فرنسا تعتبر أنه «لا جديد» في تهديد طالبان لها

المبعوث الدولي لأفغانستان يشدد على ضرورة الإبقاء على الاستراتيجيات الحالية بفعالية أفضل

TT

اعلنت باريس امس انها لا ترى تهديداً جديداً يستهدفها في شريط لطالبان يهدد بشن هجمات في باريس اذا لم تنسحب القوات الفرنسية، وعددها 600، من أفغانستان. وقال وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران ان «القوات الفرنسية مهددة كباقي قوات التحالف المنتشرة في افغانستان. لا شيء جديد على الاطلاق انها عملية اعلامية كسائر الحملات الدعائية التي تطلقها طالبان لانها تعلم ان الرأي العام هو احدى نقاط ضعف الاسرة الدولية». واعلنت عناصر من طالبان في رسالة مسجلة أذاعتها قناة «العربية» اول من امس المسؤولية عن كمين قتل فيه عشرة جنود فرنسيين في أغسطس (اب) الماضي في أكبر خسارة تمنى بها قوات أجنبية في أفغانستان في هجوم منفرد منذ عام 2001.

وذكر موران ان مجلة «باري ماتش» نشرت بعد هذا الحادث معلومات عن تهديد طالبان للفرنسيين في حال لم تسحب فرنسا قواتها من افغانستان.

وقال فردريك دوسانيو الناطق باسم الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحافي عندما سئل عن رسالة طالبان المسجلة: «لا يوجد أي تهديد خاص اضافي اليوم»، مضيفا أنه جرى تسجيل شريط الفيديو فيما يبدو بعد فترة قصيرة من الكمين. وتابع: «بالنظر الى هذه التصريحات نجد أنها تكرر موضوعات ليست جديدة... انها رسالة جرى تجديدها ولكنها ليست رسالة جديدة». واردف قائلاً: «بالطبع نحن مهتمون بأمن جنودنا وبأمن قواتنا الموجودة في أفغانستان مثل اهتمامنا بأمن الشعب الفرنسي كله في سياق اليقظة الدائمة»، موضحاً: «لم تتخذ أي اجراءات أمنية اضافية بعد اذاعة هذا الشريط». ومن جهة اخرى، اعلن حلف الشمال الاطلسي «الناتو» امس ان قواته في شرق افغانستان اطلقت النار على متمردين داخل الاراضي الباكستانية بعد التنسيق مع اسلام اباد. وافادت باكستان في بيان رسمي امس ان الموقع الذي هاجمه المتمردون كان موقعاً تابعاً لقوات «الناتو»، مما ادى لتشابك القوات الاجنبية مع «المسلحين الهاربين من الجهة الافغانية للحدود». ورفض ناطق باسم الجيش الباكستاني الرد على استفسارات حول أي عمل عسكري داخل الحدود الافغانية. وأوضح التحالف انه اطلق النار يوم الاحد الماضي بعد مهاجمة المتمردين لقوات التحالف في اقليم باكتيكا الافغاني. وافاد بيان «الناتو»: «اطلاق النار ادى الى انفجار ثان في موقع اطلاق الصاروخ، مما يؤشر الى وجود ذخائر اضافية في المنطقة». وفي اوسلو، اعتبر مبعوث الامم المتحدة الخاص الى أفغانستان ان تنصيب ادارة أميركية جديدة يوفر فرصة جديدة للتصدي لمشاكل أفغانستان وان الفرصة ينبغي عدم اهدارها. كما ذكر كاي ايدي خلال ندوة بالعاصمة النرويجية أن أفغانستان يحتمل أن تواجه نقصا حادا في الغذاء أعتبارا من شهر مارس (اذار) المقبل وسوف تحتاج الى المزيد من المعونة لسد الفجوة حتى موعد المحصول التالي.

