الديمقراطيون يبقون ليبرمان إلى جانبهم رغم دعمه لماكين في السباق الانتخابي

إدارة أوباما لا تعتزم متابعة متورطين في حالات تعذيب

السناتور جو ليبرمان لدى وصوله الى الكونغرس أمس حيث استقبله الصحافيون للاستفسار عن مستقبله السياسي (أ.ب)
TT

في يوم حاسم لمستقبل الحزبين الديمقراطي والجمهوري، التقى النواب واعضاء مجلس الشيوخ الاميركيون في الكونغرس امس للمرة الاولى، منذ الانتخابات الرئاسية، من اجل اختيار قادتهم داخل المجلسين التشريعيين. وكان مستقبل جو ليبرمان السناتور المستقل، بعدما كان ديمقراطياً، تحت الاضواء، اذ بعدما ساند ليبرمان المرشح الجمهوري في الانتخابات جون ماكين، واجه امس عددا من السناتورات الديمقراطيين الغاضبين.

الا انه خرج من الاجتماعات المغلقة في الكونغرس فائزاَ، اذ قرر الديمقراطيون ابقاءه رئيساً للجنة الأمن الوطني، وهو الأمر الذي يجعله يصوت لصالح الديمقراطيين، في القضايا المتعلقة بالأمن الوطني في مجلس الشــيوخ. وافادت وكالة «اسوشييتد بريس» بأن الرئيس المنتخب باراك اوباما كان قد طالب الديمقراطيين بالعمل على ابقاء لبيرمان الى جانب الديمقراطيين، خوفاً من انه قد يعلن انتقاله الى الحزب الجمهوري، في حال ما إذا اراد الحزب الديمقراطي توبيخه وخلعه من رئاسة اللجنة الواسعة النفوذ في مجلس الشيوخ. وتعتبر قضايا الأمن الوطني على رأس اولويات اوباما والتي سيتعين عليه الخوض في تفاصيل متعلقة، ليس فقط بالحفاظ على الأمن، بل معالجة قضايا متعلقة بالحريات المدنية المتقلصة بسبب الإجراءات الأمنية. وقالت مصادر مقربة من الرئيس المنتخب، إن إدارته لا تعتزم متابعة مسؤولين في إدارة الرئيس الاميركي الحالي جورج بوش، متورطين في تعذيب بعض الاشخاص المعتقلين بتهمة الارهاب، كما تطالب منظمات حقوقية تدافع عن حقوق الانسان، بيد ان الادارة الجديدة ستتعامل بصرامة مع اية انتهاكات تتعلق بتعذيب معتقلين اثناء استجوابهما، كما وعد اوباما.

وكان موظفون سابقون في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.ايه) قالوا في وقت سابق، إن الوكالة استعملت عدة وسائل للتعذيب، بما في ذلك اسلوب الاغراق. وكانت (سي.آي.ايه) قد قالت إنها مسحت اشرطة تبين التعذيب لحماية موظفيها، لكن الديمقراطيين يتهمون الوكالة باستعمال هذه الحجة، من اجل محو كل اثبات بالتعذيب قد يستعمل ضد الوكالة في اية تحقيقات.

وقال تقرير لوكالة «اسوشييتد بريس» امس، إن منظمات حقوقية حثت باراك اوباما على المضي قدماً في انتقاداته للتعذيب، وذلك بتقديم مسؤولين في الادارة الحالية للمحاكمة. وكان اوباما قد وجه انتقادات شديدة اللهجة لاستعمال التعذيب في التحقيقات خلال حملته الانتخابية، كما دعا الى إغلاق معسكر غوانتانامو. وقال في اول مقابلة تلفزيونية مع شبكة «سي.بي.إس» بعد انتخابه «قلت مرارا اني اريد اغلاق غوانتانامو وسأتمسك بذلك»، مؤكداً انه يريد وقف التعذيب، باعتباره وسيلة يستخدمها الجيش الاميركي في الاستجواب. ونسب الى مستشارين من فريق اوباما الانتقالي قولهما إن وزارة العدل في ظل الادارة الجديدة، قد لا تتابع المتهمين بممارسة التعذيب. ورفض متحدث باسم حملة اوباما التعليق على تصريحات المستشارين اللذين طلبا عدم الكشف عن هويتهما.

يشار الى ان الرئيس الاميركي الحالي جورج بوش، يمكنه ان يوقع على عفو رئاسي، يمنع متابعة اي مسؤول في إدارته، قبل ان يغادر البيت الابيض في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل. وعندما سئل توني فراتو الناطق باسم البيت الابيض، حول ما إذا كان بوش سيصدر عفواً رئاسياً قبل ان يغادر موقعه، رفض التعليق. وطبقاً للدستور لا يمكن نقض العفو الرئاسي، حتى ولو أراد الرئيس المنتخب باراك اوباما ذلك بعد توليه مهامه.