اثنان من مستشاري أوباما ينضمان إلى طاقم نتنياهو في معركته الانتخابية

في إطار تعزيز انطباع الناخبين الإسرائيليين بأنه منتصر

TT

في إطار سعي رئيس المعارضة الإسرائيلية زعيم حزب الليكود اليميني، بنيامين نتنياهو، إلى ترسيخ «حتمية الانتصار في الانتخابات القريبة على طريق براك أوباما في الولايات المتحدة»، كشف النقاب، أمس، أن نتنياهو استأجر خدمات اثنين من كبار المستشارين الاستراتيجيين الأميركيين اللذين عملا مع الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما، لمرافقته في معركته الانتخابية الحالية.

فبعد أن أقام نتنياهو لنفسه موقعا في الانترنت شبيها جدا بالموقع الذي أقامه أوباما في بداية حملته الانتخابية، انضم الى طاقم مستشاريه كل من بيل ناب وجوش آيسي مقابل أجر «سمين» بشكل خاص. وناب وآيسي هما من أبرز المستشارين الاستراتيجيين في الحملات الانتخابية لقادة الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة. وقد عملا في عدة معارك انتخابية ناجحة في الولايات المتحدة، أبرزها معركة الرئيس السابق، بيل كلينتون، ورئيس بلدية نيويورك، مايكل بلومبيرغ، والرئيس أوباما. وقد وصل المستشاران الجديدان الى تل أبيب قبل أسبوع. وبعد توقيع اتفاقية العمل مع الليكود، باشرا دراسة الأوضاع السياسية الإسرائيلية وتوصلا إلى قرار بأن مصلحة نتنياهو تقضي بأن يظهر نفسه سائرا على طريق أوباما كرئيس منتصر من الآن، قبل أن ينجح أحد منافسيه في طرح نفسه على هذا النحو. ولذلك امتدحا اقامة الموقع الإلكتروني الشبيه بموقع أوباما وطلبا أن ينشر على الملأ أمر تشغيلهما الى جانب نتنياهو فورا من أجل تعزيز فكرة المقارنة بين أوباما ونتنياهو في ذهن الناخب الإسرائيلي.

وتتلاءم هذه الفكرة مع نتائج استطلاعات الرأي التي نشرت في إسرائيل، نهاية الأسبوع، وتشير بالإجماع على ان نتنياهو سيصبح رئيس حكومة في إسرائيل بعد الانتخابات القادمة، إذا ظلت المعركة تدار بالشكل الحالي. فقد اتضح ان حزب الليكود سيستعيد جلّ قوته البرلمانية (في انتخابات 2001 برئاسة أرييل شارون فاز بأربعين مقعدا) وسيضاعف قوته الحالية ثلاث مرات ويرتفع من 12 مقعدا اليوم الى 34 مقعدا، يليه حزب «كديما» الحاكم برئاسة تسيبي لفني، الذي تنبأ له الاستطلاع 28 مقعدا، علما بأن عدد نواب هذا الحزب اليوم 29 وكانت استطلاعات الرأي قد منحته 31 مقعدا فقط قبل ثلاثة أسابيع.

وحسب الاستطلاع نفسه قال 50 في المائة من المستطلعة آراؤهم ان نتنياهو يصلح رئيسا للوزراء (45 في المائة قالوا انه لا يصلح) و44 في المائة إن لفني تصلح رئيسة للوزراء (49 في المائة قالوا انها لا تصلح)، فيما قال 72 في المائة ان رئيس حزب العمل وزير الدفاع، ايهود باراك، لا يصلح رئيسا للوزراء. وعندما طلب من المستطلعة آراؤهم أن يتجردوا من الانتماء السياسي ويجيبوا عن السؤال: «من برأيك سيصبح رئيس وزراء فعلا في هذه الانتخابات؟»، جاءت الإجابة على النحو التالي: 43 في المائة قالوا إن نتنياهو سيصبح رئيسا للحكومة، و28 في المائة قالوا تسيبي لفني، وفقط 5 في المائة قالوا إن باراك هو الذي سينتخب.

يذكر ان استطلاعات الرأي تشير أيضا الى تدهور سحيق في شعبية حزب العمل، الذي يعتبر الحزب المؤسس لإسرائيل والذي قاد الحركة الصهيونية منذ نشوئها قبل 111 عاما وحتى سنة 1977. فحسب الاستطلاع سيهبط الى 8 – 10 مقاعد ليصبح خامس حزب في اسرائيل، بعد الليكود و«كديما» و«شاس» (حزب المتدينين الشرقيين اليهود) و«اسرائيل بيتنا» (حزب يميني متطرف يستمد قوته الأساسية من اليهود الروس ويتزعمه أفيغدور ليبرمان، الذي يهدد بضرب مصر وإيران ويدعو إلى ترحيل الفلسطينيين).

وفي الوقت الذي تتفاقم فيه أزمة حزب العمل، حيث يتركه العديد من قادته البارزين، تحاول تسيبي لفني، استعادة قوتها بإطلاق عدد من الشعارات المغرية. فخرجت بحملة ضد المتدينين المتزمتين عنوانها: «كديما لن تبيع الدولة للمتزمتين». وفي هذا العنوان إغراء كبير للعلمانيين في اسرائيل، الذين يشكلون أكثرية ساحقة ويبغضون المتدينين ويحاربون ظواهر الإكراه الديني، وفيها أيضا غمز ولمز ضد بنيامين نتنياهو الذي ينافق المتدينين المتزمتين وكان قد أغدق عليهم بالوعود المالية لكي يفشلوا محاولات لفني تشكيل حكومة. وكان مساعدو لفني قد نجحوا في توجيه ضربة قوية الى نتنياهو، أمس، حين كشفوا ان اثنين من أعضاء لجنة الانتخابات الداخلية في الليكود يواجهان اتهامات بالفساد. فالمعروف أن نتنياهو يدير حملته الانتخابية بالادعاء انه سيعيد الى إسرائيل مبدأ طهارة الحكم، بعد أن يخلصها من فساد السلطة. والكشف الجديد يلحق ضررا بحملته هذه. لذلك، فقد سارع رئيس لجنة الانتخابات في الليكود، القاضي المتقاعد يهوشع غروس، الى الإعلان انه ينوي تجميد عضوية العضوين المذكورين فورا.