وذكر ايدي أن المجتمع الدولي ينبغي أن يتابع الاتفاقات التي أبرمها مانحون في يونيو (حزيران) الماضي لمساعدة أفغانستان التي تواجه تمردا متزايدا بعد سبع سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للاطاحة بحركة طالبان الاسلامية. وقال ايدي: «من المهم جدا ألا نركز على المساهمات العسكرية وحدها بل أن نضع في أذهاننا جدول أعمال واسع النطاق كما اتفقنا خلال مؤتمر باريس». وقال ايدي لـ«رويترز» في المؤتمر الذي عقد بمقر الصليب الاحمر النرويجي: «أي تغيير في الادارة (الاميركية).. يتيح لنا فرصة لبث النشاط في العملية والتقريب بين الدول بدرجة أكبر والحصول بذلك على قوة دفع أكبر لما نفعله على الارض. هذه الادارة لديها هذه الفرصة». وكان الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما قد ذكر أنه سيزيد الوجود العسكري الاميركي وسيعرض الحديث مع زعماء معتدلين لحركة طالبان ودعا الى تناول اقليمي لمشاكل أفغانستان.

وعبر ايدي عن تطلعه الى مراجعة ادارة أوباما للسياسة في أفغانستان، مؤكداً أن الامم المتحدة تريد أن تتعاون مع واشنطن. وقال: «لا أعتقد أن ثمة حاجة لاستراتيجيات جديدة بل الى تنفيذ أكثر انضباطا للاستراتيجية الموجودة». واضاف: «دعونا نبحث عن أفضل السبل لمساندة الاتجاهات الايجابية التي نراها الان على الارض» مضيفا أن القلق ما زال يساوره بخصوص الامن بما في ذلك الهجمات التي يتعرض لها العاملون في مجال المساعدات.

وقال ايدي الذي عين مبعوثا خاصا في مارس الماضي: «لقد سئمت وتعبت من بيانات التشاؤم والموت والغم. الوضع الامني خطير ولا شك في ذلك». وتزداد الاضطرابات في الوضع الامني مع استهداف القوات المسلحة في افغانستان. وافاد مصدر عسكري بان 6 جنود افغان وخمسة متمردين قتلوا خلال اليومين الماضيين في غرب افغانستان. وصرح الجنرال فضل الاحمد سيار قائد القوات المسلحة في غرب البلاد لوكالة الصحافة الفرنسية ان مجموعة من الجنود الافغان وقعت في كمين بمنطقة بالا بولوك في ولاية فرح. واوضح: «خمسة جنود قتلوا في كمين نصبه مائة متمرد ودامت المعارك التي تلته ساعتين»، مضيفا ان «خمسة جنود اخرين جرحوا وأسر المتمردون احدهم ثم قطعوا رأسه». واضاف الجنرال ان المتمردين تكبدوا خسائر فادحة خلال المواجهة لكنه لم يعط حصيلة في حين اعلن الناطق باسم الشرطة في غرب افغانستان عبد الرؤوف احمدي ان قائدا متمردا قتل مع اربعة من رجاله. واكد ان الشرطة وقوات حلف شمال الاطلسي شاركت ايضا في المعارك. وقتل خمسة متمردون الثلاثاء في غارة جوية شنها التحالف العسكري بقيادة اميركية في ولاية فرح. وعلى صعيد متصل، قال رئيس اركان الجيش التشيكي في براغ ان ثلاثة عسكريين تشيكيين من فريق اعادة الاعمار في افغانستان اصيبوا امس بجروح بعد ان اصطدمت آليتهم بعبوة ناسفة يدوية الصنع في ولاية لوغار (شرق).

وقال المصدر ذاته ان آلية هؤلاء الجنود من القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة لحلف شمال الاطلسي انفجرت بها عبوة ناسفة. وقالت المتحدثة باسم رئاسة الاركان جانا روزيكوفا ان اصابات الجنود لا تدعو الى القلق وانهم تلقوا العلاج ميدانيا.