زرداري: لا يوجد أي شيء يتعارض مع الإسلام أكثر من الإرهاب وقتل الأبرياء

الرئيس الباكستاني قال إن زوجته ضحت بحياتها من أجل التسامح وتجنب تصادم الحضارات

TT

صرح الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بأن العالم «يقف في مفترق طرق حساس» وان اجتماع الأمم المتحدة بمبادرة سعودية يمثل «فرصة البدء من جديد وبناء عالم افضل لأبنائنا». واعتبر زرداري ان على الجميع الاعتراف بمكانة الدين واحترامه كمبدأ يقرب بين الشعوب، بدلاً من تفرقتهم. واشاد زرداري باللقاء الذي انعقد بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قائلاً «أهنئك صاحب الجلالة الملك عبد الله على شجاعتكم ورؤيتكم بعقد هذا الاجتماع حول الحوار بين المعتقدات». واعتبر ان «هذا العمل مبنثق عن حكمة قيادتكم صاحب الجلالة.. تقودون بلدكم اليوم صوب التقدم بينما تتبعون أسس ديننا». وعدد زرداري مساعي خادم الحرمين الشريفين لدعم الحوار والتسامح، مشيراً إلى أنه توجه إلى الفاتيكان، وانه «ارسى بفعالية اسس للتقريب بين أتباع الأديان والمعتقدات المختلفة في مؤتمر مدريد». وقال زرداري انه يمثل 180 مليون من شعب باكستان، وانه يحمل «رسالة الإسلام المعتدل والمعاصر الذي استرشدنا به بعمل قائدتنا المحبوبة السيدة المحترمة بي نظير بوتو، التي ضحت بحياتها من أجل التسامح والحوار وتجنب تصادم الحضارات». وتابع: «الاسلام مراراً وتكراراً يخبرنا ان هناك شعوباً وقبائل مختلفة، وان التنوع جيد وطبيعي وجزء من خطة الله ورسالة القرآن متاحة لمشاركة الجميع في حياة المجتمع ويشجع الاسلام التجربة والتعليم».

واستشهد زرداري بآيات من القرآن الكريم والحديث الشريف لإثبات دعوة الإسلام إلى التعايش السلمي واحترام الآخر. وقال: «نبي الاسلام عليه الصلاة والسلام، قال كلكم من آدم وآدم من تراب، أي كلكم متساوون». وأضاف: «الملك عبد الله بحكمته أدان الذين يستخدمون الدين لاحداث تقدم في عمل سياسي متطرف ومتقلب، واكد أن الدين يقرب الأمم ولا يبعدها، ولذلك من الأساسي أن نضطلع بمهمة وجود أرضية مشتركة بين الأمم والحضارات المختلفة». وفي هذا السياق، طالب زرداري الجمعية العامة بقبول قرار تقدمت به باكستان والفلبين لحوار الأديان ورفض التشهير بالدين، وهو مشروع قرار يعارضه عدد من الدول الأوروبية بسبب ما اعتبروه مخاوف من أن يؤدي إلى تقليص حق التعبير. وذكرت مصادر دبلوماسية أوروبية لـ«الشرق الأوسط» ان عدداً من الفقرات تم تعديلها من أجل التوصل إلى تقارب في وجهات النظر حولها. وأوضح زرداري أن الهدف من القرار «ليس الحديث عما يفرقنا، بل ما يوحدنا كمخلوقات لنفس الرب». وتحدث الرئيس الباكستاني في خطابه عن زوجته رئيسة الوزراء الراحلة بي نظير بوتو، التي اغتيلت العام الماضي قائلا إنها دافعت من أجل دعم الحوار والتسامح ومكافحة التعصب. وأضاف «إن آخر عمل للقائدة كتابة كتاب باسم المصالحة. هذا الكتاب يمثل تراثاً سياسياً للمصالحة اتبعته في أيامها الأخيرة»، مضيفاً انها «ماتت من اجله».

وأدان زرداري استخدام الدين ذريعة للعنف والتطرف الذي يهدد بلاده. وقال: «لا يوجد بالنسبة لي شيء لا يمت للاسلام بصلة أكثر من التمييز والعنف ضد المرأة، ولا يوجد أي شيء يتعارض مع الإسلام أكثر من الارهاب وقتل الأبرياء من النساء والأطفال والرجال وهذا امر محظور». وأضاف: «في الوقت الذي يناضل من أجله المسلمون من أجل الحوار بين المعتقدات، نشهد أحداثا تؤدي إلى احباط دعوة الحوار، ونشهد أحاديث لكراهية الأديان وضد الاسلام»، متعبراً أن ذلك يزيد من التطرف والنزاعات. وتابع: «يجب ان نحول رسائل الأمل الموجودة في عقائدنا إلى رسائل حية»، موضحاً: «يجب منع التمييز ضد الأديان ليس فقط بالكلام بل بالأعمال»، في تنويه الى القرار المقدم للجمعية العامة لحظر التشهير بالدين. ودعا زرداري إلى أهمية بناء الثقة قائلا «يجب أن ندين الارهابيين وألا ندين الاسلام»، مذكراً بأن الإسلام هو مفتاح المعرفة والتفاهم.