قيادي في «النهضة» التونسية لـ «الشرق الأوسط»: استوعبنا الدرس ومستعدون للحوار

والد محكوم بالإعدام في قضية إرهاب: طردته من البيت لكنني الآن مشتاق لرؤيته

عضوا مجلس الأمة الكويتي المحسوبان على التيار الإسلامي وليد الطباطبائي (يسار) وعبد الله البرغش في المؤتمر الصحافي الذي عقداه في مدينة الكويت أمس (أ.ف.ب)
TT

عبر قيادي بارز في حركة النهضة المحظورة في تونس عن استعداد الحركة للحوار مع السلطات، مؤكداً أن الحركة «تغيرت بصفة جذرية خلال العقدين الماضيين واستوعبت درسها جيدا وفهمت مزاج العصر». وجاءت تعليقات علي العريض تعليقاً على إطلاق السلطات في الآونة الأخيرة لآخر دفعة من سجناء الحركة.

وقال العريض، القيادي في النهضة والناطق السابق باسمها، إن استبعاد الحركة من الساحة السياسية لا يساعد البلاد على الحياة السياسية المتوازنة ولا يزيد سوى تأخير إشراك كل الأطراف في الانتقال الديمقراطي المنشود. وأضاف لـ «الشرق الأوسط» أن النهضة تسعى إلى الاندماج في النسيج السياسي وإنهاء حالة التشنج، لتستطيع التفرغ هي والسلطة إلى ما هو أهم.

وحول إمكانية السماح للحركة بالعودة للنشاط السياسي، قال إنه لا توجد مؤشرات حقيقية على ذلك وإن السلطة لا تنوي إدماج الحركة في الحياة السياسية على الأقل في الوقت الحاضر. وحول التخوفات التي تبديها مكونات المجتمع المدني التونسي من عودة الحركة، قال العريض إنه يعلم بوجود مجموعات استئصالية فاقت السلطة من حيث الغلو، لكنه استدرك أن هؤلاء قلة وربما يتجهون «نحو الانحسار أو الزوال بمرور الوقت».

وقال العريض إن النهضة ليست مثلما يصورها بعض المغالين، بل إنها تنظر للفعل السياسي الإسلامي. واضاف ان الحركة تغيرت بصفة جذرية خلال العقدين الماضيين واستوعبت درسها جيدا وفهمت مزاج العصر حتى أن بعض كتابات قادة النهضة اليوم أصبحت مراجع في تركيا ولبنان والمغرب. وأكد أن النهضة لا تطلب المستحيل وهي مستعدة على الدوام للتحاور وتوضيح مواقفها من كل القضايا برؤية معاصرة وتبديد المخاوف. وانتقد العريض تغليب السلطة للأساليب الأمنية عن المعالجة السياسية.

وحول شأن تونسي آخر، قال لمين الراقوبي والد صابر، المحكوم عليه في قضية مجموعة سليمان (مجموعة نفذت عملية ارهابية في منطقة سليمان بتونس) لـ«الشرق الأوسط» انه يود رؤية ابنه الذي حكم عليه بالإعدام منذ يوم 20 فبراير (شباط) 2007 بعد أن نفد صبره وهو يراسل المسؤولين بمن فيهم الرئيس زين العابدين بن علي، لكن بدون تلقي رد. وقال الراقوبي انه راسل كلا من وزير العدل وحقوق الإنسان والهيئة العليا لحقوق الإنسان ولم يتلق رداً. وأوضح الراقوبي أنه طرد ابنه من البيت في رمضان 2007 بعد أن لاحظ انه انقطع عن العمل وصار يقف كثيرا أمام المسجد بعد الصلاة، إلا انه الآن متشوق لرؤيته. ودعا السلطات لتلبية رغبته بزيارة ابنه أو تنفيذ حكم الإعدام ضده حتى يتم دفنه ويتمكن من زيارته.

وحول التهم التي وجهت لابنه من قبل القضاء مما استدعى الحكم عليه بالإعدام كحالة فريدة ضمن المجموعة، قال الراقوبي انه لا توجد تهمة ثابتة ضد ابنه وقد اعترف برميه قنبلة لم تنفجر فوجهت له تهمة محاولة القتل العمد وعقوبتها قد لا تتجاوز في بعض الحالات السبع سنوات سجنا، معتبرا أن المحاكمة كانت سياسية بالأساس بتأثير من السفراء الغربيين الذين طالبوا سرا بتسليط أقسى درجات العقوبة على المتهمين.

وطالب الراقوبي بضرورة سؤال ابنه عن سبب التحاقه بالمسلحين وهو الذي كان يعمل في نزل وله دبلوم في الحلاقة وحاصل على درجات في رياضة الكاراتيه، ولا يزيد عمره على 21 سنة ومستواه الثقافي لا يتجاوز حدود السنة الثامنة من التعليم الأساسي.