مقربون من بوتفليقة لـ «الشرق الأوسط»: سيعلن ترشحه لولاية ثالثة مطلع 2009

تنافس محموم بين أكبر حزبين جزائريين على قيادة حملته الانتخابية

TT

أعلن مصدر مطلع أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة سيعلن عن ترشحه لولاية ثالثة مطلع العام المقبل. ويأتي ذلك في سياق تنافس محموم بين أكبر حزبين في البلاد على قيادة حملة بوتفليقة لانتخابات الرئاسة التي ستجري في أبريل (نيسان) القادم.

وأوضح المصدر المقرب من الرئاسة، والذي طلب عدم نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، إن رئيس الجمهورية سيعلن ترشحه رسمياً في مؤتمر صحافي بالعاصمة يحضره ممثلي الأحزاب والجمعيات والتنظيمات التي تسانده منذ 10 سنوات، والتي تدعوه بإلحاح إلى تمديد حكمه. وأدخل بوتفليقة تعديلات على الدستور صادق عليها البرلمان الشهر الحالي، كان أهم ما فيها هو إلغاء المادة التي تمنع الترشح لأكثر من ولايتين.

ونقل نفس المصدر عن الرئيس أنه يرفض الترشح باسم أي حزب، وأنه يرى نفسه «مرشح إجماع»، وهي الصفة التي اشترطها بوتفليقة في 1999 عندما طلب منه مسؤولون نافذون في الدولة أن يترشح لانتخابات نفس العام. وقد كان له ذلك حيث تلقت أكبر الأحزاب والنقابات والجمعيات الإيعاز لمساندته، ودخل الانتخابات باسم «مرشح الإجماع». ويرى الرئيس، حسب ذات المصدر، أنه لا أحد باستطاعته منافسته «لأنه مقتنع بأن الجزائريين راضون على حصيلة ولايتيه». وقال بوتفليقة في خطاب قبل 10 أيام إن إنجازاته «لا ينكرها إلا جاحد متطير».

وأوضح المصدر أن بوتفليقة يرفض الترشح باسم حزب «جبهة التحرير الوطني»، حتى وإن كان يعتقد أنه ينتمي لهذا الحزب، مشيراً إلى أن الرئيس «لا يريد أن يشار إليه على أنه مترشح متحزب، وإنما هو مرشح ممثلي فئات واسعة من المجتمع الجزائري». وأضاف: «هو يرى أن حجمه أكبر من أن يرشحه حزب واحد حتى لو كان بحجم جبهة التحرير». ويقود «الجبهة» وزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بلخادم، الذي قال نهاية الأسبوع الماضي إن بوتفليقة «سيكون مرشح جبهة التحرير». ويقود الحزب الذي يملك الأغلبية في البرلمان، قاطرة دعاة تعديل الدستور وحاملي شعار «الولاية الرئاسية الثالثة» منذ قرابة ثلاث سنوات. ويذكر زعيمه أن بوتفليقة هو رئيس الحزب بموجب التعديل، الذي طرأ على قوانينه في المؤتمر الثامن الذي عقد مطلع 2005.

وتلقى «الجبهة» منافسة شديدة من «التجمع الوطني الديمقراطي»، الذي يقوده الوزير الأول أحمد أويحيى، والذي يعد ثاني أكبر قوة سياسية في البلاد. وأعلن أويحيى في خطاب أمام مناضلي حزبه أن «الآلة الانتخابية للتجمع الديمقراطي موجودة تحت تصرف فخامة الرئيس». وقد استاء بلخادم من تصريحات أويحيى وردد في مناسبات كثيرة حضرتها الصحافة، أن بوتفليقة «ينتمي إلينا ونحن أول من دعاه إلى الترشح، وحزبنا هو السباق للدعوة إلى تعديل الدستور حتى يمكنه الترشح». وقالت مصادر من «جبهة التحرير»، إن بلخادم أمر مسؤولي هياكل الحزب في الولايات والبلديات، بالانتشار بسرعة وكثافة في الميدان لصالح حملة ترشح بوتفليقة، حتى لا يسبقهم إليها مناضلو «التجمع». وقد بدأوا فعلاً في جمع 75 ألف توقيع التي يشترطها القانون في أي شخص يرغب في الترشح لانتخابات الرئاسة.

ونزولا عند رغبة رئيس الجمهورية، سيعقد «التحالف الرئاسي» الأحد المقبل اجتماعا تعلن فيه الأحزاب الثلاثة المساندة للرئيس، دعمها الجماعي لترشحه لولاية ثالثة. والأحزاب هي «الجبهة» و«التجمع»، إضافة إلى الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم».