مصادر فرنسية: ثمة نافذة دبلوماسية ضيقة لتسوية الملف الإيراني الصيف القادم

باريس قلقة من سلوك طهران.. وتحث دمشق على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية

TT

عبرت فرنسا أمس عن «قلقلها» إزاء مضمون التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية المخصص لسورية. ويتحدث عن عثور مفتشي الوكالة على «آثار» لجزيئات نووية في موقع الكبر، شرق البلاد الذي قصفته إسرائيل في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي. ويشير التقرير إلى أن السلطات السورية لم تسمح للوكالة بزيارة ثلاثة مواقع إضافية تريد أخذ عينات منها للتأكد من المزاعم حول وجود برنامج نووي سوري، ولم تنجح في الوصول الى الموقع الذي جمعت فيه بقايا ما كان موجودا في الكبر لأخذ عينات منها بغية فحصها. وقالت الخارجية الفرنسية أمس إن مضمون تقريري الوكالة الدولية «يثير قلق» باريس ما حفزها الى دعوة السلطات السورية الى «التعاون مع الوكالة الدولية و الوفاء بالتزاماتها تجاهها». وهذه المرة الأولى التي يصدر فيها عن الخارجية الفرنسية مثل هذا الموقف علما أن باريس ودمشق قاما بتطبيع علاقاتهما، وهو ما تمثل في زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى فرنسا في شهر يوليو (تموز) الماضي والزيارة المماثلة التي قام بها الرئيس نيكولا ساركوزي الى العاصمة السورية في سبتمبر من هذا العام.

وفي السياق عينه وتعليقا على تقرير الوكالة بخصوص البرنامج النووي الإيراني، قال الناطق باسم الخارجية إريك شوفالييه، إن باريس «بالغة القلق» إزاء استمرار إيران في انتهاك قرارات مجلس الأمن والتزاماتها إزاء الوكالة الدولية. وأشارت باريس الى أن العناصر الواردة في التقرير والتي تؤشر الى «الهدف العسكري» للبرنامج الإيراني تثير «مخاوف حقيقية» تماما كما يثيرها «السلوك» الإيراني وتطوير إيران لبرنامجها الصاروخي. ورفضت الخارجية الفرنسية إقامة «رابط» بين البرنامجين الإيراني والسوري وشددت عل أنها تعتبر الموضوعين «منفصلين».

ونفت باريس أن تكون ثمة «مهلة معينة» معطاة للسلطات الإيرانية للرد على المقترحات التي قدمها باسم مجموعة 3 زائد ثلاثة الى طهران الصيف الماضي.. وقالت الخارجية إن هذه المقترحات توفر لإيران ثلاثة أمور أساسية هي: الاعتراف بدور إيران الهام في المنطقة، واعتراف بحقها بتقنية نووية سلمية، وأخيرا التعبير عن حرص الدول الستعلى عدم الإضرار بالشعب الإيراني. وقالت مصادر فرنسية رسمية إن إيران «لم ترد بعد رسميا» على المقترحات، بل وجهت كتابا الى سولانا «يتضمن فيضا من الأسئلة» حول هذه المقترحات. وتعتبر المصادر الفرنسية أن إيران «تسعى وراء كسب الوقت» وتريد «المراوغة وإضاعة الدول الست في مسائل جانبية». وقبل أيام، بعث خافيير سولانا باسم الدول الست برسالة جديدة للسلطات الإيرانية يحثها فيها على الرد «بوضوح» على مقترحات الستة (الدول الخمس الدائمة العضوية و ألمانيا). غير أن مصادر فرنسية عالية المستوى تحدثت اليها «الشرق الأوسط» استبعدت وصول أي «رد إيراني» في القريب، بانتظار أن تقوم إدارة أميركية جديدة وتحصل الانتخابات الرئاسية الإيرانية. غير أن هذه الأوساط قرعت ناقوس الخطر لأنها ترى أن «النافذة الدبلوماسية لتسوية الملف الإيراني ضيقة وهي لا تتجاوز الأشهر الستة» ابتداء من الصيف القادم. وبحسب هذه الأوساط، فإن التقارير الاستخبارية الغربية والإسرائيلية تفيد بأن إيران «ستقترب من امتلاك السلاح النووي مع أواخر العام القادم أو في الأشهر الأولى من العام 2010». وانطلاقا من ذلك، ترى هذه المصادر أنه إذا «قبلت إيران عرضا من الإدارة الأميركية الجديدة يضمن أمن نظامها ومصالحها مقابل تخليها عن الجوانب العسكرية في برنامجها النووي فسيكون الاتفاق ممكنا معها». أما بالمقابل إذا استمرت على نهجها الحالي «فسيكون من الصعب تحاشي ضرب منشآتها إن أميركيا أو إسرائيليا أو أميركيا وإسرائيليا معاً».