ياسر عرفات المرسومة في مراحل مختلفة من حياته. لكن في غزة منعت حماس احياء ذكراه، واتهم ناصر القدوة رئيس مؤسسة ياسر عرفات، الحركة «باعتقال الطفل الغزي نعمان ذو الإثنا عشر عاما لأنه وضع صورة عرفات على جدار مدرسته، مدرسة صلاح الدين».

واستغرب ابومازن هذا الموقف وتساءل «لماذا يخافون من الشعب». واضاف مخاطبا اهل غزة «سنستمر بمسؤوليتنا حتى النهاية، ولنترك اولئك الذين يأتون بالاموال والسلاح والمخدرات عبر الانفاق ويتاجرون بها، ونحن سنبقى مسؤولين عن الشعب». وقال ابومازن «ان من يرفض الوحدة سيبقى على هامش التاريخ». واكد ابومازن انه «لن يسمح لاحد» بمصادرة «القرار الوطني المستقل» او «ان يحرمنا منه ولن نتساهل، مهما حاول الاخرون واصحاب الاجندات» (في اشارة الى حماس).

وجدد ابومازن تأكيده «ان من اراد ان يأتي للمنظمة عليه ان يقبل بها وبكل قراراتها وتاريخها»، واضاف «ان من يدخلها يتشرف بها ولا يشرفها».

وقال ابومازن وسط هتاف مناصري فتح، «ما احوجنا لان نبحث ونتمسك بالانتماء الوطني.. القرار من هنا ينبع ومن هنا يخرج ومن هنا يوقع وليس من اي مكان اخر».(في اشارة اخرى لارتباط حماس بدول اقليمية) وتابع «نحن نرفض وسنبقى نرفض كل الاجندات الاخرى والمطالب الاخرى والمصالح الاخرى، ومصلحتنا هنا وقرارنا هنا ولن نقبل املاء من احد كائنا من كان».

(هنا التقطت الجماهير كلام ابومازن وبدأت بالهتاف شيعة شيعة، (في اشارة الى ارتباط حماس بايران) الا ان عباس تدخل قائلا لا نريد مثل هذه الشعارات. واضاف «الحوار هو خيارنا لا الاحتكام للسلاح. واتهم ابو مازن حماس، بانها ماطلت في كل جهود الحوار «واجهضت في اللحظة الاخيرة جهود مصر وخربتها» وتابع «ولا ندري لهذا تفسيرا، الا انهم ... (صمت وضحك)». وعادت الجماهير تهتف «شيعة شيعة شيعة» وقال ابومازن «لا نريد مثل هذه الشعارات نحن نقول وحدة وطنية ولا نكفر احدا كما يفعلون ولا نخون احدا كما يفعلون، ولا نصنف الشعب بكافر ومؤمن».

ونفى ابومازن انه يخضع لفيتو اميركي او اسرائيلي على الحوار. وقال «هذي حجة واهية وتافهة ونحن لا نخضع لأي فيتو»، متهما حماس، بانها هي التي تخضع لفيتوهات. وطالب باجراء انتخابات تشريعية ورئاسية. وقال «اليوم قبل غد وامس قبل اليوم، ومن كانت لديه الثقة فليحتكم للشعب»، واضاف «اذا كانت لديهم الثقة فليتفضلوا الى انتخابات.. لا يريدون.. فلنذهب لاستفتاء شعبي، لا عيب في ذلك، اذا كانوا يؤمنون بالديمقرطية، اما ديمقراطية مرة واحدة كعود الكبريت فهذا لن يحصلوا عليه».

وطالب ابومازن، الجامعة العربية باتخاذ موقف ممن عطل الحوار. وقال «الان نطالب الاشقاء في الجامعة العربية بان يتخذوا هذا الموقف، وما دام الاخوة العرب قبلوا ان يلعبوا هذا الدور الايجابي فليتفضلوا وليجيبوا عن السؤال من الذي عطل الحوار وسيكون هذا الاجتماع قريبا في الجامعة العربية».

وردت حماس في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه، بعنف على خطاب ابومازن، وقالت الحركة انها تؤكد «أن خطاب الرئيس عباس أجوف ومليء بالمتناقضات» وانه «ليس خطاباً وطنياً ولم يتحدث كرئيس للشعب الفلسطيني بل تحدث بصفة حزبية مقيتة بعد أن أفلس في إحداث وقيعة بين حماس وبين الفصائل الفلسطينية والدول العربية».

وقالت حماس «ان حديث الرئيس عباس يوضح أنه لم يعد أمينـًا على شعبنا وعلى حقوقنا وثوابتنا ويكشف عن مخططه الاستئصالي لحركة حماس ولا يمكن أن نبني على هذا الخطاب آمالا وفرصا لإنجاح الحوار، ويجعلنا أقرب ألا نعطيه فرصة أخرى للتحكم بمصير شعبنا.