سياسيون وشخصيات عربية ودولية ينوهون بأهمية مبادرة حوار أتباع الأديان والثقافات

رئيس الجمعية العامة: الهدف تنبيه العالم إلى القيم الأخلاقية * موسى: هذا هو الرد على خصوم الاستقرار والتعايش والسلام

رئيسة الفلبين تلقي كلمتها أمام الجلسة الخاصة أمس (واس)
TT

أكد سياسيون وشخصيات بارزة عربية ودولية أهمية الاجتماع بين أتباع الأديان والتقافات في الأمم المتحدة أمس، مثمنين مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الدعوة الى عقد هذا الاجتماع. وأكد ميغيل ديسكوتو، رئيس الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن اجتماع الحوار بين أتباع الأديان والثقافات لا يهدف إلى الحديث عن الأديان أو العقائد فحسب، وإنما تنبيه العالم إلى القيم الأخلاقية التي أرست مبادئها الشرائع السماوية.

وقال ديسكوتو، خلال مؤتمر صحافي عقده في نيويورك: «نحاول من خلال الاجتماع أن نضيف إلى ما حدث في الأمم المتحدة منذ ستين عاما بصدور الإعلان الدولي لحقوق الإنسان، ونحاول أن نتواصل مع قيم الإيمان والقناعات الأخلاقية التي نحتاج إليها لإنقاذ البشرية من الإفلاس المعنوي الذي تواجهه».

من جانبه أكد عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في تصريح له البارحة، أن مؤتمر الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات الذي عقد أمس في نيويورك هو السبيل السوي للرد على خصوم الاستقرار والتعايش والسلام الذين ينادون بصدام الحضارات ويبذرون بذور التوتر بين الغرب والإسلام.

وأشاد الأمين العام للجامعة العربية أمس بمبادرة الحوار بين أتباع الأديان والتي رعاها ودعمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مشيراً إلى أن المبادرة تستوجب التحية لإعلائها من كرامة الإنسان أينما كان بغض النظر عن ديانته أو معتقداته، ومناداتها بأن السبيل البناء لتقارب البشر هو الحوار والتفاهم من أجل خير الإنسانية جمعاء.

ويأتي الاجتماع الحالي بعد المؤتمر العالمي للحوار الذي عقد في مدريد يوليو (تموز) الماضي، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

من جهته، قال الدكتور عزت جرادات، الأمين العام للمؤتمر الإسلامي ببيت المقدس، إن المؤتمر ينعقد في أشد ما يكون فيه العالم بحاجة إلى التضامن والتقارب وتبادل الفهم المشترك بقضايا الإنسانية المعاصرة والمستقبلية، وكذلك إلى الاحترام المتبادل ما بين الأمم والشعوب في المواقف والآراء والمعتقدات بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الدين أو الآيديولوجيات السائدة في مختلف أرجاء المعمورة.

ورأى الدكتور جرادات أن نشر وتعزيز ثقافة السلام على المستوى العالمي عنصر جوهري وعامل أساسي في تحقيق مفاهيم التقارب والتضامن بين الشعوب وفي تعميق مبادئ السلام لتكون محوراً أساسياً في تهذيب السياسات العالمية نحو قضايا الإنسانية ومعالجة مشاكلها مثل الفقر والجوع والتهميش السكاني.

وأضاف «وكذلك حرمان شريحة كبرى من سكان المعمورة من الخدمات الأساسية والإنسانية متمثلة في التعليم والرعاية الصحية والارتقاء بالتنمية البشرية ومشاركة الإنسان الفاعلة في تنمية مجتمعه، وغيرها من متطلبات الحياة الإنسانية الكريمة في وقت يواجه فيه ثلث سكان المعمورة أخطار الجوع والأمراض السارية وتلك المكتسبة من سوء التغذية أو ضعف الرعاية الصحية».

وقال الأمين العام للمؤتمر الإسلامي ببيت المقدس «إذا ما أخذت هذه الأمور بعين الاعتبار فإنه مما لا خلاف فيه أن دور الأديان والثقافات في إيقاظ مشاعر قادة العالم ومفكريه هو من المتطلبات التي تحتاج إليها البشرية في هذا العصر».

وشدد على أن إيجاد لقاءات وندوات ومؤتمرات مثل حوار أتباع الأديان أمر بالغ الأهمية لنشر ثقافة السلام وإيقاظ المشاعر نحو المسؤولية الإنسانية تجاه قضايا البشرية، مشيرا إلى أن البعد عن الأديان في حقب ماضية أدى إلى مثل هذه الكوارث والمآسي الإنسانية التي تهيمن على هذا العصر.

وأعرب عن أمله في أن يكون اجتماع الحوار بين أتباع الأديان هو أداة فاعلة لتحقيق هذا الهدف، مضيفاً «هذا الحوار كان بحاجة إلى موقف حكيم تتخذه جهة تشعر برسالتها نحو الإنسانية، فكانت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الدعوة المبادرة لعقد هذا اللقاء العالمي، وهي خطوة رائدة حكيمة تنبثق من إدراكه للرسالة الإسلامية ودورها في تعزيز السلام والتعايش بين بني البشر».

ونوه أمير جمعية أهل الحديث المركزية في باكستان والعضو بمجلس الشيوخ الباكستاني، البروفيسور ساجد مير، بعقد اجتماع حوار أتباع الأديان والثقافات بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك تلبية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين، وأعرب في تصريح لوكالة الأنباء السعودية عن تقديره لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الداعية لعقد اجتماع عالمي بين أتباع الأديان والثقافات والجهد الذي يبذله في رعاية مؤتمرات الحوار المتعاقبة التي انطلقت من انعقاد المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار بمكة المكرمة الذي حضره شخصياً والمؤتمر العالمي للحوار في مدريد الدولي للحوار في وقت سابق من هذا العام وانعقاد اجتماع الحوار بين أتباع الأديان الذي تستضيفه الأمم المتحدة بنيويورك حالياً مشدداً على دور الحوار في الوصول إلى نقاط الاتفاق بين الأفراد والجماعات والابتعاد عن الاختلاف والتنافر الذي يؤدي إلى التصارع والتصادم.

وقال «إن الاجتماع الحالي يمثل فرصة جيدة لإبراز الوجه المشرق للإسلام وكافة المنظمات والشعوب الإسلامية التي تدعو وترغب في التعايش السلمي مع الآخر والحوار معه». وأوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، أن الرابطة تتابع اجتماع نيويورك للحوار بين أتباع الديانات والثقافات منذ بدأ التحضير له وتوفير المعلومات التي تطلب عن مؤتمري مكة ومدريد ومؤسسات الحوار الإقليمية والعالمية وتجري اتصالاتها مع المختصين في مختلف أنحاء العالم.

وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية إن من نتائج مؤتمر مدريد تكوين فريق من المشاركين فيه لمتابعة التنفيذ ودعم مسيرة الحوار، مؤكداً ان الرابطة تهتم بذلك وتحري اتصالاتها اللازمة.

وأضاف الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن هناك العديد من المؤتمرات والندوات الإقليمية والعالمية، وان خطة الرابطة عقد مؤتمر دولي عالمي للحوار بشكل دوري بإذن الله.

وبين التركي أنه بعد مؤتمري مكة ومدريد اتضحت الصورة للجميع، خاصة أن الحوار سيركز على الجانب الإنساني الذي يهتم بإسعاد البشر والتخفيف من مآسيهم الناتجة عن إثارة الصراعات والتوترات واستغلال الدين في ذلك.

من جانبه، أكد الدكتور محمد العقلاء، مدير الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الأديان والحضارات التي بدأت أمس، مشدداً على أنها ـأي المبادرة ـ جاءت من منطلق حرص خادم الحرمين الشريفين على الحد من صراع الحضارات والثقافات الذي بدأ يظهر على السطح في السنوات الأخيرة متمثلا في التعرض للأنبياء والرسل وعلى وجه الخصوص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأيضا اتهام الدين الإسلامي بالدموية والإرهاب.

وقال مدير الجامعة الإسلامية «إن هذه المبادرة المباركة جاءت بعد عدة مراحل وخطوات حيث بدأ خادم الحرمين الشريفين بتهيئة المناخ للحوار في مكة المكرمة، ثم انتقل الأمر إلى الحوار في العاصمة الإسبانية مدريد، والآن تتوج هذه المبادرة من خلال منبر الأمم المتحدة باجتماع الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في نيويورك».

وأشاد الدكتور العقلاء بمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات حيث وصفها بالخطوة الرائدة والذكية، وذلك من خلال نقل هذا الموضوع إلى الأمم المتحدة للخروج بميثاق للحوار توضع من خلاله آليات ووسائل تفعيل الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات.

كما ثمن القاضي حمود الهتار، وزير الأوقاف والإرشاد اليمني، مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التي دعا فيها لعقد اجتماع الحوار بين أتباع الأديان، مؤكداً أن أهمية هذا الاجتماع تنبع من انعقاده تحت مظلة الأمم المتحدة.

وأشار القاضي الهتار إلى أن الاجتماع يشكل نقلة مهمة في عملية الحوار بين أتباع الأديان «وثمرة من ثمرات مؤتمري الحوار في مكة ومدريد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز».

وأبدى وزير الأوقاف اليمنى أمله في أن يحقق الاجتماع أهدافه من خلال إيجاد التعايش بين أتباع الديانات السماوية والثقافات مع احترام خصوصية كل دين وحضارة والمساهمة في إثراء الحوار الحضاري ونبذ العنف والخلافات.